السُنة في العراق يواجهون ومستقبلًا مجهول المعالم تحت ظل داعش
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

ضحايا الصراع العنيف بين مسلحي التنظيم المتطرف ومقاتلي الحكومة العاجزة

السُنة في العراق يواجهون ومستقبلًا مجهول المعالم تحت ظل "داعش"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - السُنة في العراق يواجهون ومستقبلًا مجهول المعالم تحت ظل "داعش"

اثر الهجمات الأخيرة التي يشنها الجيش العراقي على مدينة تكريت
بغداد - نجلاء الطائي

أثارت الهجمات الأخيرة التي يشنها الجيش العراقي على مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين والمعقل المهم لمقاتلي تنظيم "داعش" الذين تراجعوا في عدد من المدن، لاسيما بعد الهزيمة الكبيرة في مدينة عين العرب "كوباني، تساؤلات كثيرة حول مصير المواطنين السنة في العراق.

وانتقد المصور العراقي السني الشاب محمود عمر، الطريقة التي تواصل حكومة بغداد نهجها في إساءة معاملة زملائه السنة, ويتفق مع القادة السياسيون داخل العراق وخارجها على أنَّ الطريقة الأفضل، وربما الوحيدة، لهزيمة "داعش" هي تحويل جزء من العرب السنة على الأقل ضدها.

وأكد عمر أنَّ الفكرة تتمل بتكرار نموذج الولايات المتحدة في 2006 من خلال دعم "حركة الصحوة" السنية التي أضعفت تنظيم "القاعدة" في العراق، على الرغم من عدم تدميره, مشيرًا إلى أنَّ الكثيرون من السنة يكرهون المتطرفين المتطرفين بسبب عنفهم الزائد، وتنفيذ قواعد غريبة وتعسفية على السلوك الشخصي الذي لا علاقة له حتى بتفسير الشريعة.

وأضاف "الحقيقة أنَّ الكثير من السنة الذين ينفرون من الهلع الذي تسببه "داعش" يجب أن يقدموا فرصة لبغداد، منذ أن أصبحت حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي أكثر شمولًا من سلفه، نوري المالكي, ويلقى باللوم على سياسات المالكي الطائفية العدائية التي اتبعت خلال الأعوام الثمانية التي قضاها في السلطة لتحويل الاحتجاجات السلمية من قبل السنة إلى مقاومة مسلحة ودفع الطائفة السنية لأحضان "داعش".

وتابع "صدمت "داعش" الكثير من أهل السنة من خلال أفعالها، ولكن بدلًا من أن تعاملنا الحكومة على نحو أفضل, عاملوننا أسوأ من ذلك".

وأشار عمر إلى أنَّه "كمثال على هذا يستشهد سلوك الشرطة في الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الشاسعة والتي تسكنها غالبية سنية, وتأتي عائلتي من المدينة التي يبلغ عدد سكانها600 ألف الآن, وفرَّ 80 % من القتال، حيث أن "داعش" والقوات الحكومية سيطرت على  المعركة, وأطلقت "داعش" سبع هجمات انتحارية متزامنة تقريبًا الأسبوع الماضي".

وأبرز أنَّ الوضع داخل القطاع الذي تسيطر عليه الحكومة يائسٌ، بسبب نقص الغذاء والوقود والكهرباء, وتواجه الشاحنات التي تنقل الإمدادات تحديًا كبيرًا في نقاط تفتيش وكمائن "داعش", وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد في المدن النائية، مثل آل القائم و آل البغدادي.

وأشار إلى أنَّ المدارس أغلقت في وجه التلاميذ؛ لأن جميعهم من اللاجئين, ولكن في خضم هذه الأزمة فإنَّ الشرطة المحلية مفترسة ومفسدة عند تعلق الأمر بالتعامل مع السنة.

وتابع "إنَّ في أحد مركز الشرطة في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من الرمادي تواصل الشرطة اعتقال السنة، وتعذبهم وترفض الإفراج عنهم حتى تدفع أسرهم الرشوة من أجل خروجهم, كما أكد أنَّه يعرف رجلًا كان هناك لمدة أسبوع قبل أن تدفع أسرته 5.000 دولار للشرطة من أجل الإفراج عنه".

وبيَّن عمر، أنَّ جميع طرق المراقبة القديمة تظل موجودة، حيث يجبر أصحاب المتاجر على التجسس على عملائهم وتسليم تقارير يومية عنهم إلى الشرطة, معربًا عن رفضه "الوعود والكلمات" وتعهدات حكومة العبادي الجديدة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنَّه سيكون عدوًا طبيعيًا لـ"داعش" بما أنه مصور وعضو متعلم من عائلة معتدلة سياسيًا.

وأوضح أنَّ عائلته فقدت الكثير بسبب استيلاء جماعة متطرفة على الأنبار, وبقي والده فقط حتى وقت قريب في الرمادي لأنه أراد حماية المنزلين اللذان كان يملكهما, وأخذت "داعش" المنزل الثالث في الفلوجة ولا تعرف الأسرة ما حدث له, وترسل "داعش" أشخاصًا إلى المنازل, وإذا كان صاحب المنزل قد فر، فتعطي له 10 أيام للعودة أو الاستيلاء على ممتلكاته.

ونوَّه عمر إلى أنّه يجد صعوبة كبيرة في الثقة في حكومة بغداد؛ لأن أحد أقاربه، معاذ محمد عابد، الذي كان معلمًا ولديه زوجة وابنة، كان في السجن منذ عام 2012، محكومًا عليه بالإعدام بتهمة القتل.

 

وينفي هو وعائلته ارتكاب الجريمة بشدة، وأكد أنَّ الدليل الوحيد ضده هو اعترافه بعد التعذيب, ولديهم صور لمعاذ التقطت بعد استجوابه، وتبين آثار الكدمات والحروق, وقد ألغت عقوبته في نهاية المطاف؛ لكنه لا يزال في السجن, وتؤكد زوجته، التي تزوره في السجن، أنه وضع في زنزانة أربعة أمتار مربعة مع سبعة سجناء آخرين, وممنوع من أن يكون لديه جهاز راديو أو تلفزيون.

وتعد تجربة معاذ شائعة إلى حد كبير, فكثير من الشباب السنة من قرى قريبة من الفلوجة ملقين في السجن في انتظار تنفيذ حكم الإعدام، إذ أنهم اعترفوا بجرائم بعد تعرضهم للتعذيب, والطريقة الوحيدة لتحريرهم هي دفع رشوة كبيرة لأحد المسؤولين.

ويتذكر محمود عمر أنه في عام 2012 قام بالتحقيق في 12 حالة من أناس تعرضوا للتعذيب حتى الموت، منهم الصيدلي الذي اعتقل عندما رفض تزويد جنود الجيش والشرطة بالعقاقير عند نقطة تفتيش قرب صيدليته.

وقد فر معظم أفراد عائلة محمود الآن إلى كردستان, ويرى أنَّ مصائبه تعكس معاناة الطائفة السنية كلها, ويخشى أن يصبح السنة العراقيين ضحية الصراع بين "داعش" والحكومة.

وولفت عمر، الذي فضَّل استخدام اسم مستعار حفاظًا على سلامة عائلته، إلى أنَّه في حين ارتفاع أسهم "داعش" العام الماضي، ارتكب مقاتلوه المجازر لنشر الخوف مثلما فعل صدام حسين بارتكاب جرائم ضد الأكراد والشيعة من ربع قرن في وقت سابق.

وبيَّن أنَّه عند اعتقال "داعش" لسجن بادوش الحكومي, قرب الموصل، ذبح مقاتلوه 670 سجينًا من الشيعة, وفي كامب سبايكر، خارج تكريت، اصطف 800 طالب شيعي أمام الخنادق وأطلق عليهم نيران الرشاشات, وتشبه صور ذلك المشهد تلك الأعمال الوحشية التي نفذها الجيش الألماني في روسيا عام 1941, وفي آب / أغسطس عندما اقتحم مقاتلو "داعش" المناطق الكردية التي تسيطر عليها، استهدفوا اليزيديين كـ"وثنيين" لقتلهم واغتصاب نسائهم واستعبادهم.

وتساءل "هل هزيمة "داعش"، ومعهم السنة، لا مفر منها؟ على المدى الطويل, من الصعب أن نرى أي نتيجة بديلة في العراق لأنهم لا يشكلون سوى خمس السكان وغالبية أعدائهم يدعمون من قبل الولايات المتحدة وإيران, ربما تكن المناطق التي تسيطر عليها "داعش" كبيرة، ولكنها كانت دائمًا فقيرة وأصبحت أكثر فقرًا".

وأضاف "يوجد القليل من الكهرباء في الموصل، ولا تأتي الكهرباء سوى ساعتين فقط كل أربعة أيام, وهناك مولدات خاصة، ولكن بما أنه لا يوجد فرص العمل، فالناس ليس لديهم المال لدفع فواتير الكهرباء أو لشراء المولدات، وقد كان لهذا تأثير في خفض بعض الأسعار بسبب عدم وجود كهرباء من أجل الثلاجات والمجمدات، ما يعني عدم إمكانية تخزين الغذاء لفترة طويلة".

وأكد أنَّ تدهور الظروف المعيشية يعني هجر الكثير للموصل؛ ولكن "داعش" قد منعتهم، فهي لا تريد أن ترى أن أعظم غزو لها أصبح مدينة من الأشباح, وعلى أي حال، فإنه من غير الواضح إلى أي مكان يذهب مليون شخص لا يزالون في الموصل.

واستدرك "مع اشتداد القتال في أنحاء العراق في ربيع هذا العام، فمن المحتمل أن تكون المدن والبلدات السنية مدمرة, وقد يكون محمود على حق في تفكيره بأن السنيين سيضطرون للرحيل وإلا أصبحوا أقلية ضعيفة مثل المسيحيين".

واستأنف "حتى لو أرادت الحكومة في بغداد تقاسم السلطة مع السنة، فإنَّ "داعش" من خلال جرائمها الوحشية تؤكد أنَّ هذا سيكون شبه مستحيل, إذ جمعت "داعش" عشرات الآلاف من المقاتلين, قد يصل عددهم الآن إلى أكثر من 100 ألف في العراق وسورية, ما يعني أن التنظيم المتطرف لن ينهزم دون مقاومة شرسة، وإذا هزم فعلًا, فسيتم القبض على الطائفة السنية وتدميرها".

 

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السُنة في العراق يواجهون ومستقبلًا مجهول المعالم تحت ظل داعش السُنة في العراق يواجهون ومستقبلًا مجهول المعالم تحت ظل داعش



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates