الجهاز الاستخباراتي البريطاني يلجأ لرصد تدفق الاتصالات للوصول إلى المتطرفين
آخر تحديث 00:17:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أحداث تموز 2005 في بريطانيا شكلت نقطة تحول في أساليب التجسس

الجهاز الاستخباراتي البريطاني يلجأ لرصد تدفق الاتصالات للوصول إلى المتطرفين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الجهاز الاستخباراتي البريطاني يلجأ لرصد تدفق الاتصالات للوصول إلى المتطرفين

الجهاز الاستخباراتي البريطاني
لندن ـ كاتيا حداد

وقعت أربعة انفجارات منفصلة أحدثت مجزرة في العاصمة لندن في السابع من تموز/يوليو لعام 2005،وفي الواحد والعشرين من تموز أيضًا، حدث مرة أخرى ورفع من احتمالية وقوع موجات من التفجيرات من قبل انتحاريين، حيث لاحظ المركز الرئيسي للاتصالات الحكومية "GCHQ" بأن رصد تدفق الاتصالات هو المفتاح للوصول إلى مرتكبي هذه التفجيرات.

أوضح ديفيد أندرسون من داخل "GCHQ"، أنه ينبغي على المركز الرئيسي للاتصالات الحكومية "GCHQ" المسؤول عن تقديم إشارات الاستخبارات وتوثيق المعلومات لكل من الحكومة والقوات المسلحة البريطانية، بأن تحتفظ لنفسها بالسلطة في جمع هذا الكم الكبير من البيانات، ولكنه دعا إلى قوانين جديدة للإشراف على استخدام هذه السلطة.

وتعد اللحظة التي تغيرت فيها أساليب التجسس في بريطانيا إلي الأبد، ما حدث صباح الخميس الموافق السابع من تموز/يوليو لعام 2005، حين تصاعدت الأدخنة السوداء من محطات مترو الأنفاق في لندن، والتي أشارت التقارير الأولية حينها بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق وأن الأمر لا يتعدى حدوث ماس كهربائي، ولكن بعدها بدقائق انحرفت حافلة عن مسارها وتحطم سقفها علي إثر انفجار وقع في ساحة "تافيستوك" وكانت الحقيقة وقتها واضحة بشكل مخيف بأن لندن تتعرض لهجوم متطرف.

وتسببت أربعة انفجارات منفصلة في العاصمة وقتها إلي إحداث مجزرة وتحققت مخاوف "Eliza Manningham-Buller" التي اجتمعت في مقر جهاز الأمني الاستخباراتي البريطاني "MI5" وفريقها، آنذاك في أعقاب الهجوم المتطرف، بينما وفي شيلتنهام كان مدير المركز الرئيسي للاتصالات الحكومية "GCHQ" وقتها إيان لوبان يخطو بقلق نحو المبني بعد الهجوم.

واعتقدت السلطات حينها بأن الذين نفذوا التفجيرات من المحتمل أن يكونوا قد أتوا إلي لندن وزرعوا المتفجرات ثم غادروا، إلا أنه تم اكتشاف خطأ الاستنتاجات التي كانوا قد توصلوا إليها، فالتحليل الجنائي أظهر بأن مرتكبي التفجيرات هم أربعة انتحاريين نشأوا في بريطانيا، وهو ما لم يكن أحدًا قد استعد له بما في ذلك الجواسيس أنفسهم.

ووقعت وبعد أسبوعين لاحقين من حدوث التفجيرات الأولي، وقعت تفجيرات أخري أثارت خوف الجميع من حدوث موجة من التفجيرات بواسطة الانتحاريين من داخل البلاد، ففي الواحد والعشرين من تموز من نفس العام حدث هجوم فاشل من قبل خمسة انتحاريين هرب فيه الجاني الخامس الذي كان من المحتمل أن ينفذ هجومًا آخر.

ونظمت الأجهزة الأمنية بعد هذه الحوادث حملة مطاردة حديثة جدًا عن طريق التتبع الرقمي، فقد لاحظ المركز الرئيسي للاتصالات الحكومية "GCHQ"، بأن رصد تدفق الاتصالات حول العالم هو المفتاح الرئيسي لأجهزة الاستخبارات من أجل الوصول إلى مرتكبي هذه التفجيرات للحيلولة دون وقوع هجمات أخري، ومنذ ذلك الوقت فقد نشأت مرحلة جديدة من الحرب علي التطرف.

أكد المراجع المستقل لتشريعات وقوانين مكافحة التطرف ديفيد أندرسون، الأسبوع الماضي في تقرير رسمي بأن المركز الرئيسي للاتصالات الحكومية "GCHQ"، المسؤول عن تقديم إشارات الاستخبارات وتوثيق المعلومات لكل من الحكومة والقوات المسلحة البريطانية، مضيفًا "ينبغي عليها أن تحتفظ بسلطات جمع البيانات بكميات كبيرة"، ولكنه دعا أيضًا إلى سن قوانين جديدة للإشراف علي استخدام هذه السلطة.

يضيف أندرسون أن "الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كانت أحد الأساليب الحاسمة في الحرب علي التطرف ، فمنذ تفجيرات السابع من تموز هناك شخص واحد فقط قد قتل في المملكة المتحدة جراء عمل متطرف، إلا أن السلطات ينبغي عليها أن تعي جيدًا بأن ثمن تتبع المنظمات والجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وكذلك الدول المعادية قد يكشف عن كل واحد منا".

وجاء المحترف الأميركي في مجال الحواسيب إدوارد سندون، وبعد موافقة رئيس الوزراء علي استخدام الوسائل الحديثة التي تتوافر من خلال الهواتف النقالة ومواقع الإنترنت لمراقبة البيانات والاتصالات مع تصنيفها لأعلي مستوي وبقاؤها سرية، ليكشف عن تنفيذ الولايات المتحدة وبريطانيا عمليات تجسس واسعة وتتبع رسائل البريد الإلكتروني، ورصد استخدام الإنترنت إضافة لرسم خريطة لمواقع الهواتف النقالة لأي شخص تقريبًا، ولكن المميزات الجديدة للبرامج المستخدمة في عمليات التتبع هو أن هذه البرامج لديها القدرة علي تصفية كم ضخم من البيانات بحيث يمكن استخلاص من خلال هذه البيانات من حاولوا الاتصال في مواقع المتطرفين وكذلك الوصول لمعلومات حول القصد من حركة المرور علي الإنترنت بدلًا من المحتوي نفسه.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجهاز الاستخباراتي البريطاني يلجأ لرصد تدفق الاتصالات للوصول إلى المتطرفين الجهاز الاستخباراتي البريطاني يلجأ لرصد تدفق الاتصالات للوصول إلى المتطرفين



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates