اعترف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بحيرته من شعبية جيريمي كوربين في بريطانيا، وبيرني ساندرز في أميركا، بالرغم من اعترافه بأنه لا يفهم كثيرًا في السياسية في الوقت الحالي، إلا أنه حذر الديمقراطيين الأميركان من انتخاب ساندرز في الانتخابات التمهيدية لأنه مثل كوربين سيفشل في الفوز في الانتخابات العامة.
وعلل بلير شعبية السياسيين المنشقين على جانبي المحيط الأطلسي بالغضب في النخب والرغبة في انتخاب أشخاص مختلفين، إلى جانب اختلاف مستويات المعيشة للأسر الفقيرة والمتوسطة، واتهم رئيس الوزراء السابق عن حزب العمل، والذي فاز بثلاث انتخابات متتالية في بريطانيا، كل من كوربين وساندرز بتقديم تعهدات غير واقعية، وهو الأمر الذي أدى إلى صعود شعبية أشخاص آخرين مثل المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري تونالد ترامب.
وقال بلير: "تشبه شعبية ساندرز شعبية جيرمي كوربين، فهما يسعيان إلى إنهاء حرب ما وهذا أمر عظيم ولكن هناك الكثير من الحروب وعلى أحد ما دفع الثمن، وفي النهاية عليهما أن يحصلا على الدعم للفوز كي يساعدوا الأشخاص الذين يتاجوهم".
دونالد ترامب بشكل لافت" src="http://www.emiratesvoice.com/img/upload/emiratesvoiceaaa8.jpg" style="width: 590px; height: 350px;" type="image" />
وأضاف في مقابلة مع صحيفة الجارديان وفاينانشال تايميز لدى زيارته أميركا أنه يدعم المرشحة هيلاري كلينتون في السباق نحو الرئاسة، وهو أمر ليس من المستغرب فقد عمل بلير عن كثب مع بيل كلنيتون خلال وجودهما في الحكم.
وقال بلير الذي اعترف بأنه يجاهد لفهم القوى السياسية الحديثة: "واحدة من أغرب الأشياء في السياسة الحالية، وعندما أقول ذلك لست متأكدًا أنني أفهم تمامًا السياسة في الوقت الراهن، أنه عندما تصبح القدرة على الانتخاب عامل في قرار ترشيح زعيم ما، فإن العوامل الأخرى تبدو صغيرة، وبأن هذا هو العامل الوحيد الحاسم، وهذا يبدو غريبًا بالنسبة لي".
وأضاف في مقابلة مع تلفزيون فوكس: "لقد حظيت بخبرة طويلة في العمل السياسي، ولكن بالنظر إلى عالم السياسة اليوم سواء على اليمين أو على اليسار فأنا حقًا لم أعد أفهم شيء، ويرجع ذلك جزئيًا إلى موجبات كبيرة من العاطفة التي سيطرت على الأحزاب، ولكن في نفس الوقت هناك فترة يجب أن يكون الجميع متحدًا فيها وبالتأكيد ستكون في الانتخابات".
وحذر بلير أيضًا أن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يمكن أن يؤدي إلى تفككها، وفي أول تدخل له حول حملة الاستفتاء التي دعى لها كاميرون، توقع بلير أن ينجح استفتاء انفصال اسكتلندا عن بريطانيا إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ضد إرادة الناخبين الاسكتلنديين.
وأشار: "اعتقد أن الشعب سيصوت من أجل البقاء، وإذا لم نفعل ذلك بالمناسبة أعتقد أنها ستكون فرصة سانحة لاسكتلندا لتغادر بريطانيا"، وأكد أنه سيفعل أي شيء في دعم التصويت بنعم في الاستفتاء، وكان بلير دعم في 2002 الالتزام بالعملة الموحدة لمنطقة اليورو.
وأوضح أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى نتائج وعواقب في مستقبل بريطانيا منها موضوع استقلال اسكتلندا، وعند سؤاله عن توقعاته للنتيجة قال: "أعتقد أن الشعب البريطاني بسبب عقلانيته لن يخاطر"، مضيفًا أنه يأمل بشدة أن تبقى بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وأشاد بلير بديفيد كاميرون على إنجازاته في إعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، وأنه يدعمه بالكمال في حملته للبقاء في الاتحاد الأوروبي، مبينًا: "الِأشخاص الذين يشاركونا نفس المنظور سيدعمونه بالتأكيد"، ووصف بلير أيضًا إلى الردود الشعبوية على التهديد المتطرف من كل من اليمين المتطرف واليسار المتطرف، بأنها حلول يمكن أن تحدث تغيير ولكنها ليست سياسة.
ورثى رئيس الوزراء السابق الاستقطاب في النقاش على جانبي المحيط الأطلسي والتي قوضت صنع السياسة بشكل خطير في اشارة الى جيرمي كوربين ودونالد ترامب، وحذر من مواجهة أوروبا لهجمات متطرفة محتملة والتي يمكن أن يكون لها تأثير جوهري على السياسة في القارة.
ووصف الأيديولوجيات المتطرفة بالمعادية للتعايش السلمي مع الأديان الأخرى، ولم تعد حكرًا على عشرة آلاف ولكنها أصبحت مقبولة بين عشرات الملايين من المسلمين.
وتحدث بلير في حفل إطلاق لجنة مكافحة التطرف في واشنطن، والتي سيترأسها بهدف وضع نهج سياسي لتطوير سياسات للحد من الفكر الجهادي والعنف، وقال: "هناك أشخاص في اليسار يريدون لنا ان نعتقد أن سياساتنا هى سبب هذا التطرف الى حد كبير، وأننا لو تركناها فهي ستحل بنفسها، وهناك أشخاص على اليمين يعتقدون بأن الاسلام هو المشكلة، وبالتالي فهم يطرحون فكرة متعصبة بان الغرب والإسلام في صراع غير قابل للتغيير."
وأضاف: "هذا الاستقطاب في الحوارات ينعكس على جانبي المحيط الأطلسي ويقوض صنع السياسية وكل من اليمين واليسار المتطرف يطرحون حلول يمكن أن تغير ولكنها ليست سياسة مستدامة"، واسترسل: "نحن نحتاج إلى نهج جديد، إلى تيار وسط أكثر قوة، يمكن توحيد شعبينا لخلفه، ونحن بذلك نحتاج إلى مزيج من القدرة العسكرية والأمنية لمواجهة العنف إلى جانب استراتيجية متطورة لمواجهة الفكر المتطرف".
وأكد أن الحرب ضد الإسلام الراديكالي لا يمكن كسبها بدون قيادة الغرب ولكن السياسات الحالية غير كافية لوقف التهديد، وأضاف: "سيكون هناك قلق متزايد إن لم نفعل شيء، ولدينا استراتيجيات فعالة بالفعل في مواجهته".
وقال: "لا تعتبر الحول الشعبوية حلولا، والتي هي اليوم تسيطر على عقول الناس على جانبي المحيط، ليس هناك أمان في العزلة، بل هو النضال بلا حدود ومشاركة النضال هو ما سيؤثر، أعتقد أن هذه اللجنة ستتمكن من التحقق في مشكلة التعصب وإيجاد جذوره في تحريف الدين، والتي تبني وجهة نظر عالمية مستمدة من أن الاسلام معادي بالفطرة للغرب، وإيجاد طريقة للتعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة، وأن لم نتحدى هذا الفكر ونهزمه فلن نكون قادرين على القضاء على العنف".
أرسل تعليقك