اهتمت الصحف المحلية الصادرة اليوم في افتتاحياتها بالشأن اللبناني وعبث حزب الله وإفساده وتخريبه الحياة السياسية في لبنان تحت شعار المقاومة إلى جانب نهج القتل والتدمير الذي تمارسه المليشيات الحوثية وعصابات المخلوع صالح في اليمن.
فمن جانبها قالت صحيفة " الاتحاد " في كلمة لرئيس تحريرها محمد الحمادي تحت عنوان " ليستمع اللبنانيون إلى اللبنانيين" :" لا نريد في هذه المنطقة دويلات طوائف ولا دويلات مذاهب وإنما نريد دولا وطنية تحكم بالقانون وتسير على نظام ودستور" .. موضحة أن هذا باختصار مطلب كل عربي من المحيط إلى الخليج الكبار والصغار النساء والرجال .. وأن الناس وصلوا إلى هذه الحال بعد ما رأت الشعوب بأعينها من أخطاء وما عاشته من أيام صعبة فعرفت أنها لا يمكن أن تعيش إلا ضمن دولة وطنية تحمي الجميع دون تمييز ديني أو طائفي أو عرقي أو مذهبي.. فالمواطن العربي كأي مواطن في العالم يريد أن يثق في مستقبله ومستقبل وطنه وأبنائه.
وأضافت إن الواقع الراهن يؤكد حاجة اللبنانيين لأن يستمعوا إلى أنفسهم وليس إلى أي أحد آخر وأن يثقوا في بعضهم وأن يعملوا من أجل مستقبلهم ومستقبل بلدهم .. مشيرة إلى أنه منذ قرار السعودية وقف مساعداتها للبنان واتخاذ دول الخليج مواقف مؤيدة له واللبنانيون منقسمون تجاه ما يحدث في بلدهم لكنهم ينبغي أن يدركوا أن صوت العقل والمنطق يجب أن يكون هو الأعلى .. وأكدت أن رجال لبنان المخلصين والشرفاء والعقلاء كانت لهم مواقفهم الواضحة التي تعبر عن مصلحة لبنان العليا لكن صوت المكابرة والعناد ما زال هو الأعلى.
ودعت الصحيفة إلى العمل بجد من أجل الوصول إلى حلول ونقاط اتفاق تراعي مصالح لبنان عبر استماع اللبنانيين إلى اللبنانيين الآخرين لتكون القرارات لصالح الأغلبية لا ضدها.
من ناحيتها قالت البيان في افتتاحيتها تحت عنوان " آن أوان سقوط الأقنعة" إن أكثر من ربع قرن مضى و حزب الله في لبنان يعبث ويفسد ويهدم ويخرب الحياة السياسية تحت شعار المقاومة .. فقد كانت إسرائيل ورقة اللعب الأولى وربما الوحيدة لكل من إيران و حزب الله لفرض وجودهم في المنطقة العربية .. مع العلم بأن صراع إيران مع إسرائيل ليس من أجل فلسطين بل هو صراع نفوذ على المنطقة.. ودور حزب الله في لبنان في هذا الصراع معروف ومحدد من البداية بحدود زمانية ومكانية لم يتجاوزها وكان مرتبطا في الأساس بقطعة صغيرة هي مزارع شبعا ولا علاقة له بفلسطين ولا بالعرب.
وأضافت :" وعلى ما يبدو أن صراع إيران مع إسرائيل بات على وشك الانتهاء بعد الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن وبات الصراع الآن واضح المعالم بين إيران والعرب والذي لا تخفيه تصريحات مسؤولين إيرانيين بالسعي لفرض النفوذ على العواصم العربية الكبرى.. وهذا الوضع الجديد يفرض على حزب الله في لبنان مهام ومسؤوليات جديدة بدت معالمها واضحة بدخوله الحرب ضد الشعب السوري وبدعمه المليشيات المتمردة في اليمن ودعمه وإشرافه المباشر على تشكيلات إرهابية متطرفة في سوريا والعراق والبحرين والسعودية والكويت وغيرها.. وهو دور جديد أسندته طهران لحزب الله إلى جانب مهمته الدائمة تعطيل الحياة السياسية في لبنان ..ولهذا جاء قرار تصنيف حزب الله بالإرهابي في التوقيت المناسب.
وتحت عنوان " جرائم غير مسبوقة" قالت صحيفة " الوطن " في افتتاحيتها إن أي ثلة انقلابية مليشياوية تنقلب على الشعوب والشرعية كما هو حال المليشيات الحوثية وعصابات المخلوع صالح في اليمن تنتهج القتل والإجرام والترويع بحق المواطنين والآمنين .. موضحة أن تلك الفئات الفاقدة لكل ما يربطها بالإنسانية لا تجد مانعا من ارتكاب كل المجازر أيا كانت في سبيل أن تحقق مآربها وأوهامها ..لكن يصعب في أحيان كثيرة تصور بشاعة الجرائم التي يتم ارتكابها والتي يظهر من خلالها حجم الانحرافات النفسية والأحقاد التي تعتمر في نفوسهم.
و أشارت في هذا الصدد إلى مهاجمة مجموعة من القتلة دارا للمسنين في عدن وهي من أضعف فئات المجتمع وأكثرهم حاجة للمساعدة والتعاطف والشفقة في جريمة يندى لها جبين البشرية.. وقالت : " لنا أن نتصور هذه الوحشية الإرهابية غير المسبوقة بأن يقتحم مسلحون مكانا كهذا ويفتحون النار على كل من فيه " .
و أكدت " الوطن " أن الجرائم والأهوال التي أقدمت عليها هذه الثلة المدعومة من رأس الشر في العالم تدفع لتوقع ارتكابها كل شيء .. فالحصار واستباحة الدماء وهدم المساجد والخطف والاعتقالات وتلغيم المدن وتجنيد الأطفال واستهداف التجمعات المدنية واتخاذ الأسرى دروعا بشرية والاستيلاء على مساعدات مئات الآلاف المحتاجين .. جميعها مرادفات تمتهنها كل جماعة أو تنظيم إرهابي خاصة إذا كانت تأتمر بسلطات القرار الإيراني وتتبع له على غرار نظرائها من قبيل حزب الله الإرهابي و داعش و الحشد الشعبي وغيرها كثير.. فجميعها تنظيمات إرهابية مجرمة ارتضت أن تكون بيادق متقدمة في مخطط الشر الذي تعده إيران في أقبية الظلام والإجرام لإكمال مخططها العدواني القائم على التدخل في شؤون الدول وانتهاك سيادتها لتفتيتها وإغراقها في الفوضى بما يخدم مآربها القائمة لضرب استقرار المنطقة".
وأضافت إن الجريمة التي راح ضحيتها 16 بريئا ما بين نزلاء الدار وعدد من القائمين على رعايتهم تأتي ضمن مسلسل طويل من الإجرام الذي يبين افتقاد الجناة إلى أبسط ما يربطهم بالبشر أو انعدام الحد الأدنى من أي شيء يمكن أن يربطهم بالبشرية ..وقبح الجريمة المرتكبة كغيرها يبين درجة الدناءة والانحطاط الاخلاقي والإنساني وانعدام أي مشاعر للبشر والأخلاق.
وأكدت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أنه لا بديل في هذا العالم عن اجتثاث الإرهاب ولن يكون هناك استقرار أو أمان طالما بقي حملة هذا الفكر العفن والنهم المفرط للقتل الوحشي بعيدين عن يد العدالة وإرادات الشعوب .. و رغم وحشية الجريمة لكنها يجب أن تكون حافزا لتعزيز التعاون الواجب بين دول العالم لاجتثاث هذا الوباء .
أرسل تعليقك