كشف صديق الطفولة لقاتل كاهن نورماندي عادل كرميش، 19 عاماً، كيف أن صديق الدراسة السابق أراد أن يصبح عارضًا للأزياء ، كما أحب "مغازلة الفتيات". وقال صديقه، الذي وافق فقط على أن يدعى بودري (22 عاما): "كان لدينا نفس الذوق الموسيقي وكان يحب مغازلة الفتيات. كان وسيما للغاية. أراد أن يكون عارضاً."
وتحدث بودري مع صديقه القاتل قبل يوم من الهجوم الذي تعرض له كاهن الكنيسة الكاثوليكية. وقال "التقيت به في موقف للسيارات هنا. كان يرتدي الجينز. كان يبتسم وسعيدا، كان طبيعيا." بعد أقل من 24 ساعة انطلق كرميش وشريكه الى الكنيسة الكاثوليكية في المدينة وقاما بذبح الأب جاك هامل.
كما كشفت والدة كرميش، أن ابنها في سن المراهقة كان يحب الرياضة، كما كان يحب مسلسل "عائلة سمبسون" و"المغنية ريهانا" – مضيفة أنه كان "مسحورا" و "تحدث بكلمات لم تكن له".
عادل كرميش (19 عاما) الذي تم تصويره بقميص ازرق عام 2011 مكتوب عليه شعار "أنا أعرف كيف اقابل السيدات" أصبح "مسحوراً" من قبل المتطرفين في غضون أشهر. يقال أن لكرميش أربعة أشقاء، أحدهم كان طبيبا. وأصبح كرميش متطرفاً في غضون الأشهر التي تلت الهجوم على مقر مجلة "تشارلي ابدو" في باريس في يناير/كانون الثاني العام الماضي عندما قام جهاديون بقتل 12 موظفاً بالمجلة.
ومن المعروف أن كرميش كان صديقاً للجهادي الفرنسي سيء السمعة ماكسيم هوشارد، المتعصب الذي ظهر بدون قناع في فيديو يظهر عملية ذبح عامل الاغاثة الأميركي بيتر كاسيج واسرى سوريين. وقالت مصادر أمنية فرنسية أن كرميش كان قد التقى بهوشارد بالقرب من قريته في نورماندي.
وقتلت الشرطة كرميش (19 عاماً) جنباً إلى جنب مع شريكه الذي لم يُنشر اسمه. وقالت مصادر الشرطة ان شريكه غير معروف من قبل الأجهزة الأمنية خلافاً لكرميش الذي كان على قائمة مراقبة لصلاته بجهاديين آخرين، ومحاولته الانضمام الى صفوف تنظيم الدولة في سورية. ويُعتقد أن يكون شريك كرميش هو ابن عمه الذي عاش معه ومع والديه في منزلهم.
كما يُعتقد أن كرميش قد اختار الكنيسة الكاثوليكية لمهاجمتها بسبب عدم قدرته من مغادرة المدينة بسبب السوار الالكتروني. وقال بودري، والذي كان حاضراً مع كرميش في نفس المدرسة أنه كان ودوداً مع واحدة من شقيقاته، مضيفاً انهم قد عملوا سوياً في نادي الشباب في المدينة. و"كان لطيفاً مع الاطفال ويشارك في ورش العمل الحرفية وتنظيم العاب رائعة."
ويضيف بودري أن كرميش كانت لديه لحية صغيرة ولكنه لم يكن يتكلم ابداً عن الأمور الدينية. ويقول "لم أكن أعرف أنه كان يريد الذهاب إلى سورية، لم يتحدث معي في هذا الشأن. لم أكن أعرف هذا الجانب عنه." فالآخرون الذين يعيشون في شارع "نيكولا تيسلا"، على بعد نحو ميلين من مكان ذبح الكاهن، يتحدثون عن صدمتهم.
ويقول سكان الشارع أن عائلة كرميش محترمة ولم تسبب أي مشكلة. "كانوا مثل أي عائلة أخرى هنا "، تقول امرأة تبلغ من العمر 26 عاما، اسمها اميلين. "لقد كانت عائلة عادية، عادية فقط"، ولقد كانت عائلته على علم تام بتطرف ابنهم، وقد نبهت السلطات عندما حاول ان يشق طريقه الى سورياة
ولا تزال تحاول فرنسا أن تفهم كيف يمكن لجهادي ينتظر المحاكمة بتهم تتعلق بالإرهاب القيام بمهاجمة كنيسة في وضح النهار، مما أسفر عن مقتل كاهن في أحدث الجرائم التي اعلن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) مسؤوليته عنها. فالهجوم على الكنيسة يأتي بعد أقل من أسبوعين من قيام التونسي محمد لحويج بوهلال بقيادة شاحنة وسط حشداً في مدينة نيس، مما أسفر عن مقتل 84 شخصا واصابة اكثر من 300. والهجوم الكبير الثالث في فرنسا في خلال 18 شهراً دفع الى خلاف سياسي مرير بشأن الإخفاقات الأمنية المزعومة، والهجوم على الكنيسة من المرجح ان يثير المزيد من الأسئلة.
ويقول المدعي العام في باريس، فرانسوا مولاينس أن كرميش كان يقع في دائرة اهتمام مسؤولي مكافحة الارهاب حين نبه أحد أفراد اسرته أنه كان في عداد المفقودين في مارس/آذار 2015. المسؤولون الألمان تمكنوا من القاء القبض عليه اثناء استخدامه هوية شقيقه في محاولته السفر إلى سورية. وتم الافراج عنه تحت رقابة قضائية، ولكن في مايو/ايار من العام الماضي تمكن من الفرار إلى تركيا قبل ان يتم القبض عليه مجدداً واعادته إلى فرنسا. تم احتجازه في السجن حتى مارس/آذار من هذا العام.
ويقول مولاينس أته تم اطلاق سراح كرميش مرتدياً سواراً الكترونياً، مما سمح له بمغادرة منزله من الساعة 08:00 صباحاً حت 12:30 مساء.
وهجوم يوم الثلاثاء دفع المعارضة لتجديد مطالبها بتشديد التشريع الفرنسي من اجل مكافحة الارهاب. لكن الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند - الذي سيواجه انتخابات صعبة في العام المقبل – رفض طلبهم، قائلا: "تقييد حرياتنا لن يجعل معركتنا ضد الإرهاب أكثر فعالية". ويضيف هولاند ان التغييرات التي أدخلت على القانون في عام 2015، وتمديد حالة الطوارئ في أعقاب الهجوم نيس قدم للسلطات حلول كافية.
لكن نائب رئيس اتحاد الشرطة الفرنسية قال "لا ينبغي أن يتم اطلاق سراح شخص ينتظر محاكمته بتهم تتعلق بالإرهاب" وتساءل محمد الكرابلة، الذي يرأس المجلس الإقليمي للمسلمين في نورماندي، "كيف يقوم شخص يرتدي سواراً الكترونيا بتنفيذ هجوم؟ أين الشرطة؟ "
ذهب كرميش وشريكه الى الكنيسة وقاما باخذ الكاهن، جاك هامل، وخمسة اشخاص اخرين كرهائن. وتمكنت إحدى الراهبات من الهرب واستدعاء الشرطة، الذين حاولوا التفاوض مع محتجزي الرهائن. وتقول الراهبة الاخت دانيالي، لاذاعة محلية أن الرجال كانوا يتحدثون بالعربية ويصرخون. و"اصطف ثلاثة رهائن أمام باب الكنيسة، وهذا الذي منع الشرطة من شن هجوم."، يقول مولاينس.
جوانا تورنت، موظفة في متجرتبلغ من العمر 22 عاماً، شعرت بالذهول لرؤية الارهاب يضرب بلدة صغيرة تحتوي على 30.000 شخص من الطبقة العاملة، بعيداً عن الأماكن السياحية مثل باريس ونيس. "لقد اعتقدت ان هذه الهجمات ستكون فقط في المدن الكبرى، وأنه لا يمكن أن تصل إلى هنا "، تقول تورنت. وستنطلق مسيرة صامتة يوم الخميس من مبنى البلدية.
وخارج "مسجد يحيى" في سانت اتيان – الذي تم بناؤه على قطعة أرض تبرعت بها كنيسة سانت تريزا المجاورة - يقول الكرابلة "لم يكن لدينا مشاكل مع السلطات أو الجيران."
أرسل تعليقك