استعادت القوات الحكومية نقاطًا مهمة في محيط حقل "الشاعر" النفطي من تنظيم "داعش"، في وقت تواصلت فيه حدة المعارك في ريف اللاذقية الشمالي في إطار "معركة اليرموك" التي أطلقتها فصائل المعارضة المسلحة بالتوازي مع استمرار غارات الطيران الحربي السوري والروسي على مواقع متفرقة من حلب والغوطة وإدلب، سقط خلالها العديد من القتلى والمصابين بعضهم من المدنيين.
وفي ريف دمشق تعرضت مناطق في مدينة داريا لقصف من الطيران المروحي بمزيد من البراميل المتفجرة، في حين قتلت طفلتان جراء قصف صاروخي للقوات الحكومية على مناطق في أطراف بلدتي المحمدية وجسرين في غوطة دمشق الشرقية، كما أدى القصف إلى سقوط عدد آخر من الجرحى واندلاع نيران في محاصيل زراعية.
وأكدت وسائل إعلام معارضة تعرُّض بلدة خان الشيح غرب دمشق بحوالي 25 كلم لقصف صاروخي عنيف من قبل القوات الحكومية خلال الساعات الماضية ما تسبب بوقوع دمار كبير في المنطقة دون أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين. وترافق ذلك مع تنفيذ الطيران الروسي 7 غارات على مزارع البلدة، ودارت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، في أطراف حي القابون، ترافق مع فتح القوات الحكومية لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة عقربا في ريف درعا الشمالي، دون أنباء عن إصابات، بينما قتل أحد مسلحي المعارضة جراء قصف القوات الحكومية على مناطق في طريق جباتا في ريف القنيطرة، واستهدفت فصائل المعارضة بقذيفتين صاروخيتين مدينة البعث في القنيطرة سقطت الأولى قرب دوار المشفى والثانية في محيط مبنى المحافظة، تسببتا بإعطاب محول كهربائي وأضرار مادية في المكان. وفي حمص ذكر مصدر ميداني لـ"العرب اليوم" أن وحدة من الجيش بالتعاون مع قوات اللجان الشعبية خاضت معارك عنيفة مع مقاتلي "داعش" في محيط حقل شاعر النفطي في ريف مدينة تدمر الشمالي الغربي تمكنت خلالها من استعادة سيطرتها على عدة تلال حاكمة كانت قد تراجعت عنها خلال اليومين الماضيين.
ونشبت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وتنظيم "داعش" في محيط قرية حويسيس وحقل شاعر، بينما استهدف الطيران الروسي مواقع للتنظيم قرب الصوامع شمال تدمر في ريف حمص الشرقي. وفي إدلب خرجت مظاهرة في مدينة أريحا ضد جبهة النصرة وميليشيات "جند الأقصى" و"جهاز الحسبة" الذي كفر أهلها، وطالبت بمحاكمة أمير منظمة القلب الكبير في أريحا سامر كشتان كونه الذراع الإغاثية لدعم الجبهة والجند.
وقصف الطيران المروحي مناطق في أطراف حرش الهبيط بريف إدلب الجنوبي، ما أدى لأضرار مادية، بينما دارت اشتباكات بين مسلحين موالين للقوات الحكومية من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط البلدتين، بينما انفجرت عبوة ناسفة بعد منتصف ليل أمس بسيارة تابعة لفرسان الحق قرب “المحكمة الشرعية” في بلدة كفرنبل بريف معرة النعمان الغربي.
وفي اللاذقية تواصلت الاشتباكات في سياق "معركة اليرموك" التي أطلقتها فصائل المعارضة بعد ظهر أمس، حيث شنت هجومًا عنيفا على مواقع القوات الحكومية في منطقة نحشبا شمال شرق مدينة اللاذقية بحوالي 60 كلم أسفرت بحسب مصدر ميداني عن سقوط 23 قتيلا من العناصر الحكومية، وأكد المصدر مقتل 20 مسلحاً وتدمير 6 آليات للمعارضة المسلحة في جبل الاكراد وجبل التركمان فجر اليوم موضحًا أن الاشتباكات هدأت حاليا في ظل انتشار الجيش السوري عند خطوط التماس.
وذكرت وسائل إعلام معارضة إن الطيران الحربي الروسي نفذ 8 غارات جوية على محور مدينة كباني القنطرة بينما استهدفت فصائل المعارضة بصاروخ "تاو" سيارة "فان" كانت تنقل عناصر للنظام على محور عين اسفرت عن تدميرها بالكامل، وفي حلب نفذ طيران التحالف الدولي غارة جوية على محيط صوامع الحبوب في منبج بالريف الشرقي بينما نشبت اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش" في الجهة الغربية والجنوبية من مدينة منبج باستخدام كافة أنواع الأسلحة إثر هجوم عنيف للتنظيم في محاولة لاستعادة السيطرة على الصوامع التي مكنت قوات "سورية الديمقراطية" من السيطرة ناريا على نحو نصف المدينة، وترافقت الاشتباكات مع ضربات نفذتها طائرات التحالف على مواقع للتنظيم في المنطقة وعلى محيط الصوامع، فيما قتل شاب جراء إصابته بطلقات نارية في أطراف مدينة منبج، واتهم نشطاء قوات سورية الديمقراطية بإطلاق النار عليه وقتله.
وأغار الطيران الحربي الروسي على مدينة كفر حمرة ومنطقتي الملاح وقبر الإنكليزي وبلدة حيان وبالمقابل شن تنظيم "داعش" هجوماً مضاداً استعاد خلاله خمس قرى قرب مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي كان خسرها منذ أيام على يد الجيش الحر، وأقرّ أحد المسؤولين الميدانيين في "حركة نور الدين الزنكي" في حلب بوقوع خسائر كبيرة في صفوف "الحركة" إثر الاشتباكات الاخيرة في منطقة الملاح في ريف حلب الشمالي مجددا تأكيده على الثبت في معارك حلب وأن مقاتلي المعارضة سوف يقاتلون بأجسادهم كإنغماسيين إذا لزم الأمر لعدم قطع طريق الكاستيلو الشريان الوحيد لمدينة حلب".
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 132 شخصًا أمس بينهم 44 من عناصر القوات الحكومية و16 مواطناً. ففي محافظة إدلب قتل 8 مواطنين خلال اشتباكات مع القوات الحكومية وفي تفجير استهدف سيارة لحركة "أحرار الشام" ورجل من بلدة البارة توفي متأثراً بجراحٍ أصيب بها قبل أيام إثر قصفٍ للطيران الحربي على مناطق في البلدة، وشخص من بلدة سراقب جراء قصفٍ للطيران الحربي على مناطق في البلدة.
وفي محافظة ريف دمشق قتل 6 مواطنين بينهم 3 مقاتلين من الفصائل المعارضة خلال اشتباكات في الغوطة الشرقية، ورجل من بلدة الميدعاني قتل إثر قصفٍ للقوات الحكومية على مناطق في البلدة ورجل من بلدة خان الشيح جراء قصفٍ للطيران الحربي على مناطق في البلدة، وشخص إثر إصابته في قصفٍ بالبراميل المتفجرة على مناطق في مدينة داريا.
وفي محافظة حلب قتل 4 مواطنين بينهم طفلة جراء قصف جوي تعرضت له مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وفي محافظة حمص قتل 4 مواطنين بينهم مقاتل من الفصائل المعارضة خلال قصفٍ واشتباكات مع القوات الحكومية في ريف حماه الجنوبي، وطفل ورجل من مدينة تلبيسة جراء جراحٍ أصيبا بها في قصف منذ عدة ايام مناطق في المدينة، ورجل من مدينة تلبيسة إثر قصفٍ للطيران الحربي على مناطق في المدينة.
وفي محافظة دمشق قتل رجل من حي القدم جراء قصفٍ لقوات النظام على مناطق في بلدة الديرخبية في ريف دمشق وفي محافظة حماه قتل رجل من مدينة حماه جراء إصابته بطلق ناري واتهم نشطاء مسلحين موالين للقوات الحكومية باختطافه وقتله، وقتلت سيدة وابنها جراء استهدافهما من قبل تنظيم “داعش” أثناء محاولتهم الفرار من مدينة منبج، فيما قضى قائد لواء مقاتل في فصيل مقاتل وهو ضابط منشق عن قوات النظام خلال الاشتباكات مع تنظيم “داعش” في منطقة تل بطال بريف حلب الشمالي ومقاتل من جبهة النصرة خلال قصفٍ على مناطق في ريف القنيطرة و6 مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية قضوا خلال قصفٍ واشتباكات مع تنظيم “داعش” في ريف الشدادي في محافظة الحسكة وريف الرقة الشمالي و18 مقاتلاً من الفصائل المعارضة خلال قصف واشتباكات مع القوات الحكومية في جبال اللاذقية الشمالية و10 عناصر من تنظيم “داعش” قتلوا جراء إصابتهم في قصف لطائرات التحالف واشتباكات مع قوات "سوريا الديمقراطية" بمدينة منبج وأطرافها وريفها، ليرتفع إلى 496 عدد عناصر التنظيم الذين قتلوا في منبج منذ الـ 31 من شهر أيار / مايو الفائت.
وقتل و19 على الأقل من قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للحكومة من الجنسية السورية إثر اشتباكات واستهداف حواجزهم وتفجير عبوات ناسفة بآلياتهم في عدة مدن وبلدات وقرى سورية، وقتل ما لا يقل عن 23 من القوات الحكومية إثر اشتباكات مع تنظيم “داعش” وجبهة النصرة واستهداف مراكز وحواجز وآليات ثقيلة بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة في محافظات: اللاذقية 5 – حماة 3 – حمص 4 – دمشق وريفها 5 – دير الزور 1 – حلب 6.
ولقي ما لا يقل عن 15 مقاتلاً من تنظيم “داعش” والفصائل الإسلامية من جنسيات غير سورية مصرعهم، وذلك في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف على مناطق تواجدهم كما قتل عنصران على الأقل من المسلحين الموالين للنظام من جنسيات عربية وأسيوية خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة بينما وردت معلومات عن مقتل 5 مواطنين جراء إصابتهم خلال محاولتهم الفرار من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” إلى منطقة اعزاز، إثر انفجار ألغام بهم قرب منطقة براغيدة في ريف حلب الشمالي
وقال السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشاك إنه لا يتوقع في المستقبل القريب تقدم القوات السورية في حلب وتحرير معقل تنظيم "داعش" مدينة الرقة شرقي سورية، وقال كينشاك أن الجانب الروسي يقدم كل الدعم العسكري والتقني المطلوب لحليفه السوري في منطقة الرقة.
وشدد كينشاك على أن الجيش السوري نفذ، بدعم من الطيران الروسي معارك دفاعية بحتة بصد هجمات الإرهابيين واسعة النطاق، وشدد كينشاك أيضا: "الجيش السوري كان في حلب بحالة دفاع. ونحن ساندناهم في هذا، لأن على الجانب الآخر هناك محاولة لتغيير خط التماس، وتطويق الجيش السوري في حلب، وبالتالي تغيير ميزان القوى في شمال البلاد لصالحهم".
وأوضح أن القوات السورية التزمت بشروط الهدنة وامتنعت عن إجراء عمليات هجومية في المناطق التي تسيطر عليه جماعات مسلحة انضمت إلى نظام الهدنة، وقال السفير الروسي: "نحن ندعم السوريين في هذه الحالة.. أي عند إجراء عمليات دفاعية، لأن هناك "جبهة النصرة" التي تحشد قواتها وتجلب المزيد من المسلحين والعتاد".
وأكد أن الجيش السوري يسيطر على حوالي نصف مدينة حلب، فيما تسيطر على النصف الآخر مجموعات متنوعة من التشكيلات المسلحة، معتبرا أن هدف النصرة وحلفائها كان اختراق خط التماس وتطويق القوات الحكومية في المدينة، وقطع خطوط إمدادها، أي بمعنى قطع الممر الذي يربط هذه المناطق من حلب مع باقي محافظات البلاد.
ووفقًا لكينشاك، فقد اندلعت على مدى الأسابيع القليلة الماضية معارك عنيفة في هذه المناطق، لا سيما في النقاط المأهولة بالسكان مثل العيس وخان طومان وحندرات، وأعرب كينشاك عن أمله في أن القوات الأميركية لن تقصف القوات الحكومية في سورية، مشيرًا إلى أن الأميركيين كانوا يتصرفون في سورية بشكل مناسب إلى حد ما على الرغم من توجيه انتقادات كثيرة إليهم.
أرسل تعليقك