دمشق - جورج الشامي
يستمر انقطاع المياه عن مدينة حماه، لليوم الخامس على التوالي، بحجة تعرض خط جرّها الذي يمر من منطقة الوعر في حمص لتخريب من قبل "العصابات الإرهابية المسلحة"، بحسب التصريحات الحكومية كما تتعرض المدينة كذلك لانقطاع مستمر في التيار الكهربائي يدوم لساعات عديدة يوميًا، بالإضافة إلى ضعف شبكتي المحمول داخلها وخطوط الإتترنت السريع وتعرضهما لانقطاعات متفرقة بعد آخر انقطاع
للمياه في مدينة حماه قبل سقوط القصير بأيام قليلة، والتي قيل وقتها في الإعلام الحكومي بأن خط الجر الذي يمر في منطقة القصير قد تعرض للتخريب وانقطعت وقتها المياه عن حماه لمدة تقارب الأسبوعين، عادت للانقطاع مرة أخرى وللسبب الماضي نفسه، ولكن هذه المرة في منطقة بساتين الوعر، بسبب تعرض الخط المار من هناك والمغذي لمدينة حماه والسلمية لتخريب من قوات المعارضة، على حد قول الإعلام الحكومي ويقول ياقوت الحموي (أحد الناشطين في مدينة حماة) لأحد مواقع المعارضة: تعاني مدينة حماة في الآونة الأخيرة من واقع سيء جدًا في الخدمات الأساسية كلها، وتقصير مقصود من قبل الحكومة السورية في هذا القطاع للضغط النفسي على الأهالي المناصرين للحراك السوري والجيش الحر، فقد وثقنا انقطاع المياه عن المدينة لأيام خمس مرت على التوالي، ويقوم الأهالي باستجرار المياه من الآبار الإرتوازية "جب مياه" ونقلها بخزانات مياه ومن ثم جرها بمولدات دفع إلى المنازل، ضمن عملية مرهقة جدًا، وتتطلب ساعات من العمل وأجور نقل عالية، مع العلم أن هناك أزمة بنزين ومازوت خانقة وساعات أخرى يقضيها المواطن في تحصيل وقود السيارات"وقال بعض الأهالي: إن الذنب كله سببه سياسة الحكومة السورية، المتمثلة في مؤسسة المياه، والتي تقوم بمشاريع هدفها السرقة فقط وليس خدمة المواطن، بحيث قامت مؤسسة المياه بحماة بحفر العديد من الآبار (جب مياه) في الفترة الماضية، وأصبحت جاهزة للعمل ولكن أغلقت ولم يركب لها الغطاس والتجهيزات اللازمة لضخ المياه أو حتى وصلها مع قنوات الري الرئيسية، وللعلم أن تكلفة الجب الواحد حسب العارفين في هذه الأمور يصل إلى مليوني ليرة سوري حسب عمقه، ولا نعلم لجيب من ذهب قسم من الأموال المدفوعة لهذا المشروع الذي توقف عند هذه المرحلة وحتى الكهرباء تنقطع بشكل متناوب ومتواتر عن معظم أحياء المدينة مع ارتفاع كبير لدرجات الحرارة في هذه الأشهر وتابع بعض الأهالي: إن هناك أسباب أخرى لقطع المياه منها "مؤامرة" تجري بين بعض التجار الكبار (تجار الأزمات) المرتبطون بالحكومة ومؤسسة المياه في حماه، الذين يصدّرون الأزمات بشكل دوري بهدف تحقيق الأرباح الخيالية في حال عوز السوق في هذه الفترة إلى تشغيل كل من (خزانات المياه، التمديدات الصحية بمختلف أنواعها، مضخات لجر المياه التي تلتهب أسعارها عقب كل أزمة، ( بيدونات ماء وماشابها)، مازوت وبنزين للسيارات التي تقوم السيارات على نقل المياه بالخزانات) وعن هذه الأسباب، يضيف ياقوت "لأن واقع خدمات المياه على هذا النحو تصبح لهذه المصالح سوقًا رائجة، وأسعارًا عالية يدفعها المواطن لسد رمقه بمياه الحياة وحتى مياه الآبار ليست ضمن المواصفات الصالحة للشرب طبقًا لمؤسسة الصحة العالمية"وفي مجال الخدمات الأخرى كالكهرباء والاتصالات والانترنت، الأمر ليس بأفضل، وخصوصًا في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في هذه الأوقات من العام، والتي يكون فيها الحر شديدًا ويقول أحد الناشطين عن باقي الخدمات في المدينة: يجري انقطاع مماثل للإنترنت adsl عن بعض الأحياء، وأحيانًا يشمل المدينة كاملة، كما يعاني المواطنون من سوء خدمة الانترنت على "سيرف" الشبكتين الرئيسيتين، حتى يصل الأمر إلى أنه يصعب التواصل عبر الإنترنت عن طريق الجوالات سواء أكانت حديثة أم قديمة، بسبب سوء الخدمة. وهذه الطريقة تتبعها الحكومة للحد من تواصل الناشطين وكتائب الجيش الحر عبر الاتصال الخلوي وانترنت الجوال والإقلال من المعلومات التي تخص تحركات جيش الحكومة ومليشياته، الانتشارات الأمنية، الأخبار الميدانية والتواصل بين الناشطين والجيش الحر وغيرها. وأضاف "الاتصالات تعاني من سوء شديد في الشبكة، بحيث دائمًا ما تكون الخدمة مشغولة بعد عدة محاولات للاتصال، وتقطع الخدمة أثناء حصول اشتباكات أو في مناطق القصف الذي يطال بعض الأحياء"وعن واقع الكهرباء، قال: يجري انقطاع للكهرباء بشكل متقطع في المدينة بين الحين والآخر في هذا الشهر من العام، الذي تعد فيه درجات الحرارة في أعلى مستوياتها.
أرسل تعليقك