أكّدت مصادر معارضة أن معتقلي سجن حماة المركزي وافقوا على وقف استعصائهم مقابل إطلاق سراح الموقوفين، وبشكل تدريجي، وبضمانة وسيط أرسله الرئيس السوري بشار الأسد للتفاوض مع المعتقلين. ونقلت المصادر نفسها عن معتقلين من داخل السجن أن كلا" من وزيري الداخلية والعدل زارا السجن، ووعدا بضمانات طالب بها المعتقلون مقابل إيقاف الاستعصاء الذي بدأ منذ مطلع أيار- مايو الجاري.
وجاءت زيارة الوزيرين بعد مفاوضات أجراها مبعوث الرئيس السوري بشار الأسد الشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم نجل الشيخ عبد العزيز الملحم شيخ قبيلة الحسنة في سورية مع المعتقلين السياسيين لفضّ الاستعصاء.واستمرت القوات الحكومية منذ مطلع الشهر الجاري بقطع الماء والكهرباء عن سجن حماة المركزي، بالتزامن مع استمرار نحو 800 نزيل في السجن، بتنفيذ استعصائهم، الذي بدأ على خلفية تأخير محاكمات البعض منهم، ومحاولة سلطات السجن نقل عدد من السجناء إلى سجن صيدنايا بريف دمشق، وأبلغت مصادر متقاطعة أن أحد وجهاء عشائر المنطقة الوسطى في سورية حضر إلى سجن حماة المركزي خلال الـ 24 ساعة الفائتة، وطلب من السجناء المنفذّين للاستعصاء كتابة مطالبهم لينقلها إلى الرئيس السوري، وأكدت المصادر ذاتها ، أن ردّ الرئاسة جاء بفك الاستعصاء من قبل السجناء مقابل عدم التعرض لهم من قبل سلطات السجن، وإصدار عفو خاص عن المحكومين بقضايا الإرهاب بعد شهر من الآن، ومن ثم الإفراج عن بقية الموقوفين على دفعات وفي فترات متلاحقة، ولا يزال السجناء في سجن حماة المركزي مستمرين في احتجاز نحو 10 عناصر من قوات النظام لديهم منذ بدء الاستعصاء.
وتأكد مقتل 3 مواطنين بينهم طفل ومواطنة على الأقل بالإضافة لارتفاع عدد الإصابات إلى نحو 15 جرّاء سقوط قذائف استهدفت مناطق في حي الميدان وحي المنشية ومنطقة ساحة سعد الله الجابري ومحيط مسجد الرحمن وشارع فيصل قرب منطقة الجميلية ومنطقة مدرسة عبد المنعم رياض وحي المشارقة، والذي أسفر كذلك عن دمار أجزاء من إحدى الأبنية في حي الميدان، ولا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، ووجود مفقودين لا يزال البحث جارياً عنهم، كذلك فتحت القوات الحكومية نيران قنّاصاتها على مناطق قرب حي قاضي عسكر، دون معلومات عن خسائر بشرية، فيما قصفت القوات مناطق في بلدة عندان بالريف الشمالي لحلب، في حين استهدفت الطائرات الحربية بعدة ضربات مناطق في بلدتي خان طومان والزربة بريف حلب الجنوبي وأماكن في بلدة أورم الكبرى، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية، فيما تستمر الاشتباكات بين الفصائل من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر في محيط قرية براغيدة بريف حلب الشمالي، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، كذلك قتل طفل وأصيب آخر بجراح في انفجار قذيفة لم تكن انفجرت سابقاً في حريتان.
وارتفع عدد قتلى القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، ممن قضوا خلال هجوم نفذته الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق الفاميلي هاوس والبحوث العلمية والراشدين وحي جمعية الزهراء بمدينة حلب، في الثالث والرابع من شهر أيار / مايو الجاري، حيث بلغ 75 عدد قتلى قوات النظام والدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وحزب الله اللبناني ومقاتلين شيعة من جنسيات سورية وآسيوية، خلال الهجوم العنيف للفصائل على المنطقة، الذي رافقه قصف مكثف بعشرات القذائف محلية الصنع والصواريخ وتفجيرات استهدفت مبنى يتمركز فيه عناصر القوات الحكومية والمسلحون الموالون لها في جمعية الزهراء.
وقتل مسلحو المعارضة 15 عنصرا" من تنظيم داعش خلال محاولتهم التسلّل الى قرية حوار كلس في ريف حلب الشمالي ، فيما فشلت القوات الحكومية في استعادة بلدة خان طومان وتكبدت اكثر من 20 قتيلاً .وقالت مصادر ميدانية لـ "العرب اليوم" ان مسلحي المعارضة قتلوا 15 عنصرا" من تنظيم "داعش" خلال محاولتهم التسلل ليل السبت الى قرية حوار كلس قرب الحدود السورية التركية .
وفي ريف حلب الجنوبي تصدى جيش الفتح الأحد لهجوم القوات الحكومية . وقالت مصادر ميدانية ان القوات الحكومية المدعومة بمقاتلين إيرانيين ومن حزب الله شنت ثلاث هجمات لاستعادت بلدة خان طومان تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية السورية والروسية وكذلك المدفعية ، الا ان مسلحي المعارضة تصدو لتلك الهجمات واسقطوا اكثر من 20 عنصرا من القوات المهاجمة .
وأعلنت كتائب فجر الخلافة المقاتلة في حلب في بيانٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، السماح للهلال الأحمر بانتشال جثث مقاتلي "لواء القدس" والقوات الحكومية من تحت أنقاض المباني التي نسفها مسلحو فجر الخلافة منذ أيام على جبهة "جمعية الزهراء"، لقاء فك الحصار عن المعتقلين في سجن حماة المركزي، وإطلاق سراح عدد من المعتقلات في سجون النظام، وتسليم جثث مقاتلي المعارضة الذين قضوا في معركة "منيان" في حلب الجديدة نهاية الشهر الماضي. وكانت كتائب المعارضة فجرت عدة مبانٍ تتمركز فيها القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في حي "جمعية الزهراء"، ما أدى لمقتل وجرح أكثر من 70 عنصراً وفقاً لناشطين.
ونعى لواء القدس الفلسطيني الموالي للقوات الحكومية السورية الأحد نحو 46 من عناصره قتلوا دفعة واحدة في الهجوم الذي نفذته قبل أيام كتائب المعارضة على محور جمعية الزهراء المتاخم للمخابرات الجوية في حلب. وسبق أن أعلن عضو المكتب السياسي لـجيش الإسلام وكبير المفاوضين في وفد المعارضة المنبثق عن الهيئة العليا للمفاوضات محمد علوش، عن مبادرة لفك أسر المعتقلين في سجن حماة المركزي، وذلك بمبادلتهم بأسرى النظام لدى الجيش.
وفي ريف دمشق استهدفت القوات الحكومية بنيران رشاشاتها الثقيلة مناطق في طريق زاكية - خان الشيح بالغوطة الغربية، دون أنباء عن إصابات.وفي حماة تصدت كتائب المعارضة لمحاولة القوات الحكومية التقدم باتجاه بلدة السرمانية في سهل الغاب بريف حماة الغربي، حيث جرت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية .
ونفّذ الطيران الحربي السوري غارتين على قريتي حمادي عمر وعقيربات في الريف الشرقي، فيما تعرضت بلدتا عطشان شمالي حماة والجرنية جنوبها لقصف مدفعي مصدره القوات الحكومية المتمركزة على حاجزي القنطرة وصوران. كما ألقى الطيران المروحي قصاصات ورقية على مناطق سيطرة المعارضة في قرى الريف الشرقي تدعو المدنيين للتعاون مع القوات الحكومية ضد تنظيم "داعش".
وفي محافظة إدلب، استهدف مسلحو المعارضة تجمعات للقوات الحكومية داخل بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين بالريف الشمالي بقذائف المدفعية والصواريخ، محققين إصابات مباشرة سقط خلالها قتلى وجرحى .وفي حمص قصف الجيش مواقع للمسلحين في مناطق الغجر والسعن الأسود وتلبيسة في ريف حمص الشمالي كما استهدف سلاح الجو مواقع لداعش في محيط جزل وشاعر والمهر وسط استمرار للاشتباكات في المنطقة وتقدم للجيش في عدة نقاط وفي مدينة القامشلي شمال شرقي سورية أفرجت محكمة الشعب التابعة لـ ‹الإدارة الذاتية›، الأحد، عن 84 معتقلاً متهمين بقضايا ‹الإرهاب› وتعاملهم مع تنظيم "داعش".
أرسل تعليقك