مثول ثلاثة مواطنين أمام المحاكمة في ألمانيا لاتهامهم بالقاء المولوتوف على منازل اللاجئين
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

السلطات المحلية تواجه ارتفاعًا مفاجئًا في حوادث العنصرية اليمينيّة

مثول ثلاثة مواطنين أمام المحاكمة في ألمانيا لاتهامهم بالقاء المولوتوف على منازل اللاجئين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مثول ثلاثة مواطنين أمام المحاكمة في ألمانيا لاتهامهم بالقاء المولوتوف على منازل اللاجئين

حريق في ملجأ اللاجئين في بوتسن في ألمانيا
برلين ـ مارك سعادة

يمثُل ثلاثة مواطنين ألمان أمام القضاء الألماني؛ لاتهامهم بإلقاء قنابل المولوتوف الحارقة على منازل اللاجئين في قرية صغيرة وسط البلاد، الصيف الماضي، وأصبحت حوادث الاعتداء على منازل المهاجرين في ألمانيا روتينية بمعدل أكثر من حادثين يوميًّا منذ مطلع العام الماضي.

مثول ثلاثة مواطنين أمام المحاكمة في ألمانيا لاتهامهم بالقاء المولوتوف على منازل اللاجئين

وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي تكافح فيه ألمانيا لاستيعاب أكثر من مليون لاجئ، ما يُعد تحديًّا خاصًا للمستشار الألمانية أنجيلا ميركل والسلطات المحلية، التي تواجه ارتفاعًا مفاجئًا في العنصرية اليمينية المشوبة بأفكار النازية، ولم تتمكن السلطات المحلية أو القانونية من تجريم الكثير من الحالات في ظل النظام الفيدرالي والذي لا يملك إدانة وطنية لجريمة الكراهية.

وتعتبر هذه القضية ضد الأصدقاء الثلاثة المتهمين بالقتل واحدة من الحالات النادرة للملاحقة القضائية في هذه البلدة الفقيرة ذات الـ9000 نسمة، والتي تبعد 25 ميلاً إلى الجنوب الغربي من مدينة هاتوفر، التي تشهد نحو 1200 هجوم على منازل اللاجئين، بما في ذلك 100 حريق مفتعل منذ كانون الثاني/يناير 2015.

مثول ثلاثة مواطنين أمام المحاكمة في ألمانيا لاتهامهم بالقاء المولوتوف على منازل اللاجئين

والمتهم الأول كان الإطفائي المتطوع "شاسا دي" ضمن الفريق الذي هرع إلى منزل أسرة مهاجرة بدعوى إنقاذها من حريق نشب فيه، بعد إلقاء قنابل حارقة على البلدة، ولكن قبل أن يصل المنزل، بحسب ما ذكرت المحكمة، تعاون الرجل مع صديقه "دينيس لام" في صناعة "كوكتيل مولوتوف" استخدما فيه نشارة الخشب داخل زجاجة مملوءة بالنزين وتسببا بنفسيهما في الحريق.

وتم توقيف السيد لام (31 عامًا) بعد ذلك؛ لاتهامه بإلقاء المولوتوف الحارق على نافذة شقة لأم لديها ثلاثة أطفال تبلع من العمر 34 عامًا من زيمبابوي، والتي ما زالت تعاني من متاعب في النوم بسبب تلك الصدمة.

ويحمي القانون الألماني هوية المتهميّن وهذا يعني أنه في حالة استمرار المحاكمة فإن الإسماء الأولى والأحرف الأولى من اسم العائلة هو فقط المسموح بنشره، وشهدت صديقتهما الثالثة، السائقة لساسكيا بي، ضدهما في المحكمة ونقلت على لسان لام قوله "إذا احترقت الزنجية فسأحتفل"، وأنكر لام قوله هذا الكلام عن الهجوم الذي لم يصب أي أحد بأذى نظرًا إلى أن الغرفة التي أصيبت كانت فارغة.

وكشفت التحقيقات أن السيد لام وأصدقائه الذين نفذوا الاعتداءات في مدينة هانوفر يمتلكون أفكارًا يمينية متطرفة، وذكر الرجل في المحكمة أنه عضو في إحدى غرف الإنترنت المعروفة باسم الصليب المعقوف، وشهد شهود أن الهواية المفضلة للرجلين كانت الإفراط في تناول الخمر والاستماع إلى فرق الروك، بما في ذلك فرقة لاندسر المحظورة العام 2003 لاتهامها بالتحريض على الكراهية.

وبيَّن رئيس بلدية هانوفر، كليمنس بوميرننغ، أنه صدم ليلة 27-28 آب/أغسطس عندما أبلغ عن الهجوم الذي حدث ضد الأسرة من زيمبابوي والتي تضم أم وأطفالها الثلاثة، الذين وصولوا في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، وتابع "لم أكن أتصور أن شخصًا ما يمكن أن يقوم بهذا الأمر، واليوم أصبحت لا أستبعدها فإن كانت ستحدث في هذه المدينة فستحدث في أماكن أخرى"، ووصف شعوره بالارتياح بعد أن نظم 2000 شخص مسيرة مؤيدة للاجئين بعد إلقاء قنابل حارقة على 120 لاجئًا لا يزالون يعيشون في المدينة.

ويأمل محامي لام، رومان فون، بأن المدينة لن توصم موكله لما ارتكبه من حماقة في ليلة سُكر مع أشخاص مضللين، وأضاف "موكلي هو شخص تنظر إليه ولا تصدق أنه فعل أمرًا كهذا"، وأشارت الشاهدة بي، والتي تعمل سائقة أن صديقيها تصرفا بوعي حتى وإن كانا في حالة سُكر على الرغم من أن مصداقيتها في موضع تساؤل أيضًا، وقالت إنها لم تكن لديها أدنى فكرة عن كوكتيل المولولتوف، وظهر في المحكمة رسائل أرسلتها لها أمها عبر "الواتس آب" تسألها فيها "هل أنتِ من رمى المولوتوف؟" مع وجه مبتسم مرفق.

وتحدثت الضحية، من خلال مترجم، عن شعورها وأطفالها عندما استيقظت على الانفجار وصيحات رجال الإطفاء ثم هربت من نافذة غرفة المعيشة، ووصفت عدم مقدرتها على النوم حتى اليوم وخضوعها للعلاج مع أطفالها الذين يخافون أيضًا من النوم، وبكت عندما ظهرت صورًا لمنزلها المتفحم، وقد انتقلت العائلة إلى بلدة قريبة تسمى هالمن، بالرغم من أن رئيس البلدية قال إنهم أوجدوا لها شقة جديدة في بلدتهم، وذكرت محامية دي أنه يريد الاعتذار عما فعله وطلب من المرأة الأفريقية أن تقبل اعتذاره، وتساءلت الضحية عما يمكنها أن تقبل.

وأشار أستاذ علم الجريمة في جامعة كولونيا فراند نوباشير إلى أن "معظم هذه الأفعال عادة تحدث في الليل وفي عطلة نهاية الأسبوع، في الوقت الذي لا يوجد فيه شهود عيان، ولا يترك المعتدون الكثير من الأدلة خلفهم"، ويتزايد العداء تجاه اللاجئين منذ بداية العام بسبب حوادث الاعتداء الجنسية المرتبطة بهم في كولونيا، وكانت أكثر الحوادث الحرق، والتي كانت آخرها في بلدة سكسون في بوتسن حيث احتشد عدد من المخمورين أمام مأوى للاجئين أحرق، وحاولوا عرقلة رجال الإطفاء ولم يتم توقيف أي منهم.

وأصبحت هجمات الحرق العمد تخصص ألماني، فقد سجل عدد قليل منها في السويد، ولم يسجل أي حادث في النمسا المجاورة، رغم أن نسبة المهاجرين فيها مماثلة، وتجاوزت فيها نسبة تأييد اليمين المتطرف إلى 30% أو أكثر، ويتزامن نمط تسارع العنف في ألمانيا إلى ظهور حزب بيغيدا المعادي للإسلام والمناهض للهجرة منذ نهاية العام 2014.

وأوضح أستاذ في جامعة بيليفليد، والذي يترأس معهدها للبحوث متعددة التخصصات في الصراع والعنف، أندرياس زيك بقوله: كانت هذه المجموعات اليمينية المتطرفة تبنى على الإنترنت منذ فترة طويلة، والدليل على ذلك أن الاستعداد لممارسة العنف أصبحت أكبر وأكبر خلال العامين الماضيين، وتشكل في ألمانيا وبلدان أخرى في أوروبا مجتمعات موازية تدعمها السلطة المحلية، وتشير الدراسات إلى أن 20% من السكان معرضون للقومية الجديدة، حيث يتجه الكثيرون إلى أقصى اليمين؛ لأنهم يشعرون بالعجز وفقدان الثقة في السياسيين ووسائل الإعلام.

ويتظاهر عدد قليل من الناس أمام ملاجئ اللاجئين لاسيما في الشرق، ويعتدون على الأشخاص الموجودين فيها، وصرحت وزارة الداخلية أن 118 هجومًا حدثت في الستة أسابيع الأولى من هذا العام، هذا إلى جانب حصول فيضانات مائية في منازل اللاجئين بالرغم من أن الدولة أصلحتها وجددتها أخيرًا، وتعتقد السلطات أن تحويل الصنابير يحدث بفعل أشخاص يعتدون على اللاجئين، ولكنها لا تسبب الموت مثل الحرائق وإنما تتسبب في مئات آلاف الدولارات من الأضرار.

ووقع أول حادث لفت الانتباه في قرية بافارية شمال فورا في كانون الأول/ديسمبر 2014، عندما قام شخص بإشعال النار في ملجأ كانت على وشك استقبال 40 لاجئ، وبعد عام تقريبًا انتقلت إليه أربع عائلات لاجئة بعد أن أعيد تجديده، ولكن لم يعتقل الجناة؛ إذ يصعب تتبع الهجمات المعادية للاجئين بسبب النظام الفيدرالي الألماني.

ولكن المصدر غير الرسمي الموثوق، مؤسسة أنطونيو أماديو، جمع قوائم من وسائل الإعلام وتقارير الشرطة على الصعيد الوطني، وخلص إلى أنه خلال الأسبوع الأخير في كانون الثاني/يناير 2015 على سبيل المثال، حدثت 10 اعتداءات عنصرية أو يمينية، بما في ذلك حالة حرق يوم 25 كانون الثاني 2015 والتي دمرت منزلين يسكن فيهما 25 شخصًا من طالبي اللجوء شمال الراين وستفاليا.
 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثول ثلاثة مواطنين أمام المحاكمة في ألمانيا لاتهامهم بالقاء المولوتوف على منازل اللاجئين مثول ثلاثة مواطنين أمام المحاكمة في ألمانيا لاتهامهم بالقاء المولوتوف على منازل اللاجئين



GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates