أبوظبي - صوت الإمارات
أكد مدير الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، باتريك كلاوسونأن الإمارات ضربت مثالاً يحتذى به في محاربة التطرف قولاً وفعلاً، فهي عضو فاعل في التحالف الدولي، وفي الوقت نفسه فهي تحارب الأفكار المتشددة التي ينشرها تنظيم "داعش" وهذا دور مهم وفعال.
وأشار كلاوسون إلى أن تنظيم "داعش" متطور جداً في استخدام التكنولوجيا واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي، ليس مستغرباً أن يهاجم موقع صحيفة "الاتحاد"، وهي الصحيفة الرسمية لدولة الإمارات المعروفة بوسطيتها الإسلامية ومواقفها المناهضة لأفكار التنظيم الإجرامية، وبالعكس ما لا تعرفه هذه الجماعة أن مثل هذه الأعمال لن تثني الإمارات عن محاربتها الفكر الراديكالي المتطرف الذي يتسبب في مقتل الأبرياء كل يوم في سوريا والعراق وليبيا.
ورأى كلاوسون أنه يجب على الإمارات أن تضع مزيداً من وسائل الحماية حتى لا يتكرر ما حدث من اختراق لمواقعها الإلكترونية من قبل تنظيم "داعش" الذي يبث فيديوهات عبر اليوتيوب ويجيد استخدام الأنظمة المتخصصة في نشر رسائله عبر الإنترنيت وأكد كلاوسون أن "داعش" لديه أنظمة متطورة جداً بهذا الشأن، وهذا قد يكون مقلقاً للغاية.
وأكد أن التحدي الحقيقي للحكومات الغربية هو التعاون مع الشركات المختصة بهذا الشأن لوضع المزيد من الحماية على المواقع الصحفية، كما أن عليهم مساعدة الحكومات العربية للوصول إلى وسيلة حماية رادعة لصد هذا الاختراق. ولفت أن الإمارات تواجه الأفعال المجرمة لتنظيم "داعش" بحكمة ورؤية منطقية، فهي من البلاد ذوي الرؤية السياسية الثاقبة في العالم العربي.
وأشار إلى أنه غير متيقن من الأسباب الحقيقية التي تدعو جماعة، مثل "داعش" للقيام بأعماله الوحشية وربطها بالإسلام، ولا أحد يستطيع التكهن بأيديولوجية هذا التنظيم في قتل المسلمين، ودافعهم من وراء ذلك.
وأضاف انهم يخططون جيداً لما يريدونه، فقد استطاعوا لفت الأنظار إلى مدى تنظيمهم الدقيق في الاختراقات الإلكترونية والتي كان آخرها موقعي قناة "أبوظبي" و"الاتحاد"، فقد استطاعوا نقل المعركة من على الأرض إلى الفضاء الإلكتروني.
وعن رؤيته لدور الإمارات، أكد كلاوسون أنه يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة لإظهار صورة الإسلام الصحيحة التي شوهها تنظيم "داعش" المتطرف والتنظيمات المسلحة الراديكالية المختلفة في أنحاء متفرقة من العالم، ولفت أن الإمارات تعد في طليعة الدول التي سخرت كل الإمكانات المتاحة لمحاربة هذا التنظيم وبتر أذرع التطرف من جذوره.
وأشار كلاوسون إلى أن ما تحقق من نتائج ميدانية حتى الآن يقتصر على إيقاف تقدم "داعش" لبعض الوقت، وقد تستغرق الحرب على "داعش" أعواما طويلة، ولا شك أن "داعش" تريد أن تكبد البلاد المشاركة في التحالف خسائر فادحة، ولذا يجب التخطيط الجيد قبل شن أي هجوم على أهدافهم، لإلحاق أكبر قدر من الخسائر الممكنة عليها.
أرسل تعليقك