الدار البيضاء - عادل أمين
لعل العلاقات الديبلوماسية بين المملكتين المغربية والسعودية كانت الوحيدة التي عرفت استقرارًا لعقود، وهو ما يُتوقع استمراره مع الملك الجديد سلمان بن العزيز، صديق المغرب القديم الذي وشحه الملك الراحل الحسن الثاني عام 1980 بوسام الكفاءة الفكرية، تعبيرًا من المغرب عن المكانة الكبيرة التي يحظى بها الأمير سلمان آنذاك من طرف المملكة المغربية.
وكان الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز يتردد على المغرب في زيارات عمل وصداقة وزيارات خاصة متكررة ودائمة، سواء عندما تقلد الحكم في عام 2005، أو حين كان وليًا للعهد. وكان آخرها زيارته الخاصة التي أجراها إلى المغرب أيار/ مايو من العام الماضي 2014، وأعوام 2011 و 2012 و 2013.
وفي مقابل ذلك، حظي الملك محمد السادس باستقبال من طرف الأمير سلمان بن عبد العزيز حين كان وليًا للعهد آنذاك في تموز/ يوليو الماضي، حينما حلَّ العاهل المغربي ضيفاً في المملكة العربية السعودية، وأدى خلالها العمرة في زيارة قصيرة دامت 48 ساعة.
ويؤكد معظم الباحثين بالعلاقات السعودية المغربية، بحسب نشرة للسفارة السعودية بالمغرب، أنَّ الاتصال بين الجانبين يعود إلى زمن بعيد و تحديدًا منذ الدولة السعودية الأولى، حين كانت الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب. فقد وصلت رسالة من الحجاز إلى فاس لتبليغ دعوة الشيخ إبن عبد الوهاب، وكان ذلك في عهد الملك المولى سليمان الذي كلف علماء القرويين بالرد على الرسالة ثم أرسل إبنه إبراهيم على رأس وفد الحجاج الذي كان يضم الكثير من العلماء للرد على تلك الرسالة.
ويعيد بعض من الباحثين العلاقات المميزة بين البلدين في الوقت الحاضر إلى عمقها التاريخي، فقد نشأت العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية عام 1957، أي بعد أقل من عام على استقلال المملكة المغربية.
وتعتبر العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية بحسب المصدر ذاته، من أكثر العلاقات العربية استقرارًا انطلاقًا من الثوابت الأساسية لكلا البلدين القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، و تمثل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين إحدى أقدم آليات التعاون العربية، حيث أنشأت بناءً على اتفاق التعاون الاقتصادي والتقني الموقعة بين البلدين في 14/4/1976و التي عقدت اجتماعها الأول عام 1980.
وشهدت العلاقات تطورات متتالية في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية تم خلالها التوقيع على الكثير من الاتفاقات التي ارتفعت معها التبادلات التجارية بين البلدين والزيارات الرسمية بين كبار المسؤولين والتعاون الثقافي بين المؤسسات الثقافية بين البلدين.
ويتم التنسيق الآن بين البلدين على المستوى العربي من خلال عضويتهما في الجامعة العربية وعلى المستوى الإسلامي من خلال عضويتهما في منظمة المؤتمر الإسلامي، أما على المستوى الدولي فكلاهما عضو في منظمة الأمم المتحدة، فضلًا عن التنسيق من خلال المنظمات الدولية المتخصصة واللقاءات الثنائية المستمرة بين كبار المسؤولين في البلدين.
أرسل تعليقك