شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة لحظات تاريخية في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر الاثنين حيث التف شعب الإمارات وقيادته حول علم الدولة ووقفوا له في وقت واحد وهتفوا بنداء واحد لتظل رايته خفاقة أبية تقدمهم في ذلك نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث رفع العلم في مدينة زايد العسكرية مع تشكيلة من القوات الجوية والبرية والبحرية من قواتنا المسلحة .
وأكد آل مكتوم في كلمة وجهها لهم أن هذا العلم رفعه قبلهم زايد وراشد وإخوانه وأخلصوا له وبذلوا حياتهم من أجله وجاء من بعدهم مئات الآلاف من أبناء الإمارات الذين اقسموا على خدمة هذا العلم وحمايته وبذل الروح من أجله ليظل مرفوعا على كل ذرة من تراب الإمارات.
وأضاف بعد رفعه العلم في كلمته للقوات المسلحة "أنتم اليوم تكملون مسيرة بدأها زايد .. ويقودها خليفة .. وتضم آلاف فرق العمل في كافة أرجاء الوطن .. مسيرة شيدت دولة .. وغرست لها علما في سماء الأمم .. وبنت إنسانا .. ورفعت بنيانا .. ووصل خيرها وعطاؤها كافة أرجاء المعمورة".
وأضاف أنا "نجدد العهد والوعد لشعب الإمارات على خدمته ورفعته .. ولتراب الإمارات على بذل الروح من أجله ولعلم الإمارات على الإخلاص له وترسيخ مكانته عاش علمنا .. وعاش اتحاد إماراتنا .. وعاشت بلادنا عزيزة أبية".
وتابع أن "علمنا ليس راية أو علامة بل هو عزة ورفعة وكرامة .. يحميه رجال القوات المسلحة .. و يرفعه أبناء الإمارات المخلصون في كل مكان".
وقد شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مسيرة لوحدات مختارة من القوات المسلحة بهذه المناسبة شاركت فيها القوات الجوية والبرية والبحرية لدولة الإمارات.
واستمع لعرض تقديمي من رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية في القيادة العامة للقوات المسلحة، اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان، حول مسيرة الخدمة الوطنية وأهم المنجزات حتى الآن وأعداد الشباب والفتيات الذين انضموا إليها والدورات الجديدة المقبلة .
وقد أشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتلبية الشباب لنداء الوطن والانضمام للخدمة الوطنية في القوات المسلحة.
وأضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن "كل مواطن في عمله أو في دراسته أو في معسكره هو جندي لهذا الوطن هو ما يجمعنا ويوحدنا ويعطينا الدافع ليكون كل يوم أفضل من الذي قبله وكل عام أحسن من الذي سبقه وكل إنجاز أعظم وأفضل وأجمل دائما" .
وتابع أن "توقيت رفع العلم وحدنا لنقول للجميع بأننا لسنا إمارات .. نحن دولة الإمارات .. ولنغرس في أجيالنا بأن علمنا هو رمز احترام دولتنا".
واستطرد أن "مشاعرنا تجاه علم الدولة لم تتغير منذ قيام الاتحاد .. بل زادتها الأيام قوة ورسوخا وشموخا ويزيدنا فخرا وارتياحا أننا نرى هذه المشاعر قوية في أبنائنا تحركهم وتعطيهم الدافع للبذل والعطاء في كافة الميادين".
وقد شارك عشرات الآلاف في مختلف الدوائر والمؤسسات والمدارس وحتى المنازل في رفع علم دولة الإمارات في وقت واحد استجابة للحملة الوطنية التي أطلقها بمناسبة يوم العلم حيث شارك الصغار والكبار في تشكيل مشهد فريد من نوعه عبر كافة أنحاء الدولة وفي نفس الوقت احتفاء بالعلم وتعزيزا لمكانته وترسيخا لاحترامه .
وتحدث إلى أبنائه وبناته الملتحقين في الخدمة الوطنية "الدفعة الأولى" والذين شاركوا في مراسم رفع علم الدولة على سارية مدينة زايد العسكرية موجها الشباب بأهمية الالتزام بالقيم والأخلاق والمبادئ العسكرية، مضيفًا نحن فخورون بكم وبحماسكم وإقبالكم على الانخراط في الخدمة الوطنية كي تكونوا قدوة لإخوانكم من الجيل اللاحق الذين سيأتون من بعدكم ويلتحقون في الخدمة الوطنية والخدمة شرف وتضحية ورجولة وانتماء إلى الوطن الغالي الذي عشتم وتربيتم على تراب أرضه فأنتم اليوم جنود المستقبل فكونوا على قدر المسؤولية الوطنية وحافظوا على الروح الوطنية والحماس كي تواصلوا المسيرة على طريق أداء واجبكم الوطني بكل تفان وإخلاص وشجاعة.
وأضاف أن "زايد وراشد طيب الله ثراهما رفعا العلم منذ أكثر من أربعين عامًا ونحن من بعدهم رفعنا علم دولتنا وحافظنا عليه مرفوعًا شامخًا خفاقًا وأنتم اليوم ترفعون هذه الراية العزيزة راية الوطن مع إخوانكم ضباط وأفراد قواتنا المسلحة الباسلة من أجل عزة الوطن ورفعته وحماية مكتسباته".
وحثهم على جدية التدريب وإطاعة المدربين والقادة العسكريين من أجل أن يتخرجوا رجالًا أشداء قادرين على الدفاع عن وطنهم وشعبهم ومنجزاتهم الوطنية جنبا إلى جانب مع أبناء القوات المسلحة.
وأعرب عن اعتزازه أيما اعتزاز بتطوع بنات الوطن وانخراطهن في الدورة التدريبية، مضيفًا "أنتن مبعث فخر واعتزاز لقيادتكن وأهلكن وأبناء شعبكن لأنكن تحليتن بالشجاعة والروح الوطنية العالية والتحقتن بالخدمة الوطنية ما يؤكد رؤيتنا بأن الفتاة عنصر بشري رئيسي ومكون فاعل في مجتمعنا العربي المسلم وأنا اقدر لكن هذه المعنويات الوطنية العالية التي تعكس روح التلاحم الوطني والتكاتف بين مختلف فئات شعبنا ذكورا وإناثا وفقكم الله جميعا لما فيه خيركم وخير الوطن العزيز".
حول أهداف الخدمة الوطنية المتمثلة في تعزيز القيم الوطنية والتلاحم الوطني بين أفراد الشعب وبين الشعب والقيادة وتعزيز الانتماء والولاء للوطن والقيادة الحكيمة وتعزيز القدرات الأمنية لدولتنا وجعلها عامل استقرار في المنطقة والارتقاء بالمجتمع من الناحية الصحية ثم تحقيق التجانس بين المواطنين بما يضمن تحقيق الاستقرار الداخلي وتقوية وترسيخ ثقة المواطن بمؤسساته الأمنية والدفاعية وتقدير دورها في حفظ الأمن والاستقرار وكذا تنمية العنصر البشري وإعداد جيل يمتلك مهارات قيادية عالية وقادر على تحمل المسؤولية الوطنية بثقة وجدارة وأيضا المساهمة في تحقيق الأهداف الاقتصادية للدولة وتعزيز قدرة التعافي في حالات الطوارئ والأزمات ويتضمن برنامج الخدمة الوطنية ثلاث مراحل الأولى الإعلام والإعلان ثم التجنيد والتدريب الأساسي لمدة ثلاثة أشهر ثم توزيع المنتسبين على المراكز والجهات التي سيعملون فيها في القوات المسلحة.
وشكر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس وأعضاء هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية على جهودهم وحرصهم على أبنائهم وبناتهم الملتحقين في دورات الخدمة الوطنية ودعاهم إلى معاملة هؤلاء الشباب معاملة أخوية طيبة وندع الروح الوطنية والعسكرية في نفوسهم ليتخرجوا متسلحين بالكرامة الوطنية العالية والقدرات الذهنية والجسدية من أجل توظيفها في خدمة الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله وحضارته وتمنى للجميع التوفيق والسداد لما فيه عزة دولتنا وتقدمها واستقرارها.
أرسل تعليقك