دبي- سعيد الممهيري
أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة جملة من المشاريع التنموية الإنسانية والإغاثية في اتجاه مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت التي تم تحريرها من قبضة تنظيم "القاعدة" الأسبوع الماضي، وذلك ضمن جهود الدولة في إغاثة المتضررين من أبناء الشعب اليمني الشقيق الذي يعاني أوضاعاً مأساوية جراء الانقلاب الذي يتزعمه المخلوع صالح وميلشييات الحوثي.
وقال محافظ حضرموت اللواء سالم بن بريك، إن جملة مساعدات إنسانية ستصل تباعا عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لإغاثة المحافظة وتطبيع الأوضاع فيها ضمن جهود الأشقاء في التحالف العربي، وعملية إعادة الأمل والأعمار، موضحا أن عدداً من الشاحنات التي تحمل مساعدات غذائية وصلت، وسيتم توزيعها على مدى الأيام القادمة، و أن هناك مساعدات عاجلة سيتم تقديمها من الإمارات لتحسين منظومة قطاع الكهرباء من خلال تزويد المحافظة بـ100 ميجاوات عاجلة لمجابهة الصيف.
وخلال زيارته لإذاعة المكلا، قال المحافظ بن بريك، إن الإذاعة سوف تحظى خلال الفترة القادمة باهتمام كبير يعيد أثير صوتها الإعلامي القوي والمؤثر من جديد إلى مستمعيها، مضيفا "نبشر الجميع بأنه سيكون لإذاعة المكلا مبنى واستوديو جديد وتجهيزات حديثة ضمن الدعم المقدم من الأشقاء في دولة الإمارات".
وعادت الإذاعة بثها ضمن خطوات تطبيع الأوضاع في المدينة المحررة من التنظيمات الإرهابية التي عبثت بمكاتبها الفنية واستوديوهاتها أثناء احتلالهم للمدينة في أبريل 2015 بهدف إسكات هذا الصوت الإعلامي وتغييبه، وتجري حاليا الاستعدادات من أجل استئناف نشاط مطار الريان الدولي في المكلا بعد توقف دام أكثر من عام جراء سيطرة التنظيم على المدينة.
وأضاف مصدر في مطار المكلا أنه يجري التحضير لإعادة فتح الأجواء واستئناف نشاطه الطبيعي، وأن المرحلة الأولى ستكون خاصة بطائرات الإغاثة ستعقبها الطائرات المدنية، مشيرا إلى أنه لجنة مشكلة من محافظ حضرموت تقوم بتقييم الأوضاع من أجل التهيئة لإعادة العمل في هذا الشريان المهم في المكلا.
وأكد قائد قوة الحماية العسكرية في ميناء المكلاالعميد سليمان بن غانم وأحد قيادات حملة تطهير ساحل حضرموت، أن الميناء مؤمن بشكل متكامل، وأن نشاطه يسير بشكل طبيعي دونما معوقات، مشيرًا إلى أن معركة التحرير والبناء لازالت طويلة في مختلف المجالات ليس فقط ضد الإرهابيين والحوثيون والمخلوع صالح، ولكن أيضا مع النفس وتحرير عقولنا من مخلفات الماضي وثقافة الفساد والتطرف والغلو وإلغاء الآخر، وتكريس ثقافة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والتسامح والوسطية، وتقديم حضرموت كنموذج راق يحتذى به في كل بلادنا.
وأضاف "عملية تحرير حضرموت تمت بقوات محلية من أبناء المحافظة بمساعدة الأشقاء من الإمارات والسعودية ودول التحالف العربي، وكنا مستعدين لكل الاحتمالات بما فيها تجهيز وسائل إيواء النازحين في حالة طول أمد المعركة، ولكن بشجاعة المقاتلين وبالتخطيط الرائع للمعركة من القيادات الحضرمية والإماراتية والسعودية، وتعاون طيران التحالف تم اختزال الوقت في 12ساعة أذهلت كل العالم".
,أكد محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك، ضرورة تطبيع الحياة المدنية والاهتمام بالجوانب الخدمية والمعيشية، مشيراً إلى أهمية مساندة قوات الجيش الوطني في تعزيز دعائم الأمن والاستقرار، بعد الانتصارات التي تحققت بدعم وإسناد من التحالف العربي، مضيفًا: "الظرف الاستثنائي يستدعي من الجميع التعاون والتكاتف بما يحقق المصلحة العامة وتطلعات النهوض بالأوضاع الخدمية والتنموية، والابتعاد عن المناكفات السياسية والمحاصصة الحزبية»، داعياً المسؤولين في الأجهزة التنفيذية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه تنفيذ المهام الوظيفية والإدارية".
كما دعا محافظ حضرموت أجهزة الإعلام أن تلعب دوراً فاعلًا ومؤثراً في نشر التوعية بالقضايا المجتمعية والرفض لأي أشكال الإخلال بالأمن والاستقرار. وقال اللواء بن بريك، «إن ما تحقق من انتصار عظيم لقوات النخبة والجيش الوطني ودحرهم لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابية من محافظة حضرموت، يؤكد أن حضرموت بيئة غير حاضنة لعصابات اللصوص والإرهاب والغدر».
أرسل تعليقك