تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر، قامت الهيئة بإيواء 80 أسرة يبلغ عدد أفرادها 300 شخص، تأثرت البناية التي يقيمون فيها في أبوظبي بانهيار الطريق المحاذي للبناية.
ووفر فرع هيئة الهلال الأحمر في أبوظبي 130 غرفة في ستة فنادق، لإسكان الأسر بصورة مريحة وملائمة، وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام للهلال الأحمر، أن توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان جاءت في إطار حرص سموه على توفير الحماية اللازمة لسكان البناية المتضررة والحفاظ على أرواحهم، كما جاءت ضمن جهود سموه لتعزيز دور الهلال الأحمر على الساحة المحلية، والعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية في الحالات الطارئة، باعتبار الهيئة جهة مساندة للسلطات الرسمية.
وقال إن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ظل يتابع عن كثب تداعيات الضرر الذي تعرضت له البناية وتأثيره في السكان، إلى جانب متابعة سموه عملية إجلائهم وإيوائهم وتوفير السكن المريح لهم.
وأكد الأمين العام أن هيئة الهلال الأحمر تحركت على وجه السرعة لضمان سلامة سكان البناية، وتمت عملية الإجلاء بالتعاون مع الجهات المختصة، وحرصت الهيئة على توفير البديل السكني الملائم الذي يراعي راحة الأسر، ويسهم في تسيير حياتها بصورة طبيعية، وقال إن الهيئة ستتكفل بعملية الإيواء إلى حين تحديد مصير البناية المعنية من قبل الخبراء والدفاع المدني، مشيراً إلى أن الهيئة تنتظر تقارير التقييم التي يجري إعدادها من قبل تلك الجهات.
ومن جانبه، أوضح راشد مبارك المنصوري، نائب الأمين العام للشؤون المحلية في الهلال الأحمر، أن الهيئة عملت عبر فرعها في أبوظبي على تنفيذ توجيهات سمو رئيس الهيئة، وأنجزت عملية الإخلاء والإيواء في وقت قياسي وبسهولة ويسر، بفضل تعاون السكان والتنسيق الجيد مع الدفاع المدني والهيئة الوطنية للطوارئ.
وقال إن عملية توزيع سكان البناية على الفنادق التي وفرتها الهيئة، راعت العديد من الاعتبارات الضرورية، منها قربها من أماكن عمل السكان ومدارس أبنائهم، مشيراً إلى أنه تم توزيع الأسر على فنادق المينا الديار، وريجنسي الديار، وكابيتال الديار في النادي السياحي، ومروج للشقق الفندقية في شارع المرور والأجنحة الفندقية، وسوا الديار في منطقة معسكر آل نهيان، فيما أشرف موظفو الفرع على ترحيل الأسر إلى الفنادق المذكورة على وجه السرعة.
وكانت هيئة الهلال الأحمر تلقت نداء عاجلاً من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، لإيواء سكان البناية المتأثرة، وتوفير الرعاية اللازمة للأسر، وعمل الهلال الأحمر بالتنسيق مع الهيئة والدفاع المدني على إتمام عملية الإجلاء والإيواء.
وعبّر عدد من سكان البناية التي تم إخلاؤها عن شكرهم وتقديرهم لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر، والمسؤولين في الهلال الأحمر، على جهودهم وتحركهم السريع في إجلاء السكان بسرعة كبيرة، وتوفير أماكن للإقامة في عدد من الفنادق في أبوظبي لجميع سكان البناية حفاظاً على سلامتهم.
وقال المهندس محمود سعد الدين، ويعمل استشارياً، وأحد سكان البناية، إن التوجيهات السريعة لسمو الشيخ حمدان بن زايد بإجلاء السكان وتوفير الإقامة المناسبة لهم، تدل على موقف إنساني نبيل، وأنه شخصية تستحق كل الإجلال والتقدير، لافتاً إلى أن جميع السكان يشعرون بالفخر بأنهم يعيشون في الدولة التي تحترم الإنسان وتقدّره وتخاف على أمنه وسلامته، وأن الهبوط يعد بسيطاً، ولا يؤثر في البناية، إلا أنه إجراء احترازي جاء في محله، حفاظاً على سلامة السكان.
وأكد المهندس سعد الدين أن ما حدث هو عبارة عن هبوط في أرضية الشارع الذي يفصل بين البناية والبناية الثانية تحت الإنشاء، وطالما لم يحدث تصدع أو أي شيء غير عادي، فهذا يدل على سلامة المباني، وأن الموضوع لا يعدو عن كونه هبوطاً خفيفاً، بسبب وجود حفريات قريبة من الشارع، إضافة إلى السيارات المارة على الشارع.
وأضاف أن الجهات المعنية سوف تقوم بعدة اختبارات، باستخدام نظام التخلل الضوئي الذي يظهر قوة وتحمل ومتانة المبنى خلال الأيام المقبلة، للتأكد من سلامة البناية وعدم تأثرها بهذا الهبوط، مؤكداً أن المشاهدات الأولية تشير إلى أن الأمر بسيط جداً، وأن السكان سيعودون إلى منازلهم في أقرب وقت.
وأشار إلى أن المبنى ضخم جداً، ومن أرقى البنايات الموجودة في أبوظبي، وهو مكون من 15 طابقاً، إضافة إلى طابقين سفليين، ويضم ما يزيد على 200 شقة، ويشتمل على خدمات عديدة، بما فيها مسبح أولمبي وحديقة للأطفال وملاعب رياضية.
ومن جانبها، قالت أم مظفر، إحدى القاطنات في البناية، إن مسؤولي الدفاع المدني أخبروا السكان بأن قرار الإخلاء قرار احترازي لتأمينهم وحفاظاً على سلامتهم، وذلك بعد حدوث هبوط أرضي بالقرب من البناية، مشيرة إلى أن السكان الذي تلقوا تحذيراً من حراس البناية بضرورة النزول وإخلاء البناية فوراً، واجهوا صعوبة في إجلاء سياراتهم، بسبب الهبوط الأرضي في أرصفة المواقف.
وأشارت أم مظفر، وهي ربة منزل، ولديها أب مقعد وثلاثة أبناء، إلى أن الهلال الأحمر تكفلوا بتوفير غرف لها ولأسرتها في أحد الفنادق بأبوظبي، إلى حين تأمين البناية، إذ يجرى عمل صيانة وتقييم ودراسة وضع البناية ومدى تأثرها بالهبوط الأرضي، ومن ثم السماح بعودة السكان بما لا يؤثر في سلامتهم مستقبلاً.
أشاد أحد سكان البناية بسرعة التحرك من قبل الهلال الأحمر وإيواء السكان في عدد من الفنادق، وقال إن ذلك كان له أثر بالغ في التخفيف عن معاناة السكان، وإحساسهم بالطمأنينة والأمن. وحول المدة التي سيمكثها السكان في البناية، أشار إلى أن إدارة البناية أخبرت السكان بأنهم سيقيمون في فنادقهم بضعة أيام، حتى الانتهاء من تقييم البناية، مؤكداً أن الهلال الأحمر طمأنهم بأنهم باقون في أماكنهم المؤقتة حتى العودة إلى منازلهم سالمين.
أرسل تعليقك