بغداد ـ جعفر النصراوي
برزت مهنة صيد الأفاعي في العراق، في السنوات الأخيرة، بشكل لافت للنظر، بعد تنامي عمليات الطلب على أنواع محددة منها، مما تسبب في ارتفاع أسعارها، ولا سيما المعروفة بـ"الأفعى اليهودية" التي تعيش في بساتين ديالي الكثيفة، والتي تتميز برأسها الكبير، ورقبتها الرفيعة ووسطها المتين، إضافة
إلى ذيلها الطويل، وامتلاكها لـ 8 انياب
ويكشف عدد من صيادي الأفاعي البرية في محافظة ديالي، عن ارتفاع نسبة الإقبال على شراء الأفعى المعروفة بـ"اليهودية"، لسبب استعمالها في أغراض تتعلق بـ"السحر الأسود"، مؤكدين أن سعر الأفعى الواحدة وصل إلى مليون دينار عراقي تقريبًا 800$ للأفعى الواحدة كاملة النمو.
ويقول صائد الأفاعي من أهالي محافظة ديالي، أبو وضاح القيسي (30 عامًا)، "إن صيد الافاعي لم يكن مهنة حتى وقت قريب، وكنا نعمد إلى قتل الأفاعي أينما وجدت، لسبب ضررها على الأهالي ولا سيما في البساتين الزراعية، وكنا نمتهن اصطياد الحيوانات البرية الضارية لبيعها إلى محال مختصصة في بغداد، لاستعمالها في أغراض التحنيط، ولكننا بعد تنامي الطلب على شراء الأفاعي امتهنا صيدها، ول اسيما الافعى المعروفة بـ(اليهودية) ولوجود أشخاص محددين من سكان العاصمة بغداد، يعرضون شراءها وبكثرة خلال السنوات الأخيرة، مما دفع بسعرها إلى الارتفاع بهذا الشكل حتى وصل إلى مليون دينار (800$) للأفعى الواحدة كاملة النمو".
ويوضح القيسي، أن "المعلومات المتوافرة تشير إلى أن غالب تلك الأفاعي تستعمل في أغراض تتعلق بالسحر الأسود التي يعدّ واحدًا من أخطر أنواع السحر في العالم، وأن هناك من يعتقد بكون نوع من أنواع الجن يسكن في داخلها".
ويرى العشاب رباح قيس (50 عامًا)، الذي يمتهن بيع الأعشاب الطبية أو ما يُعرف بـ"طب العرب"، أن "الأفاعي اليهودية تستعمل في مجالات عدة لا سيما في صناعة الأدوية لعلاج أمراض السرطان والصلع والشلل، وهناك إقبال كبير على شرائها في الآونة الأخيرة، وأنه باع أفعى يهودية كاملة النمو بسعر مليون دينار لأحد تجار بغداد قبل أيام عدة، والذي طلب المزيد منها، منوهًا بأن "طلبه لم يكن لغرض الإفادة منها في صناعة الادوية، بل لأمور ترتبط بقضايا السحر".
وأشار صائد الحيوانات البرية علاء موسى إلى أن "ديالي تضم أكثر من 17 نوعًا من الأفاعي أخطرها المعروفة بـ(اليهودية)، والتي تتميز بلدغتها القاتلة، وأن عملية صيدها ليست سهلة للغاية، وأن انتشار تلك الأفاعي غالبًا ما يكون في البساتين الزراعية الكثيفة، ويصل طول الواحدة منها في بعض الاحيان إلى أكثر من متر واحد"، مضيفًا أن "هذه الأفعى أعدادها محدودة جدًا، وتنتشر في مناطق محددة، ولا سيما أطراف بعقوبة وقضاء المقدادية في محافظة ديالي".
ويؤكد المنجم المحلي أبو وفاء (40 عامًا)، أن "الأفاعي اليهودية تستعمل كمادة أساسية في بعض تعويذات السحر الأسود الهندي، الذي عمد البعض في نقل طلاسمه الى البلاد في السنوات الأخيرة، لوجود إقبال من قبل البعض على الإفادة منه، وأن أبرز التعويذات التي يجري استعمال الأفعى اليهودية فيها هي إثارة المشكلات بين الأزواج أو الإضرار الجسدي أو محاربة الجن الذي يتملك أجساد البعض".
ويشير أبو وفاء، إلى أن "الجزء الأساسي من الأفعى الذي يجري استعماله في صناعة تعويذات السحر الأسود هو الأنياب بعد طحنها، كذلك العينين، إضافة إلى قطرات من السم، كما يمكن تجفيف جسدها وطحنه لتحويله بإضافة بعض الإضافات إلى ما يشبه الزيت الذي يستعمل في معالجة حالات الصلع والشلل".
جدير بالذكر أن السحر الأسود عملية يقوم بها بعض الأشخاص ممن يعتقدون بإمكان التواصل مع عوالم أخرى، ومنهم من يستخدم الجن أو ما يسمى بـ"التوابع"، لتحقيق أغراض شريره سواء للتدمير أو إيذاء الآخرين.
أرسل تعليقك