تباينت آراء الأهالي في رأس الخيمة حول قرار زيادة اليوم الدراسي بمقدار 50 دقيقة بدءًا من العام الحالي الذي سينطلق رسميًا بالنسبة للطلاب غدًا الأحد، وطالب بعض الأهالي بضرورة إلغاء الواجبات المنزلية لتخفيف الأعباء عن كاهل الطلاب أسوة ببعض الدول التي طبقت مثل هذه القرارات مؤخرًا، وطالب الأهالي في المناطق البعيدة بضرورة مراعاة ظروف المعلمات اللاتي يقطعن مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهن.
وأكدت "تعليمية رأس الخيمة" أن القرار الجديد يأتي لخدمة العملية التعليمية وتطويرها بما يتناسب مع تطلعات الدولة ورؤية الإمارات 2021 والتي تستهدف بحسب رؤية القيادة أن نكون من ضمن الدول الست الأولى في العالم في النظام التعليمي.
وأكد مصدر في المنطقة التعليمية أن بعض المعلمين وكذلك أولياء الأمور لم يتأنوا في دراسة نتائج هذا القرار التي ستنعكس إيجابيًا على العملية التعليمية وتطويرها بما يتلاءم ومتطلبات العصر، مشددًا على أن ذلك لن يتم إلا بإقرار نظام تعليمي متطور وعصري يساعد على خلق أجيال من أبناء الوطن، لهم القدرة على مواكبة واستيعاب التقدم الكبير الذي حدث في جميع مناحي التعليم.
وأضاف: «القرار الجديد الذي سيجري تطبيقه عقب إجازة عيد الأضحى، سيزيد اليوم الدراسي 50 دقيقة، ويعني أن اليوم الدراسي سينتهي الساعة الثالثة وعشرين دقيقة بالنسبة لطلاب الحلقتين الثانية والثالثة»، مشيرًا إلى أن بعض أولياء الأمور ممن اعترضوا على هذا القرار لديهم أبناء آخرون يدرسون في مدارس خاصة تطبق هذا النظام منذ سنوات، دون اعتراض منهم.
وتابع المصدر المسؤول في المنطقة التعليمية: إن إحدى المدارس الخاصة في رأس الخيمة والمعروفة بمستواها المتميز يدرس فيها 2500 طالب وطالبة، 90% منهم من المواطنين، وينتهي الدوام المدرسي في تلك المدرسة في التوقيت الجديد نفسه الذي تم إقراره من قبل الوزارة.
وأشار المصدر إلى أن البعض يحاول أن يربط بين الدوام المدرسي الجديد وعدد الاستقالات الكبير، وهذا ليس صحيحًا، لأن الكثير من هذه الاستقالات، خصوصًا للمديرين، سببها قانون المعاشات الجديد، بينما استقال عدد من المعلمين لأسباب عدة، ليس من بينها الدوام المدرسي.
وأضاف المصدر: «السنوات التأسيسية التي كان الطلاب يقضونها بعد الحصول على الثانوية العامة وقبل الالتحاق بالجامعات ستلغى بعد إقرار مواد هذه السنوات على الطلاب في المرحلة الثانوية وما قبلها، وهذا يصب بدوره في مصلحة الطلاب، كما أن القرار في سبيل تطوير المناهج التعليمية التي ستعتمد على خلق روح الابتكار والتفكير والتفاعل لدى الطالب بدلًا من بعض المناهج الصماء التي كانت تعتمد على الحفظ في السابق، مشيرًا إلى أن الوزارة طورت مناهج الصفوف «أول، رابع، سابع، عاشر».
من ناحيتهم، أكد عدد من الأهالي أن تطوير التعليم مطلب للجميع، لتظل دولتنا في ريادتها وتقدمها مواكبة لما وصل له العالم اليوم، مشيرين إلى أن تطبيق هذا القرار كان يحتاج للتمهيد من ناحية، ولدراسة آثاره السلبية على الطالب الذي هو محور جميع عمليات التطوير، وكذلك على المعلم والأسر.
وقال عبد الله سالم الشميلي، ولي أمر ثلاثة طلاب، إن القرار الجديد يزيد أعباء الطلاب، خاصة في فصل الصيف الذي يتدنى خلاله استيعابهم بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الميدان التربوي كان في انتظار قرار بتخفيض عدد الحصص ليفاجأ بزيادتها إلى ثمانٍ، ومد اليوم الدراسي حتى الساعة الثالثة وعشرين دقيقة، مشيرًا إلى أن ذلك يعتبر مرهقًا بالنسبة للطلاب الذين سيجدون أنفسهم محملين بأعباء الواجبات المدرسية أيضًا أكثر عن ذي قبل، لافتًا إلى أنه في حال إقرار هذا القرار بشكل نهائي، يجب أن يعاد النظر في حجم الواجبات المدرسية على الطلاب والتخفيف عنهم بقدر الإمكان.
وقال محمد القايدي من منطقة شوكة، إن زيادة الدوام المدرسي ستنعكس بشكل سلبي على بعض الأسر التي تعمل فيها المعلمة خارج نطاق منطقتها، مشيرًا إلى أن هذه المعاناة ستكون بدرجة كبيرة في المناطق النائية والتي تبعد عن مراكز المدن الرئيسة، حيث يعمل في هذه المدارس عدد كبير من المعلمات من خارج هذه المناطق، خاصة في شوكة وكدرة والمنيعي، وبعض المعلمات يأتين من مدينة رأس الخيمة ومدينة الفجيرة، ما يعني أن تعود المعلمة لبيتها قرب المغرب يوميًا.
وأوضح علي الشحي أن قرار زيادة اليوم الدراسي له إيجابيات وسلبيات كثيرة من بينها أنه يأتي لتطوير العملية التعليمية وتحديثها بما يتلاءم مع التطور العالمي في مجال التعليم، إلا أن القرار له سلبيات في مقدمتها، عدم قدرة الطلاب على التركيز لساعات طويلة خلال اليوم الدراسي خاصة في الأجواء الحارة، مشيرًا إلى أن هذا القرار قد يكون صائبًا بالنسبة للدول التي يكون فيها الطقس باردًا على مدار العام، ومن بين السلبيات أيضًا التأثير المباشر على الأسر خاصة بالنسبة للمعلمة المتزوجة التي عليها التوفيق بين عملها وبين أسرتها، خاصة إذا كان الزوج يعمل أيضًا وفي أوقات مختلفة عن زوجته.
وقال محمد شويرب من الرمس: زوجتي معلمة ونبذل جهدًا كبيرًا لتربية الأطفال ورعايتهم والمشكلة التي ستواجهنا اليوم تتمثل في عدم انتهاء اليوم الدراسي لأبنائه معًا ما سيضطره لحمل اثنين من أبنائه والانتظار بهما حتى خروج اثنين آخرين يدرسان في الحلقتين الثانية والثالثة، مطالبًا بضرورة أن يعاد النظر في هذا القرار أو أن يطبق بشكل تدريجي، مراعاة لظروف بعض الأسر.
أرسل تعليقك