لم تبنَ شركة "هيرمس" أبدًا على عجلة، فطوال تواجدها على مدى 177 عامًا، كانت الأولى باعتبارها صانعة سروج الخيل، وبعد ذلك أصبحت أداة لبيع السلع الأكثر فخامة، وبعدها حافظت الشركة على الاجتهاد بتجنب النفور تجاه خطوط الإنتاج.
ولا تزال الحقائب تصنع واحدة تلو الأخرى في ورش العمل في جميع أنحاء فرنسا، وتنتظر بيركين أو كيلي، وهو أمر ضروري؛ لأن العمال يأخذون نحو 20 ساعة لصناعة المنتج من البداية إلى النهاية.
وافتتح متجر "هيرمس" في شنغهاي خلال ليلة ممطرة في أيلول/ سبتمبر، في الخارج تمثال لرجل عاري الصدر مصقول من النحاس ورؤوس أحصنة يعتقد بأنَّها فتحت الأبواب المغلقة في أنحاء آسيا، وخلال الثمانية أعوام الماضية كانت
"هيرمس" تبحث عن المبنى الفخم الذي تقيم به فرعها في البلاد.
ولا تزال غالبية أصول الشركة تعود ملكيتها إلى عائلة دوماس التي لديها بالفعل 15 فرعًا في الصين، فقد بدؤوا منذ 17 عامًا بالتمرس في الفنادق ثم في المسافات حول مراكز التسوق في عام 1997.
وفي فندق داخل العاصمة الصينية بيكين، تمت صناعة التجهيزات الخشبية في جنوب البلاد ونقلت بواسطة الشاحنات، وتشير المدير الفني بيير الكسيس دوماس (48 عاما) منذ عام 2006، "سرقت شاحنة وهذا كان يعني أن نصف المتجر كان مفقودا قبل شهر من الافتتاح".
كما واجه مشروع شنغهاي عقبات كبيرة إلى حد ما، حيث التجديد الكامل للمبنى منذ عام 1928، على طراز "آرت ديكو" الذي كان مدرسة ثم مركز شرطة، وبعدها ظل فارغا لأعوام عدة، ثم وضعت التصاميم للمتجر على مساحة 100 قدم مربع.
وفي الواقع إن "شنغهاي ميزون" له شأن كبير، حيث أكبر الدعايا الممكنة للمتجر والذي يشكل الماضي والحاضر والثقافة بأكملها، وتم تصميم المبنى ليصبح على شكل حرف "اتش" حيث يقول بيير اليكسس "لا نهتم بالمظهر ولكن بالجوهر"، وتوجد داخل المبنى أريكة برتقالية مخملية تم تطويرها وهي تعادل تصاميم الخمسينات، وقال اليكسيس "أعتقد أنه عليك حقا معرفة ماضيك لتخترع مستقبلك".
تقدم القهوة في أكواب مزينة بحرف "اتش" متشابكة، كما أنَّ بلاط المتجر من شارع دو فوبورغ أونوريه في باريس، حيث وضعت الشركة أول متجر لها عام 1880، وتم وضع تصاميم البلاط من قبل عم ايملي هيرميس، وهو هنري بينر، عام 1924، ولا تزال ثورة التطوير مستمرة.
كما تم تصميم "شنغهاي ميزون" الجديد من قبل المهندس المعماري دينيس مونتيل، وهو عبارة عن سلسلة من الصالات المتجاورة الجدران ذات اللون الأحمر المائل إلى الوردي الضعيف، والتي تفصل الأحذية عن بعضها والأوشحة، يتوسطها درج درامي يميز الطوابق الأربعة، إلى جانب غرفة صغيرة تعرض بها القمصان المختلفة للرجال وتشبه المتحف الإثنوغرافي.
وفي الطابق العلوي من مساحة المعرض يوجد مقهى ثالث يقدم خدمة تصنف ضمن الخمس نجوم، حتى أنَّ الأسعار باهظة، فقط الاسبريسو 5 جنيهات إسترلينية.
والقطع داخل المتجر محدودة وصممت خصوصًا للافتتاح، والأوشحة منمقة للغاية، توجد حقيبة يد "هوت كوريس" التي تعود إلى أواخر عام 1800، بالإضافة إلى جلود التماسيح القديمة، لا شيء مبتذل داخل المتجر حتى الثمن، كل شيء تم بيعه خلال أيام.
ويؤكد رئيس "هيرميس" في الصين الكبرى، والعضو المنتدب السابق لـ"كوندي ناست" تساو مينغ، "السوق الفاخرة تتطور هنا بسرعة كبيرة، من المستوى الأول إلى السوق الأكثر نضجًا، الناس يذهبون إلى القطع الأكثر تطورًا، فهم لا يريدون الشعارات الكبيرة".
أرسل تعليقك