نظم "معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب 2015" - ضمن فعالياته الثقافية التى تتواصل حاليا - ندوة تناولت بالشرح والتحليل كتاب "السراب" الذي ألفه سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية والذي صدر حديثا ولقي اهتماما واسعا من الباحثين والكتاب والمفكرين وصانعي القرار.
وكان المتحدث الرسمي في الندوة الدكتورة نيفين مسعد مديرة معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية أستاذة العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وأدارها الدكتور محمود عزت رئيس وحدة العلاقات الثقافية والدعم المعلوماتي في مكتبة الإسكندرية وشاركت فيها الدكتورة صفاء خليفة رئيسة وحدة البرامج البحثية في مكتبة الإسكندرية الحاصلة على درجة الدكتوراه في مجال العلاقات الدولية.
حضر الندوة نخبة من المفكرين والمثقفين والكتاب والصحفيين وعدد من الأكاديميين والباحثين المتخصصين بمجال العلوم السياسية وزوار المعرض الذين حرصوا على الحضور والاستماع إلى ما دار في الندوة حول كتاب "السراب" الذي يتناول قضية مهمة تشغل بال مختلف الأوساط والدوائر وحتى رجل الشارع العادي في مصر وهي قضية الجماعات السياسية الدينية التي تحاول خداع الناس وتسوق لهم أوهاما بشأن قدرتها على إدارة شؤونهم.
وفي بداية الندوة ألقى الدكتور محمود عزت كلمة استهلها بتأكيد أن كتاب "السراب" هو معالجة بحثية أكاديمية حديثة معمقة لظاهرة الجماعات الدينية السياسية التي تصدرت المشهد السياسي العربي والإسلامي في السنوات الأخيرة مشيرا إلى أن الكتاب يمثل "جرس إنذار" من خطورة الأفكار والجماعات المتطرفة التي باتت تهدد دول المنطقة والعالم بأسره.
وأوضح أن الكتاب يكشف عبر فصوله السبعة عن حجم التضارب القائم بين فكر هذه الجماعات وواقع التطور في النظم السياسية والدولية المعاصرة خاصة فيما يتعلق بمسألة التنافر بين واقع الأوطان والدول وسيادتها القانونية والدولية من ناحية ومفهوم الخلافة الذي تتبناه هذه الجماعات من ناحية ثانية.
من جانبها أكدت الدكتورة صفاء خليفة أن اختيار اسم "السراب" عنوانا للكتاب كان أمرا صائبا إذ ان هذا العنوان جاء معبرا تماما عن مضمون الكتاب وفكرته الرئيسية موضحة أن الكتاب يعد بمنزلة تقييم موضوعي وانتقاد سليم لفكر الجماعات الدينية السياسية المتطرفة الذي يعد الإسلام السياسي مشروعا دينيا يسعى إلى السلطة مستخدما الدين كخلفية عقائدية.
وقالت ان الرهان على هذه الجماعات والسراب سواء وأن حال من ظنوا بها خيرا كحال من خدع بظاهرة السراب الذي يخيل إلى الناظر أنه شيء وهو ليس بشيء.
وثمنت الدكتورة نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية في مستهل كلمتها الجهد الكبير الذي بذله سعادة الدكتور جمال سند السويدي في تأليف كتاب "السراب" مؤكدة أن الكتاب يعد إضافة جديدة إلى إسهاماته الفكرية والبحثية مشيرة إلى أن الكتاب يتسم بالجرأة في طرح أفكاره وفي اتباعه منهجية علمية سليمة حيث يتخذ الشكل الهرمي في تناوله للقضية الرئيسية التي يناقشها من خلال عرض إطار مفاهيمي نظري ثم تقديم تحليل للجماعات الدينية السياسية يستند إلى هذا الإطار مع تدعيم هذا التحليل بدراسة ميدانية أجريت على عينة من السكان في دولة الإمارات العربية المتحدة من المواطنين والمقيمين ما أكسبه مزيدا من العمق وأضفى على النتائج التي توصل إليها مصداقية علمية كبيرة.
وأضافت الدكتورة نيفين أن الكتاب عرض بشكل واضح لخريطة الحركات الدينية السياسية إذ تحدث عن "الإخوان المسلمين" والحركة السلفية ومدى ارتباطها بمفهوم الوهابية والحركة السرورية والفارق بينها وبين الحركة الوهابية كما أشارت إلى المعضلات التي تواجه سعي الجماعات السياسية الدينية إلى الحكم ولفتت إلى عدم قدرة هذه الجماعات على التوفيق بين مبدأ "الحاكمية" وممارسة الحكم في أنظمة ديمقراطية وإلى فشلها في خلق إجماع وطني حولها.
وقد شهدت الندوة تفاعلا كبيرا من الحضور سواء من خلال طرح العديد من الأسئلة أو من خلال مداخلات أكدوا فيها أهمية الكتاب وما يتضمنه من أفكار تساعد على رفع الوعي بخطورة الجماعات الدينية السياسية وضرورة مواجهة الوهم السياسي الذي تحاول هذه الجماعات تسويقه وترويجه للناس بشأن قدرتها على إدارة شؤونهم برغم أن هذه الجماعات فشلت بالدول التي وصلت إلى الحكم فيها.
وخلال الندوة تم إهداء نسخ من كتاب "السراب" إلى الحضور.
يذكر ان معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب 2015 يعقد في الفترة من 26 مارس الماضي إلى السابع من إبريل الجاري.
أرسل تعليقك