غزة – صوت الإمارات
حكايات المعاناة التي تجرع مرارتها الشعب الفلسطيني كافة في كل أماكن وجوده، تظهر بين ثناياها إبداعات متميزة لطاقات شبابية أرادت أن تخط بأناملها بارقة أمل لوطنها المسلوب، وتنتصر لشعبها المقهور بأسلوب خاص وفريد من نوعه.
من بين هذه الصور المشرقة الفنانة التشكيلية الشابة تسنيم الجمل، من سكان قطاع غزة، التي بدأت رحلتها مع الفن منذ أن كانت في سن الخامسة، وذلك عندما رسمت بأناملِها الرقيقة ما يدور في مخيّلتِها البريئة على جدران المنزل، لتنمو تدريجيًا هوايتها عبر مراحلِ العمر، معبرة عن قضية شعبها بطريقة مبتكرة.
فقد نجحت تسنيم البالغة من العمر 20 عامًا في تطوير موهبتها في رسم لوحات فنية باستخدام بصمة الإصبع، وهو ما طوعته بعد اندلاع شرارة انتفاضة القدس لخدمة ثورة أبناء جيلها، وحرائره في القدس والضفة الغربية المحتلتين.
"صوت الإمارات" التقت الفنانة التشكيلية في مرسمها المتواضع داخل منزلها، حيث كانت تضع لمساتها الأخيرة على لوحة فنية لخريطة فلسطين على شكل سكين ملطخة بالدم، وقد كتبت أسفلها عبارة حملت عنوان "انتفاضة السكاكين"، وذلك إشارة إلى الأداة التي استخدمها الشباب الفلسطيني الثائر، انتقامًا للأطفال الذين مورست بحقهم جرائم بشعة من قبل المستوطنين، وأشدها ما أصاب الطفل علي دوابشة وعائلته من سكان القدس المحتلة.
وتقول الفنانة الشابة التي تدرس الفنون الجميلة بجامعة الأقصى بغزة "إن موهبتي كانت منذ الصغر، وأنا في (رياض الأطفال)، فكنت دائمًا أفضّل اللعب واللهو بالأقلام والألوان الخشبية، فمعظم وقتي قضيته في الرسم، وهذا ما جعلني أعشق الفن"، وتضيف "في السنة الدراسية الأولى بالمرحلة الابتدائية طورت موهبتي من خلال تشجيع المدرسات، فكنت أشارك في مسابقات الرسم داخل المدرسة، يضاف إلى ذلك الدعم المستمر من قبل والدي، وتوفيرهما كل ما أحتاج إليه من أدوات خاصة بالرسم".
ومن بين الأدوات التي تستعين بها تسنيم في رسم لوحات بصمة الإصبع، ألوان الجواش المائية، التي تساعدها بشكل كبير من خلال طباعة تضاريس البصمة بشكل جيد على عكس الألوان الزيتية و"الأكريليك"، كما طورت من أساليبها باستخدام بصمة غطاء القلم، وهي ذات شكل دائري، والتي اعتمدت عليها في رسم لوحة فنية تحاكي واقع المرأة الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الرجل.
اكتشفت تسنيم طريقة الرسم ببصمة الإصبع عن طريق دراستها، ورغبتها في البحث عن أسلوب يميزها عن بقية الفنانين، وهذا لاحظته من خلال إعجاب جمهورها بطريقتها الجديدة.
وتطمح الفنانة التشكيلية إلى إنشاء معرض خاص عن القضية الفلسطينية في الدول الأجنبية، لإيصال هموم شعبها، والتأكيد على قدراتها في صناعة الحياة، رغم كل التحديات القاسية.
أرسل تعليقك