الأهلي بطل "غير متوّج" والحكمة اللبناني حسمها بالخبرة

وضع الأهلي بصمة إماراتية واضحة في النسخة 27 لبطولة دبي الدولية التي أقيمت برعاية رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم ، وتوج بلقبها الحكمة اللبناني مساء السبت، حيث كرر الأهلي مشهد النسخة 25 عندما وصل للنهائي لأول مرة وخسر اللقب أيضا أمام منافس لبناني آخر هو الرياضي، وكان الأهلي قريبا من اللقب هذه المرة من خلال «السيناريو» المثير للنهائي الذي جمعه بالحكمة، حيث تفوق «الفرسان» في البداية والنهاية بشكل واضح من خلال تقدمهم بفارق 6 نقاط في الربع الأول و10 نقاط في الربع الأخير، ولكن الحكمة استثمر خبرته الكبيرة بالبطولة وخبرة لاعبيه الكبار ومعظمهم من الأجانب بتسجيله فارق 9 نقاط في الربع الثاني و12 نقطة في الربع الثالث ليحسم النتيجة لصالحه بفارق 5 نقاط فقط.

ورغم خسارة اللقب، وجد فريق الأهلي كثيرا من التقدير والإشادة بما أظهره من ندية أمام جميع الفرق التي واجهته، حيث تأهل من الدور الأول ثانيا في مجموعته ثم أقصى الزمالك من ربع النهائي ثم الافريقي التونسي من نصف النهائي.

وكان الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة إبراهيم عبد الملك ، أبرز المشيدين بفريق الأهلي ووصفه بالبطل غير المتوج، جاء ذلك خلال تعليقه على حفل ختام البطولة وقال عبد الملك تفصيلاً: اعتدنا من اتحاد كرة السلة تقديم أفضل ما لديه وتسخير خبراته في مثل هذه البطولات الكبيرة، والنجاح الذي تابعه الجميع في النهائي يبرهن على المكانة المرموقة لبطولة دبي الدولية، فالحضور الجماهيري كان مميزا، والمستوى الفني رفيع والتنظيم على أحسن حال، ومشاركة فرق قوية في اللعبة عبر عنها النهائي المثير بين فريقي الحكمة اللبناني والأهلي اللذين قدما مستوى أكثر من رائع جعل الكل يتابع المباراة ويترقب نهايتها.

وأضاف: يستحق الأهلي الإشادة على حضوره القوي في البطولة ووصوله النهائي ومجاراته للحكمة حتى الرمق الأخير في المباراة، بل انه كان قريبا جدا من إحراز اللقب برغم الخبرة الكبيرة التي يتميز بها فريق الحكمة صاحب التاريخ المعروف في اللعبة والمشاركات الكثيرة في دولية دبي، ونبارك لاتحاد الإمارات لكرة السلة وللجنة المنظمة استضافتهم البطولة وإخراجها بشكل يناسب مع عراقتها وتاريخها الممتد 27 سنة، ونشكر كل من ساهم في التنظيم ونخص بالإشادة أيضا حكامنا الذين كانت لهم بصمة كبيرة والنادي الأهلي الذي سخر إمكانياته لإنجاح البطولة في صالة النادي، ويستحق اللواء «م» إسماعيل القرقاوي وإخوانه في مجلس إدارة اتحاد السلة الشكر على ما يبذلونه من جهد.

ومن جهته عبر اللواء م.إسماعيل القرقاوي عن رضائه التام بما خرجت به النسخة 27 وقال: نهنئ فريق الحكمة اللبناني إحرازه لقب النسخة 27 ونهنئ الأهلي أيضا على ما قدمه في البطولة عموما والنهائي على وجه الخصوص وأثبت أنه بطل حتى وإن لم يحقق اللقب، وبلا شك فإن النسخة 27 كانت مميزة وفيها إضافات واضحة أهمها مشاركة فريقين من تونس، أحدهما بطل العرب ومعروف عن كرة السلة في تونس أنها وصلت العالمية، والفريقان اللذان شاركا «النجم الساحلي والافريقي» يضمان نخبة اللاعبين، وبالتأكيد البطولة أفادت المنتخب الوطني كثيرا وكذلك الأهلي الذي وصل النهائي وكان قريبا من اللقب، ويستحق الأهلي الإشادة على ما قدمه من جهد.

وأضاف القرقاوي: أجمل لوحة كانت في النهائي منظر الجماهير الإماراتية الكبيرة التي ساندت فريق الأهلي، ونتمنى تكرار مثل هذا المشهد في مباريات كرة السلة محليا، كما كان للجمهور اللبناني وجوده المميز فخرج النهائي في أحسن صورة على مستوى المساندة الجماهيرية التي زادت من حلاوة المباراة ورفعت مستوى إثارتها.

البنزرتي: بطولة نموذجية

من جانبه وصف رئيس الاتحاد التونسي لكرة السلة دولية دبي علي البنزرتي  بالبطولة النموذجية وقال: ليس غريبا على اتحاد كرة السلة الإماراتي النجاح الكبير الذي حققته بطولة دبي الدولية، ويكفي أنها النسخة رقم 27 وطوال هذه السنوات ظلت البطولة ذات قيمة فنية وتنظيمية كبيرة.

من ناحية ثانية اعترف زايد خويدم مدير فريق الأهلي بأن الخبرة حسمت الموقف في المباراة النهائية لصالح الحكمة وأضاف: بالنسبة للاعبي الأهلي كان هناك تسرع أدى للتأخر في النتيجة في الربعين الثاني والثالث برغم التقدم في الربع الأول وفريقنا عاد في الربع الأخير وقدم أفضل أداء دفاعا وهجوما وكان قريبا من التعديل على أقل تقدير، والكل شاهد المباراة والأهلي كان في مقدروه التعديل والفوز في الثواني الأخيرة ولكن سوء الحظ جعل الحكمة يستفيد من الفارق الذي حققه في الربع الثالث.

بات عميد المدربين في بطولة دبي الدولية اللبناني فؤاد أبوشقرا، صاحب الرقم القياسي في إحراز اللقب مع 3 فرق من بلاده هي الشانفيل والرياضي والحكمة، حيث حصد معها 7 ألقاب في البطولة كان آخر ألقابه والأول له مع الحكمة، وسبق ذلك إحراز 4 ألقاب مع الرياضي ولقبين مع الشانفيل، فيما يعتبر لقب النسخة 27 هو الثاني للحكمة في تاريخ مشاركاته في البطولة.

وتجسدت الفرحة الكبيرة على وجه أبوشقرا بعد نهاية المباراة وعند تسلمه الميدالية الذهبية، وعبر في تصريحات لـ"البيان الرياضي" عن سعادته بقيادة الحكمة للمرة الأولى للقب بطولة دبي الدولية، وقال إن اللقب ليس غريبا عليه في دولية دبي ولكنه الأول له مع الحكمة، مشيرا إلى شعوره قبل انطلاقة البطولة بقدرة فريقه على إحراز اللقب برغم تواجد فرق قوية من بينها بطل آخر نسخة للأندية العربية "النجم الساحلي التونسي" والأهلي "بطل الإمارات والخليج".

وأوضح أبوشقرا أنه خسر لقبين مع الرياضي بعد وصوله النهائي مرتين على التوالي وكان يشعر أن "الثالثة ثابتة" بعد وصوله النهائي هذه المرة مع الحكمة.

بطولة صعبة

ووصف أبوشقرا مشوار البطولة بالصعب، وقال إن الحكمة واجه منافسين أقوياء، بين صفوفهم لاعبون كبار ومحترفون على مستوى رفيع، مشيرا إلى أن المباراة التي جمعت فريقه بالنجم الساحلي التونسي في نصف النهائي كانت قمة بحق وحقيقة وأن الفريق التونسي بطل العرب كان من الصعب تخطيه ولكنه مع لاعبي الحكمة عرفوا الطريق المناسب لذلك والوصول للنهائي، وأكد أبوشقرا أن الأهلي بدوره كان صيدا صعبا في النهائي من خلال السيناريو المثير الذي آلت عليه المباراة.

واشتُهر أبو شقرا "49 سنة" مع فريق النادي الرياضي بيروت الذي درّبه لفترة طويلة محرزا معه بطولات الدوري اللبناني وكأس الأندية العربية في كرة السلة وكأس آسيا أكثر من مرّة، انتقل إلى نادي الحكمة بيروت في موسم 2012/‏2013، وترعرع في مدرسة الشانفيل.

في بداية مسيرته، درّب فرق المدرسة وكان لاعبا في نادي العمل - بكفيا عام 1993، وواصل تدريبه الشانفيل حتى عام 1997، حيث انتقل إلى نادي الوردية ـ المنصورية وغادر الوردية وتسلّم تدريب الشانفيل ثم الأنترانيك - بيروت عام 1999، قبل أن يقود نادي بن نجار من الدرجة الرابعة إلى الدرجة الأولى خلال أربعة مواسم متتالية ثم حطّ رحاله عام 2000 في الشانفيل مجددا.

مع الشانفيل جهز أبو شقرا فريقا قويا لكنه لم ينجح في عهده بنيل أي لقب رسمي إلا لقب مسابقة كأس لبنان في ربيع عام 2004 بعد أشهر عدة على إحراز لقب دورة دبي الدولية.

مع الرياضي ـ بيروت حصد أبو شقرا على الألقاب المحلية والعربية والآسيوية بالجملة خلال ثماني سنوات، في موسم 2011/‏2012، تسلّم إيلي مشنتف رئاسة نادي الحكمة، وكانت باكورة إنجازاته توقيع عقد مع فؤاد أبو شقرا قيل إن قيمته بلغت 800 ألف دولار أميركي.

التحكيم الإماراتي ارتقى بالبطولة

وجد المستوى التحكيمي في البطولة عموماً الرضا من جميع الفرق، حيث لم تشهد أي مباراة احتجاجات من اللاعبين أو أعضاء الأجهزة الفنية، ما كان له الأثر الكبير في خروج المباريات لبر الأمان. وشارك في إدارة مباريات البطولة 12 حكماً، منهم 3 من خارج الدولة هم العمانيان أحمد البلوشي وعصام السيابي والسعودي عبدالله الادماوي؛ وبقية الحكام من الإمارات، وهم يعقوب غابش وحسن حاجي ومحمد صالح وسالم الزعابي وهيثم خوجة ومحمد ريان وأكرم الشعبوني ومحي الدين خطاب وحمدي الرميسو.

وترأس لجنة حكام البطولة محمد عبدالله الحاج نائب رئيس اتحاد السلة، فيما تولى المراقب الدولي قاسم دعدوش مقرر اللجنة، وترأس اللجنة الفنية عبدالله حسن الحمادي عضو مجلس إدارة اتحاد السلة، وضمت اللجنة قاسم دعدوش مقرراً وعضوية نبيل البني.

اكتساح طيران الإمارات

رفعت طيران الإمارات ألقابها في السجل الذهبي للبطولة للرقم 7 متصدرة القائمة بفارق لقبين عن أقرب منافسيها، وحصلت الفرق التي مثلت طيران الإمارات على كأس المركز الأول في النسخ «4 و12 و14 و15 و21 و23 و27» تليها السوق الحرة خمس مرات «9 و10 و13 و24 و26» ثم "ستيل فاب" أربع مرات «16 و17 و19 و20» وموانئ دبي مرتان «6 و11» ومثلها لابيلا«7 و8» ومرة واحدة لكل من "جمعة الماجد" الفائز بالنسخة الأولى عام 1989 و"الحبتور للسيارات" النسخة الثانية «المندوس» النسخة الثالثة «كابري صن» النسخة الخامسة «قناة القصباء» 18 «دبي فرست جروب» 22 «مجموعة الرميثي» 25.

عماد علاء الدين صاحب أفضل صورة

وفاز مصور صحيفة «البيان» الزميل عماد علاء الدين بجائزة أفضل صورة في البطولة ونال الجائزة المخصصة من «زيوت ابكو»، وتم الاختيار عبر لجنة خاصة تضم منسق البطولة عوض سامي ومدير المركز الإعلامي الزميل محمد حمصي واثنين من الإعلاميين المشاركين في من خارج الدولة، ونال علاء الدين الإشادة والتقدير من اللجنة المنظمة للبطولة على تفرده في العديد من اللقطات التي صورها على مدار البطولة واختياره تقنيات خاصة من زوايا صعبة داخل الصالة، كما تم توزيع الجوائز الأخرى لأفضل النجوم على النحو التالي: طيران الإمارات «أحسن لاعب» وفاز بها أوكلسي بيشاروف المحترف في صفوف الحكمة اللبناني، السوق الحرة «الهداف» وفاز بها لاعب الأهلي الأميركي صاموئيل دافيد، أند وان «هداف الرمية الثلاثية» وفاز بها الأميركي ستوجلين تاريل لاعب الحكمة، مجموعة محمد هلال «أحسن صانع ألعاب» وفاز بها لاعب النادي الأفريقي التونسي نزار كليو، شركة حسن الحمادي «أحسن لاعب جناح» وفاز بها كارم بن رمضان لاعب النجم الساحلي التونسي، شركة ترانيم «أحسن لاعب ارتكاز» وفاز بها السنغالي شيخ سامب محترف النادي الأهلي، مجموعة القرقاوي «أحسن لاعب واعد» وحصل عليها لاعب منتخبنا الوطني محمود وسيم، مجموعة شركات صدف «الفريق المثالي» وفاز بها فريق الأفريقي التونسي، مجموعة محمد كلداري «التغطية الإعلامية» وتم تكريم الوسائط الإعلامية المشاركة في تغطية البطولة، فنادق أوريس «أفضل مدرب» وذهبت إلى اللبناني فؤاد أبوشقرا مدرب الحكمة المتوج بلقب البطولة، الأنصاري للصرافة «أفضل حكم» وذهبت للحكم العماني احمد البلوشي وسما لتنظيم الفعاليات «أفضل حكم محلي» وذهبت للحكم حسن حاجي.

وتشهد صالة نادي النصر في السابعة من مساء الإثنين نهائي سلة جديد بين فريقي النصر والشارقة في مسابقة الدوري العام لفئة الشباب وتسبقها في الصالة النهيانية في العين مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

الحمادي: خطأ تحكيمي حرم الأهلي من التعادل

قال عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الألعاب الجماعية في النادي الأهلي محمد الحمادي إن فرسان السلة هم البطل غير المتوج للنسخة 27 مشيراً أن الأهلي أظهر شخصية البطل من أول مباراة وكان طبيعياً أن يكون المرشح الأول لبلوغ النهائي وكان عند حسن الظن به ولكنه دفع ثمن الخطأ التحكيمي في آخر ثواني المباراة عندما تعرض أحد محترفيه للإعاقة وحرمه ذلك من تسجيل التعادل 92-92 من رمية الثلاثية حيث تدخل لاعب الحكمة.

وقال الحمادي إن الحكمة يمتلك فريقاً محترفاً بالكامل من خلال تواجد خمسة لاعبين بينهم لاعبان مجنسان و3 محترفين أجانب وقال إن الأهلي كان بإمكانه إحراز كأس البطولة ولكن لم يكن لديه نصيب خاصة وأن قيس عمر لم يشارك مع الفريق بسبب ضمه للمنتخب في البطولة، وعبر الحمادي عن رضائه التام ورضا إدارة النادي عن الفريق في جميع المباريات.

من جانبه قال أمين السر العام لاتحاد السلة مدير البطولة عبد الله الأنصاري، إن الجميع فائز في بطولة دبي الدولية، من خلال التجربة الثرة لجميع الفرق المشاركة والتي خاضت مباريات من الصعب توفرها، وخص في ذلك منتخبنا الوطني وفريق الأهلي الذي وصل للنهائي، وقال إن المستوى الفني للمباراة النهائية جاء متسقا مع الندية التي تميزت بها البطولة منذ انطلاقتها.

سامي: نهائي يعكس قوة المنافسات

وقال الحكم الدولي السابق ومنسق عام البطولة عوض سامي إن المستوى الذي قدمه فريقا الحكمة والأهلي، جاء مناسبا مع قوة البطولة من الناحية الفنية، مشيرا إلى أن الأهلي رغم خسارته اللقب، كان منافسا شرسا حتى آخر ثانية في المباراة، ووجه سامي التهنئة للفريق اللبناني وقال إن الحكمة استثمر خبرة لاعبيه في التعامل مع المباراة في التوقيت المهم قبل وصولها للتعادل.

كلداري: البطولة أثبتت تميزها من جميع النواحي

ووجّه عبد الرحيم كلداري ممثل الراعي الذهبي في البطولة «مجموعة محمد كلداري» إشادة خاصة للجنة المنظمة على حسن إدارتها للبطولة، وقال ان دولية دبي أثبتت تميزها من جميع النواحي، وأن حفل الختام جاء معبرا لهذا التميز من خلال التنظيم والمستوى الفني، وقال ان الأهلي قدم مباراة كبيرة وكان قريبا جدا من الفوز باللقب، مشيدا في ذلك بأسرة النادي الأهلي ابتداء من مجلس الإدارة الذي أولى البطولة اهتمامه الخاص مرورا بأعضاء الفريق من جهاز فني ولاعبين، وانتهاء بجماهير النادي التي أضفت على النهائي أجواء رائعة بحضورها الكثيف ومساندتها القوية للفريق طوال زمن المباراة.

وقال كلداري إن رعايتهم للنسخة 27 فخر للمجموعة، لا سيما وكأس البطولة حمل اسم «كلداري»، واكد استمرار التعاون بينهم واتحاد كرة السلة، وقال ان جميع المشاركين في التنظيم بذلوا جهدا مقدرا وإن الإعلام عكس الوجه المشرق للبطولة.