لندن ـ كاتيا حداد
أكدت وكالة تطبيق القانون أوروبية "يوروبول" أن التحقيق في مقتل الصحافية المالطية، دافني كاروانا غاليزيا، معقد للغاية؛ لأنه يشمل عددًا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ويتطلب تعاونًا أفضل من جانب السلطات في مالطا، وعرضت "يوروبول" المساعدة في التحقيق منذ مقتل الصحافية في انفجار سيارة ملغومة بالقرب من منزلها في العام الماضي، حيث قالت في رسالة إلى عضو بارز في البرلمان الأوروبي إنها ما تزال تعمل عن كثب مع السلطات المالطية، ولكن هناك مجال لتحسين هذا التعاون.
التحقيق معقد جدًا
وقال روب واينرايت، المدير التنفيذي لشركة يوروبول، في خطاب إلى آنا غوميز، عضو في البرلمان الأوروبي "إننا نسعى بنشاط لمعالجة هذا الأمر"، مشيرًا إلى أن يوروبول تتبع القيادة الجديدة في القضية، موضحًا "هذا التحقيق معقد للغاية وينطوي الآن على عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وقد ظهرت مخاوف جديدة أصبحت الآن موضع بحث إضافي ذي أولوية عالية من قبل يوروبول".وقالت غوميز، وهي سياسية برتغالية قادت وفدًا لتقصي الحقائق في مالطا في أعقاب جريمة القتل، وأعربت عن مخاوف جدية بشأن سيادة القانون في الجزيرة، إن ادعاءات أنه لم يكن هناك تعاون كامل بين "يوروبول" والسلطات المالطية كان جديًا للغاية، مضيفة "بالنسبة لي، الرسالة مهمة للغاية لأنها تؤكد أن اليوروبول يشارك في القيود وأننا هنا نواجه حكومة من الواضح أنها كانت تعيق التحقيقات".
إلقاء القبض على المشتبه فيهم وإطلاق سراحهم
وألقي القبض على ثلاثة رجال للاشتباه في تفجير القنبلة التي قتلت الصحافية، وجميعهم لم يتم إدانتهم، وقالت الحكومة المالطية إن التحقيق في الجريمة مستمر، ولكن تبقى أسئلة حول الدافع للإجابة عليها.وقال كورت فاروغيا، رئيس الاتصالات للحكومة المالطية "مالطا تتعاون مع اليوروبول على كل المستويات للوصول إلى أصل هذه القضية، وإذا كان هناك مجال للتحسين، فنقوم بإجراء أي تحسينات ضرورية"، مضيفًا " أن الحكومة المالطية تابعت التحقيق "بأقصى دقة بمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي واليوروبول، والقول إن قتلها يجب أن يرتبط بانتقادها للحكومة يتجاهل عمدًا طبيعة عملها وتأثيره على أعداد كبيرة من أهدافها".
الأمر مقلق بدرجة كبيرة
وأرسلت الرسالة من اليوروبول إلى غوميز، واستلمها في مشروع "دافني"، وهو اتحاد يضم 18 مؤسسة إعلامية، بما في ذلك صحيفة الغارديان البريطانية، ويحقق في جريمة القتل والقصص التي كانت كاروانا غاليزيا تكتب عنها في وقت وفاتها.
لم يقدم وينرايت تفاصيل جديدة محددة حول تركيز تحقيق يوروبول أو طبيعة التطورات الجديدة، لكنه قال إن التحقيق يحمل بعض أوجه التشابه مع مقتل الصحافي السلوفاكي يان كوسياك، حيث أطُلق النار عليه وهو جانب خطيبته مارتينا كوسنروفا بالقرب من براتيسلافا في الشهر الماضي فيما يُعتبر جريمة قتل.وقال وينرايت إن الضحايا في القضايا السلوفاكية والمالطية لم يكونوا فقط صحافيين استقصائيين، لكن الحالتين تطرقتا إلى مزاعم بالفساد على مستوى عال في الحكومة، مضيفًا "وقد أبرزت هذه الحالة، في رأيي وجود قيود على اللائحة الأوروبية، التي تلزم اليوروبول بالاعتماد على المعلومات المقدمة من السلطات الوطنية المختصة المعينة، والإبلاغ عن التطورات في القضية".
وتعتقد غوميز أن قتل كاروانا غاليزيا مرتبط بالجريمة المنظمة، الأمر الذي يمثل مشكلة ليس فقط بالنسبة لمالطا، ولكن بالنسبة لكل الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك