يصيب الهربس أو العقبول البسيط وهو من الأمراض الفيروسية الأشخاص في مراحل عمرية مختلفة سواء حديثي الولادة أو في سن الطفولة أو البلوغ أو الشيخوخة ومع غياب أي لقاح للمرض تبقى الوقاية مرهونة بتجنب التماس مع المصابين والتزام قواعد النظافة الشخصية.
ويوضح اختصاصي الأمراض الجلدية الدكتورمجد الدقاق أن لمرض الهربس نموذجين الأول تظهر أعراضه المرضية الجلدية في النصف العلوي من الجسم بينما تكون أعراض الثاني في النصف السفلي من الجسم وخاصة في الأعضاء التناسلية لدى كلا الجنسين.
وتحدث العدوى بمرض الهربس أو العقبول البسيط حسب الدكتورالدقاق نتيجة الملامسة في الدرجة الأولى أو عن طريق التعرض لرذاذ الحامل للفيروس وعند التعرض للإصابة قد تحدث أعراض مرضية ظاهرة أو قد يمر دون علامات تذكر أو تلفت انتباه المريض.
وحول أنواع العقبول البسيط يشير الاختصاصي إلى وجود نوعين أولهما الإصابة البدئية حيث قد يمر المرض دون أعراض مرضية ملفتة في معظم الحالات وتتكون خلال هذه المرحلة الأجسام الضدية الخاصة ولكن في حالات أخرى قد يظهر المرض بحالة شديدة مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة ويظهر الطفح على الجلد والأغشية المخاطية في الفم والعين أو أي مكان آخر بالجسم .
أما النوع الثاني فهو وفقا للدكتور الدقاق الإصابة الثانوية المعاودة بعد الإصابة البدئية للشخص سواء كانت مصحوبة بأعراض مرضية ظاهرة أو مرت دون أعراض مرضية وقد لا يتعرض الشخص مجددا للإصابة بالهربس فيما تظهر لدى آخرين مرة أخرى مسببة ازعاجا خاصة إذا كانت الإصابة في المكان نفسه وعلى فترات متقاربة.
ويشير الاختصاصي إلى أن مرض العقبول البسيط قد يأخذ عدة أشكال مرضية أهمها التهاب الفم واللثة العقبولي التي يكثر حدوثها في الأطفال من سنة إلى خمس سنوات وقد تنتشر لدى أكثر من فرد في الأسرة الواحدة ويكون التهاب الفم مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة ويعاني الطفل أو المصاب بآلام شديدة عند الأكل أو الشرب وتصبح رائحة الفم كريهة وعند فحص الفم نجد أن اللثة متورمة وشديدة الإحمرار وتنزف بسهولة عند أقل ملامسة.
ويضيف الدكتور الدقاق أنه في حالة التهاب الفم نجد أيضا أن الغشاء المخاطي للبلعوم واللسان وسقف الفم مليء بتشكلات حويصلية صغيرة بشكل مجموعات متجاورة ومتصلة وقد تتسحج وتسبب قرحاً صغيرة تزيد من آلام المصاب ويصحب هذا تضخم بالغدد اللمفاوية التي تؤلم عند الملامسة وعادة تنخفض درجة الحرارة بعد 3 إلى 5 أيام ويشفى المريض تماما خلال أسبوعين من ظهور المرض.
وبالنسبة للعقبول الوجهي أو الشفوي فيظهر وفقا للدقاق إما كإصابة بدئية أو ثانوية معاودة وأحيانا دون سبب ظاهر وأعراض أو يترافق مع شعور بوخز
أو حرق أو حكة يتبع ذلك بفترة قصيرة احمرار في المنطقة ثم يلي ذلك في خلال ساعة أو ساعتين ظهور مجموعات صغيرة من حويصلات رائقة أو لؤلؤية الشكل وتكون بالدرجة الأولى على الوجه ومن ناحية الشفتين أو حول الأنف وقد تظهر على الوجنتين وتمتد إلى الأذنين وتنتشر إلى أماكن أخرى من الوجه لكن في معظم الحالات تكون الصورة المرضية بسيطة ويشفى المريض تماما خلال 7 إلى10 أيام دون أن يترك أي ندبة ما.
بينما تحدث الأكزيما العقبولية كما يوضح الاختصاصي عندما يصادف إصابة الشخص خاصة الأطفال بمرض جلدي مثل مرض الأكزيما البنيوية أو بعض الأمراض الجلدية الأخرى مثل الأكزيما الدهنية والقوباء وخلافه ثم يتعرض للعدوى بفيروس العقبول البسيط فتظهر الأعراض على هيئة حويصلات في الأماكن المصابة بمرض الأكزيما وسرعان ما تتحول إلى بثرات وقد تأخذ شكلا منتشرا وشديدا شبيها بمرض الجدري لكن عادة تنتهي الحالة المرضية بجفاف البثرات ثم تتقشر.
وفي حالات نادرة حسب الاختصاصي قد تؤدي الأكزيما العقبولية إلى مضاعفات لذلك ينصح دائما بعدم تقبيل طفل مصاب بالأكزيما البنيوية من شخص مصاب بالعقبول البسيط وكذلك عدم تطعيم مثل هذا الطفل باللقاح المضاد للجدري.
ومن أشكال الهربس التهاب الملتحمة القرنية وتحدث حسب الدكتور الدقاق عندما تصاب العين بمرض العقبول البسيط وينتج عن هذا التهاب صديدي بالملتحمة وقد تتورم الجفون بشكل ملحوظ مع ظهور مجموعات من حويصلات صغيرة على الجلد المحيط بالعين وقد يصحب هذا تقرح وعتمة بالقرنية وتتضخم الغدد اللمفاوية ما قبل الأذن وتكون مؤلمة في الوقت نفسه.
وعن العقبول التناسلي يشرح الاختصاصي أنه عند بدء الإصابة بهذا الشكل المرضي يشعر المريض بوخز أو حرقان أو حكة في الأعضاء التناسلية سواء كان المصاب ذكرا أم أنثى ثم يلي هذا الشعور بوقت قليل ظهور بقعة حمراء وتشكلات حويصلية في مجموعات على العضو التناسلي تسبب قرحا صغيرة وآلاما للمصاب وقد تكون تلك القرح بمجرى البول فتسبب حرقانا أثناء التبول.
ومع غياب لقاح يقي من الإصابة بالعقبول البسيط يشير الدكتورالدقاق إلى أن العلاج يتم عبر الأدوية المضادة للفيروسات ويمكن استعمالها للمعالجة والحد من النكس حيث يمكن استخدام جرعات أصغر لإنقاص عدد هجمات العقبول عند الأشخاص الذين لديهم نكس متكرر.
وللوقاية من هذا المرض المعدي ينصح الاختصاصي المرضى الذين يحدث لديهم وخز أو حرقان أو حكة أو ألم باللمس في منطقة من الجسم أصيبت سابقا بالعقبول ألا تتعرض هذه المنطقة للتماس مع الأشخاص الآخرين وبالنسبة للعقبول الفموي يجب تجنب التقبيل ومشاركة الكؤوس أو كريمات الشفاه أما بالنسبة للعقبول التناسلي فيجب تجنب الممارسات الجنسية خلال فترة الأعراض أو فترة ظهور الطفح.
أرسل تعليقك