لندن - ماريا طبراني
كشفت دراسة حديثة، أن النحل يلجأ إلى حيلة ذكية، لمساعدة أقرانه في البحث عن الطعام، وذلك عن طريق إفراز مادة نفّاذة من أرجله على سطح الزهور التي يلقّحها كي يستطيع أقرانه اكتشاف رائحتها التي تساعدهم على التمييز بين رائحته الخاصة ورائحة النحل الآخر وباقي الحشرات.
ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد أكّدت الدراسة التي أجراها علماء من جامعة بريستول البريطانية، أنه باستخدام هذه القدرة، يستطيع النحل تعزيز قدرته في العثور على مصادر جيّدة للغذاء وعدم تلقيح الزهور التي سبق وأن لقّحها أقرانه واستخرج منها الرحيق وحبوب الطلع التي تستخدم كغذاء لليرقات بشكل أساسي.
وأوضح الأستاذ في كلية بريستول للعلوم البيولوجية، والذي ألف الدراسة بالتعاون مع زميليه، الدكتور شون راندز ولوكا جيوجولي، الدكتور ريتشارد بيرس، أنّ النحل يُفرز مادة لها رائحة كلما لمست أقدامه الأسطح المختلفة، شأنه في ذلك شأن الإنسان الذي يخلّف ورائه بصمات عندما يلمس شيئًا ما، مضيفًا أنّ "هذه المادة ليست مرئية بالنسبة للنحل، لكنه يستطيع اكتشافها عن طريق حاسة الشم، ففي الحياة البرية، يقوم النحل بتلقيح الزهور ضمن أطر زمنية متفاوتة، وهو ما يؤثّر على كمية الرحيق الموجودة في الزهور".
وكشف بيرس أنّ "النحل قادر على شم رائحة آثار أقرانه، والتي يخلّفها ورائه، فهو بالتالي يستطيع معرفة آخر الزهور التي تم تلقحيها، والتي لم يتم تلقحيها أخيرًا أيضًا، مشيرًا إلى أن النحل يستخرج كميات رحيق أقل أو أكثر من الكميات التي يجمعها بنفسه، لافتًا إلى أن قدرته على تمييز مختلف الروائح التي يخلفها أقرانه، قد تساعده على اكتشاف الزهور التي تحتوي على أكبر كميات ممكنة من الرحيق بداخلها.
وأجرى الفريق القائم على الدراسة، 3 تجارب منفصلة على النحل، عن طريق تعريضهم مرات عديدة لزهور متخمة بالرحيق وزهور لا تحتوي على رحيق، وذلك بشكل متزامن، فيما تحتوي جميع الزهور على آثار نحل آخر، وقام الباحثون بترك رائحة نحل مختلف القرابة على بعض أنواع الزهور، والبعض الأخر خلا من تلك الرائحة، فضلاً عن أن تلك الرائحة كانت رائحته نفسه أو عائلته من نفس الخلية أو من خلايا أخرى، ووجدوا أن النحل أظهر قدرة على التمييز بين مختلف أنواع الزهور، والتي وصل عددها إلى 4، وهو ما يعني أنه لا يستطيع اشتمام رائحة أقرانه من نفس الخلية الخلايا الأخرى أيضًا فحسب، بل اشتمام أيضًا رائحته الخاصة وعائلته من نفس الخلية.
وبيّن بيرس أنها المرة الأولى التي يتبين فيها أن النحل يستطيع تحديد الفارق بين رائحته الخاصة ورائحة أفراد عائلته، مشيرًا إلى أن هذه القدرة يمكن أن تساعد النحل على تذكر الزهور التي لقحوها مؤخرًا، وفي وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت دراسة أخرى أن النحل يستطيع تعليم نفسه لعب كرة القدم كمكافأة للحصول على السكر الذي يخرج من الكرة الصفراء في كل مرة يدفعها النحل بنجاح إلى وسط المعلب، إلا أن الدراسة أظهرت للمرة الأولى أن النحل يمكن أن يتعلم من خلال المشاهدة عوضًا عن محاكاة ما شاهده.
أرسل تعليقك