القاهرة:سهام أبوزينة
أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تقريرًا عن جهود سلطنة عمان المبذولة لاستعادة موائل أشجار المنغروف الطبيعية تؤتي ثمارها. وتشير الدلائل التاريخية والأثرية إلى أن غابات المنغروف الكثيفة غطت الكثير من السواحل والجزر العمانية في العصور القديمة.
والآن بدأت الجهود المبذولة لاستعادة موائل أشجار المنغروف الطبيعية تؤتي ثمارها: فهي توفر مرة أخرى علف الإبل وأخشاب المنغروف والهواء الأنظف ومزارع الصيد الأكثر إنتاجية ومقاومة الملوحة والحماية من العواصف المدية. ومنذ عام 2000، تعمل الحكومة مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) لزرع الشتلات في سبع محافظات من أصل 11 محافظة.
وقال كاناكو هاسيغاوا، خبير البيئة في الأمم المتحدة للبيئة: "هذا نشاط رائد يمكن أن يلهم في وضع استراتيجية على مستوى المنطقة لإدارة النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية، وتنفيذها في المستقبل". وتعمل المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (وأعضاؤها كل من: جمهورية إيران الإسلامية والعراق والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) والوكالة اليابانية للتعاون الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للبيئة معا لدعم الدول الأعضاء في الاستراتيجية.
وتكثر الرخويات وسرطان البحر ومجموعة كبيرة ومتنوعة من الأسماك تكثر في العديد من الجداول العمانية، والقنوات، والتربة الطينية المرتبطة بهذه الموئل. وهي مأوى بين جذور المنغروف وتغذية على ورقة ديتريتوس. وعلى مر السنين أصبح الناس أكثر وعيا لقيمة وأهمية النظم الإيكولوجية للمنغروف، وشاركت على نحو متزايد في جهود زراعة شتلات المنغروف.
وتقوم الحكومة بحماية أشجار المنغروف القائمة، وتنظيم زراعة الشتلات وتنسيقها وتنفيذها، وتنظيم حملات للتوعية في جميع أنحاء البلد. إن إعادة زراعة أشجار المنغروف في عمان مهمة شاقة: عندما يتم اختيار موقع الزرع بشكل صحيح، ينمو 70 في المائة إلى 80 في المائة من الشتلات المزروعة إلى أشجار. وتستغرق الشتلات خمس سنوات لتنمو لتصبح أشجارا وتبدأ عملية الإنبات الطبيعية.
وقالت عزيزة سعود العذوبي، وهي مخططة بيئية في دائرة صون البيئة البحرية في وزارة البيئة والشؤون المناخية العمانية: "تتمثل أولوياتنا في الحفاظ على الغابات القائمة وتوسيعها عن طريق إعادة زراعة الشتلات". والهدف من المشروع الطموح الطويل الأجل هو زراعة حوالي مليون شتلة منغروف. وقد تم زرع ما يقرب من 000 700 شتلة حتى الآن.
وستستفيد المجتمعات المحلية صعودا وهبوطا في الساحل حيث أنها تعود تدريجيا إلى النظم الإيكولوجية الصحية التي فقدتها على مدى العقود الماضية. وتعد أشجار المنغروف أرضا خصبة لكثير من أنواع الأسماك والحيوانات الأخرى، كما أنها تمتص ثاني أكسيد الكربون، مما يسهم في التخفيف من تأثير انبعاثات غازات الدفيئة. فهي تحمي الشاطئ من تآكل السواحل. ويمكن أن تكون ممرات المانغروف ممرا سياحيا، مما يجلب دخلا إضافيا للسكان المحليين.
وأوضحت عزيزة سعود العذوبي: "على مر السنين أصبح الناس أكثر إدراكا لقيمة وأهمية النظم الإيكولوجية للمانغروف، وشاركوا بشكل متزايد في جهود زراعة أشجار القرم. وذكر علماء حكوميون أن محمية القرم بالقرب من العاصمة مسقط ("رئتي مسقط")، وفقا للسكان المحليين) هي أرض حضانة للعديد من أنواع الأسماك التجارية، بما في ذلك البوري، سمك اللبن، سمك النعاب، ، النهاش، القشور والقرم. وقد تم الإعلان عن موقع رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية في عام 2013، ويجري الترويج له كوجهة للسياحة البيئية.
وانضمت سلطنة عمان إلى حملة بحار نظيفة التابعة للأمم المتحدة للبيئة في نوفمبر/تشرين الثاني. وهي الدولة العربية الثانية التي تقوم بذلك بعد الأردن. وتخطط الحكومة لسلسلة من عمليات تنظيف الشواطئ دعما للحملة.
أرسل تعليقك