عتُبرت الكونتيسة رين سبنسر التي توفت في عمر 87 عاما زوجة أب شريرة للأميرة ديانا سبنسر ولكن لم تكن الأمور تماما مثلما تبدو، ومن الصور الأكثر ديمومة في التاريخ الملكي الحديث صورة الأميرة ديانا سبنسر وهي تمشي في الممر ممسكة بذراع والدها إيرل سبنسر في حفل زواجها في كاتدرائية سانت بول عام 1981، وبعد 3 سنوات من الزواج الثاني للسيد سبنسر أصيب بجلطة دماغية خطيرة اعتقد الكثيرون أنه لن يشفى منها أبدا، إلا أن تفاني زوجته رين ساعده ليس فقط على الشفاء ولكن حتى يصبح ثروة وطنية
وتعرّضت رين للعديد من الانتقادات من نجل زوجها وهو ايرل سبنسر الحالي، وتم تجسيد صورتها ياعتبارها السيدة التي خدعت ايرل القديم وباعت كنوز العائلة لتمويل بعض أعمال التجديد، وبعد وفاة إيرل القديم عام 1992 تزوجت رين زواجا لم يستمر فترة طويلة، وأشيع سابقا أن الأميرة ديانا دفعت السيدة رين من على الدرج في إحدى المناسبات، ولكن تبيّن بعد وفاة الأميرة ديانا المأساوية
عام 1997 أن زوجة الأب السابقة والأميرة كانوا أكثر قربا في السنوات الأخيرة للأميرة، ولم تسعى رين لنشر هذه الصداقة غير المعروفة، وأثناء انهيار زواج الأميرة كانت رين بمثابة الكتف الذي تبكي عليه الأميرة، ولم تكن رين تعاني من نقص في المشورة الرومانسية باعتبارها جاءت من منزل أرستقراطي ومرت بحالتين من الطلاق، وتعد رين ماكوركوديل ابنة الروائية ديم باربرا كارتلاند
ووريث الطباعة ألكسندر ماكوركوديل، ونشأت رين في دوائر راقية، وعندما رآتها الملكة إليزابيث في إحدى حفلات الشاي للأطفال في لندن مع المربية ماريون كراوفورد قالت " يا لها من طفلة جميلة، ما أسمها"، وعندما علمت باسمها قالت "رين .. يا له من اسم جميل".
ونشأت رين على الاهتمام بمظهرها حيث أوعز لها والداها على أن تخفي ذكائها لأن ذلك من شأنه أن يردع الزوج المناسب لها، وبعد سنة من زفاف الأميرة إليزابيث على دوق أدنبره تزوجت من ايرل وأنجبوا 4 أطفال بما في ذلك وليام دارتموث، فيما رفضت رين نصيحة والدتها بالخوض في السياسة، لكنها في عام 1954 أصبحت أصغر عضو في مجلس مدينة وستمنستر وهو ما مثّل
بدايتها المهنية في الحكومة المحلية والتي استمرت نحو 20 عاما، وتقدمت رين فيما عرف باسم مجلس مقاطعة لندن و منظمة GLC حيث عملت في كافة المجالات بدء من تخطيط المدن وحتى إدارة الحدائق العامة، وبمرور السنوات أصبحت رين رئيسة مجلس المباني التاريخية لدى منظمة GLC، وأختيرت الكونتيسة رين لرئاسة حزب الحكومة العامل في الموائل البشرية في مؤتمر الأمم
المتحدة عام 1972م في ستوكهولم، وتمت دعوتها للإنضمام إلى مجالس السياحة الإنجليزية والبريطانية، وكانت في لجنة المنازل التاريخية حيث التقت جوني سبنسر ثم فيسكونت ألثورب في منتصف السبعينات، وعندما تزوجت رين من ايرل سبنسر كانت أمام خيارين إما أن تسمح لأطفال زوجها ديانا (14 عاما) وتشارلز (11 عاما) بالشغب أو أن تحاول القيام بدور الأم مع كل الانضباط الذي يتطلبه الأمر، لكنها اختارت القيام بدور الأم، كما أنها حاولت استعادة منزل 'Gloomsville'، فيما أشارت بعض التقارير إلى أنها حولت كومة مهملة إلى مكان يريد الناس أن يأتوا إليه ويبقوا
فيه، بما في ذلك أمير ويلز الذي كان يلتقي عروسه المستقبلية في حفلة صيد هناك، وبعد عامين من زواجها الجديد أظهرت رين نفسها كصديق للأسرة، وعند إصابة زوجها بجلطة اعتنت به لعدة أشهر حتى تعافى، وتبيّن امتنان أطفاله لرين لاحقا من الرسالة التي ظهرت في مزاد علني بعد سنوات، حيث كتبت الأميرة ديانا لها قائلة " والدي محظوظ جدا لأنك معه"، إلا أن علاقة رين مع بقية أفراد العائلة بدت غير جيدة بمرور السنوات.
وأظهرت تقارير جديدة أنه بعد 3 سنوات من وفاة ايرل أخرج أبنائه رين من المنزل، ويذكر أن الأميرة ديانا ملأت أغراض رين في حقائب كبيرة وقام تشارلز بركلها عبر الدرج، إلا أن رين لم تستجيب على الرغم من هذه الإهانات، وعادت رين إلى لندن وتزوجت في غضون عام من جين فرانسوا وهو الإبن الأصغر لإحدى العائلات الفرنسية، إلا أن زواجهم استمر 33 يومًا فقط، وسخر
أبناء زوج رين السابق من حقيقة أن الزوجين باعا صور زفافهما لمجلة هالو مقابل 70 ألف جنيه أسترليني، وبعد انتهاء الزواج قام فرانسوا بتأجير منزل عائلته على شاطئ الرفيرا كموقع للأفلام الإباحية، وعادت رين تعيش حياتها منفردة تحت لقبها "الكونتيسة سبنسر" بعد سداد بعض ديونها، وعلى الرغم من أن ذلك مخالف لقواعد البروتوكول لأنه عندما تتزوج امرأة كانت متزوجة مرة أخرى فلا يحق لها أن تعود للقب زوجها السابق، إلا أن أحد لم يتجادل مع رين.
وبدأت رين تعود إلى حياة جديدة حيث عملت كمدير لمحلات هارودز الدولية وأصبحت إحدى المقربات من الأميرة ديانا المضطربة، وأثناء مقابلة جريدة ديلي ميل البريطانية مع رين حرصت على عدم التحدث عن سبنسر واكتفت بقول أنها كانت مولعة بأمير وأميرة ويلز، وركزت في حديثها على تحليل انحدار حزب المحافظين وصعود حزب العمل الجديد وفرص العمل للنساء، وأعربت رين عن
إعجابها بمارغريت تاتشر، وكراهيتها للكلمة الموحدة للجنسين " الرئيس"، مشيرة إلى أنها حينما تترأس مكان ما فيشار إليها بكلمة "الرئيس"، واتضح مدى قرب رين للأميرة ديانا في رسائلها التي ظهرت عند التحقيق في وفاة ديانا عام 2007، حيث قالت رين للمحكمة عن ديانا " كانت تقول للعالم دائما ليس لدي أجندة خفية، وكانت حياتها مستنزفة للغاية لأن الجميع كان يريد منها شئ ما"،
وعندما سُئلت رين عن خطط الأميرة لمستقبلها قالت " من المستحيل فهم طرق القلب أليس كذلك حتى بالنسبة لأقرب أصدقائنا".
وأضافت رين: "بالنسبة لأضواء وسائل الاعلام، أعتقد أن ذلك يحدث مع نجوم البوب والمشاهير ومن يطلقون على أنفسهم مشاهير في الوقت الحاضر"،وأوضحت رين أنها وديانا كانا مولعان بمناقشة الأبراج الخاصة بهم ما أثار الضحك في المحكمة"، وتابعت : "حسنا، كنا نريد الشاب الشهم الوسيم أن يسير نحونا في الظلام".
أرسل تعليقك