يعدّ الطفل الذي لديه قصور في مهارات التواصل الاجتماعي أكثر عُرْضة على وجه الخصوص للشعور بالوحدة والانعزال الاجتماعي والتعرض للبلطجة، ويمكن للآباء تعليم الأطفال المهارات التي يحتاجونها لتكوين صداقات صحية والتواصل مع أصدقاء إيجابيين، وهذه 5 استراتيجيات يمكن للبالغين استخدامها بفاعلية لدعم الأطفال الذين يواجهون صعوبات في الانخراط الاجتماعي وبخاصة مع بَدء الموسم الدراسي.
1- تحرك بعيدا عن نموذج العجز
قد تكون القدرة على تكوين أصدقاء جُدد للكثير من الأطفال في عمر المدرسة شيئا طبيعيا يشبه عملية التنفس، بينما يُعدّ التواصل مع الأقران بالنسبة إلى آخرين أحد أسباب الشعور بالارتباك والإحباط والإجهاد، ودائماً ما يُشكل الأمر ضغطا.
يفترض الكثير من البالغين أن هناك شيئا ما خطأ يُعاني منه الأطفال غير الاجتماعيين، وقد يُدمر مفهوم العجز ذاك عقلية الطفل ويضع ضغطا إضافيا على الصغار الذين يواجهون صعوبة في التأقلم سريعا.
مثلما يمكنك تقديم استراتيجيات إضافية لحل مشكلات الطلاب الذين يُعانون من التأخر في مادة الرياضيات يمكنك تقديم مهارات جديدة للطفل الذي يُعاني من مشكلات في التفاعل الاجتماعي تساعده في صناعة الأصدقاء والحفاظ عليهم. ويُعدّ استخدام لعب الأدوار والمناقشة والألعاب والبروفات والفيديوهات من الأمور التي تساعد في بناء الكفاءة اللازمة لمواجهة المشكلات الشائعة، مثل بدء المحادثة والانخراط في حوار ذهابا وإيابا وإيجاد اهتمامات شائعة مُشتركة أو حتى إنهاء الصداقات غير الصحية.
والخلاصة هي أن الأطفال الذين يُعانون من صعوبة الانخراط مع أقرانهم يستفيدون من نصيحة البالغين في تطوير المهارات التي يحتاجونها للوصول إلى أقرانهم وتكوين صداقات.
2- ابدأ بنقاط القوة
عليك التفكير جيدا في الإمكانيات التي يتمتع بها الطفل الذي يُعاني من صعوبة الاندماج مع أقرانه.
اصنع قائمة تضمن نقاط القوة التي يتحلى بها على سبيل المثال، هل هو مهتم بموضوع معين مثل الفن أو العلم أو التكنولوجيا؟ هل يستمتع بممارسة بعض الأنشطة على وجه الخصوص مثل كرة القدم أو السباحة أو المسرح؟
من السهل التركيز المُفرط على الأخطاء التي يرتكبها الصغير في علاقاته الاجتماعية إلا أننا حينما نبدأ من منظور المشكلة، يصبح لدينا القليل الذي نعول عليه.
3- حدّد الأولويات
فكّر في أبرز التحديات التي يواجهها الطفل أو المراهق بخصوص التواصل مع الآخرين؟ هل مشكلته مع المحادثات الصغيرة؟ هل يواجه صعوبة في تبني وجهة نظر شخص آخر؟ هل المشكلة تكمن في مشاركته الآخرين؟
عادة ما يكون هناك إخفاقات مَهارية معينة يعتبرها البالغ أكبر تحد يواجهه الطفل. إذن ما هي أبرز مهارتين أو ثلاث مهارات يستفيدها الطفل من خلال التعلم.
فكّر كيف يمكن أن أساعد الصغير في استغلال أفضل طاقاته؟ إن الطفل الذي يُعاني صعوبة الانخراط مع أقرانه من غير المُرجح إتقانه عددا كبيرا من المهارات الشخصية في وقت واحد، لكنه يستطيع غالبا إتقان عدد قليل من المهارات الأساسية التي تعود بالإيجاب على استثماراته.
4- تشكيل شبكة واسعة
في بعض الأوقات يكون الإخفاق في مهارة التواصل الاجتماعي لاعلاقة له بوقوع الطفل على حافة العُزلة الاجتماعية.
في كثير من الأحيان تُعد المدرسة مكانا لا مجال فيه للود بين الأطفال الذين يمكنهم تكوين صلات قوية لأن التنافس يكون حادا من أجل الحصول على درجات أعلى.
واحدٌ من أبسط الأشياء وأكثرها قوة، ينصح به البالغون الصغار ممَّن يعانون من صعوبة التأقلم مع أقرانهم في المدرسة وهو إرشادهم لوفرة الفرص خارج المدرسة لتكوين علاقات إيجابية مع أقرانهم في نفس العمر.
ساعد طفلك على توسيع شبكة علاقاته والبحث عن صداقة بين الجيران أو فريق معين أو من خلال النادي أو العمل التطوعي بالنسبة إلى الشباب أو المشاركة في الأعمال الفنية.
5- علّم الأطفال معرفة ما يبحثون عنه داخل أصدقائهم
إلى جانب تعليم الأطفال أين يبحثون عن الصداقة الإيجابية، يُقدم البالغون للأطفال مهارة تفيدهم مدى الحياة عندما يعلمونهم الكيفية التي ينبغي أن تكون عليها الصداقة الإيجابية.
يميل الأطفال في أعوام عمرهم الأولى إلى البديهية التامة في اختيار أصدقائهم في اتخاذ قرار بشأن الشخص الذي يلعب معهم يستند إلى اعتبارات كمن يحب نفس اللعبة أو الدمية أو من هو عطوف معهم أكثر، لكن مع تقدم العمر في سن الطفولة تصبح الدينامية الاجتماعية أكثر تعقيدا وتتغير دوافع البحث عن الأصدقاء. فمن غير الشائع لدى طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية العليا اختيار الأصدقاء وفقاً للحالة الاجتماعية وحدها.
اطلب منهم أن يقرؤوا قائمة الصفات بصوت مرتفع ويتحدثوا بإيجاز لماذا هذه الصفات مهمة، يمكنك أيضا تحفيز الطفل على ترتيب الخمس أو العشر الأوائل من الصفات، سَتتشابه العديد من صفات تكوين الصداقة مع ثلاثة أو أكثر من الأصدقاء. استمر حتى يأخذ الجميع فرصتهم في قراءة قائمة صداقاتهم بصوت مرتفع. شجع الأطفال على الحديث عن صفات الصداقة التي تشابهت بين الأطفال ولماذا يعتبرون هذه الصفات مهمة.
الخطوة التي تليها، شجع الأطفال على التفكير في الأشياء التي يودون تجنبها في صديقهم. على سبيل المثال إذا كان هناك شخص دائماً ما يُظهر الود حينما يتحدث وجهاً لوجه، لكنه يتحدث عن الآخرين بسوء من ورائهم هل يمكن لهم أن يستمروا في صداقة هذا الشخص. ولماذا لا؟
عندما تكتمل قائمة الصفات شجع الأطفال على استدعاء إجاباتهم عندما تصنع ورقة كبيرة مدونا عليها القائمة التي كتبوها. حتى إذا كنت تُجري هذا التمرين مع شخص واحد فإن رؤية القائمة مكتوبة على الورق تصنع انطباعا دائما لديهم.
أرسل تعليقك