إيقاف تدريس نظرية  داروين في المدارس الثانوية التركية
آخر تحديث 17:08:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد جدل استمر لأكثر من 10 سنوات

إيقاف تدريس نظرية "داروين" في المدارس الثانوية التركية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - إيقاف تدريس نظرية  "داروين" في المدارس الثانوية التركية

المدارس الثانوية في تركيا
انقرة - صوت الامارات

بعد جدل استمر لأكثر من 10 سنوات حول نظرية النشوء والارتقاء لتشارلز داروين، أوقفت تركيا تدريس النظرية بالمدارس الثانوية بوصفها "نظرية مثيرة للجدل ويصعب فهمها"،وعاد الجدل حول النظرية بعد أن نشر رئيس مجلس التعليم العالي التركي، ألب أرسلان دورموش، رسالة عبر الإنترنت منذ أيام قال فيها إن فصلا بعنوان "نشأة الحياة والتطور" سيحذف من كتب الأحياء التي تدرس بالمدارس، وإن تلك المناهج ستتاح فقط لطلاب الجامعات من عمر 18 و19 عامًا.

ولا يعد القرار الذي تحدث عنه دورموش جديدًا، فقد قررت وزارة التعليم التركية في إطار مراجعة للمناهج في فبراير (شباط) الماضي حذف نظرية داروين من المناهج التعليمية في مرحلة الدراسة ما قبل الجامعية، وجاءت رسالة دورموش بمثابة توضيح للقرار؛ حيث ذكر أن حذف الفصل الخاص بالنظرية حذف من المنهج وسط تغييرات لحذف المواضيع التي وصفها بأنها مثيرة للجدل.

وأضاف دورموش: "لم يكن لدى طلابنا الخلفية والمعرفة العلمية أو المعلومات اللازمة لإدراك النقاش حول القضايا الخلافية (كفكرة النشوء والارتقاء عند داروين)، فقد حذفناها، "وسيبدأ تطبيق المنهج الجديد في العام الدراسي المقبل 2017 - 2018، موضحًا أنه "تم تجديده للتركيز على القيم الوطنية وتسليط الضوء على الإسهامات التي قدمها العلماء الأتراك والمسلمون، كما أن دروس التاريخ ستتخطى المركزية الأوروبية، وستركز دروس الموسيقى على (جميع ألوان الموسيقى التركية)".

وبدأت حكومة "العدالة والتنمية" في السنوات الست الأخيرة إدخال كثير من التغييرات في مجالات مختلفة؛ هدفها التأكيد على إحياء التاريخ العثماني وأمجاد الخلافة الإسلامية وتكريس التدين، من خلال فتح المجال أمام خريجي مدارس "إمام خطيب" الدينية للالتحاق بمختلف الكليات الجامعية والأكاديميات العسكرية بعد أن كانت شهادتها تؤهل الطالب في الغالب للالتحاق بمجالات دراسية معينة في الجامعات، كما تم إدخال دروس اللغة العثمانية، ثم اللغة العربية، خلال العام الدراسي قبل الماضي، بعد أن سبق أن أدخلت تغييرات حتى في أوراق العملة التركية "الليرة" لتحمل إلى جانب صورة أتاتورك بعض رموز تركيا في العهد العثماني.
وتحدث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي درس في ثانوية "إمام خطيب"، مرارا، عن رغبته في إنشاء جيل متدين في تركيا، بينما قوبل حذف نظرية التطور من مناهج المدارس الثانوية في تركيا باعتراضات من جانب اتحاد التعليم، وهو أحد الاتحادات المهنية المستقلة، الذي عدّ أن الحجة القائلة بأن نظرية التطور لداروين صعبة جدا على طلاب الصف التاسع ليفهموها، ليس تفسيرا معقولا لإزالة الفصل الخاص بها من مناهج الثانوية.
ونقلت قناة "سي إن إن" الأميركية عن إيبرو يجيت، إحدى عضوات الاتحاد، أن "تغيير المناهج الدراسية في مجملها يخرج النظام التعليمي عن المنطق العلمي، وإزالة فصل نظرية التطور من المناهج هو أكبر مثال على هذا، فيما وتثير نظرية داروين للتطور نقاشا على نطاق واسع في تركيا منذ أكثر من عقد من الزمان، وجدد مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية التابع لمجلس الوزراء التركي النقاش في عام 2009 بعد سحب عدد لمجلة يضم تقريرا حول مصير نظرية التطور.

وتعرضت هذه النظرية أيضا لحملة منظمة من جانب عدنان أوكتار، الذي يلقب نفسه "هارون يحيى"، وهو شخصية مثيرة للجدل ويوصف بأنه قريب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وهو رجل أعمال واسع النفوذ يعمل في كثير من المجالات ويمتلك وسائل إعلام؛ منها مواقع إلكترونية إلى جانب قناة تلفزيونية هي "إيه9"، افتتحها بأمواله، ويقدم فيها برنامجا عبارة عن جلسة مطولة تمتد لساعات في المساء يجلس فيها وسط مجموعة من الفتيات في ملابس مثيرة وماكياج صارخ ومجموعة من الشباب، كما يقطن فيلا فاخرة ويملك عددا آخر من الفيلات والمنازل في أرقى أحياء إسطنبول، ويصفه أتباعه بأنه مفكر أو داعية إسلامي.

تحدى أوكتار المدافعين عن نظرية التطور، ودعا ريتشارد دوكينز وجميع من يعتقدون بإمكانية إثبات النظرية إلى جلسات مناظرة،وبالنسبة له، فإن داروين يكذب ولا يوجد تطور، وقال إنه مستعد لأن يكافئ من يثبت صحة نظرية داروين في النشوء والارتقاء بمبلغ 10 ملايين ليرة تركية (نحو 3 ملايين دولار)، حيث يتمتع أوكتار بتأثير قوي على المجتمعات في تركيا وخارجها، ويبدو أنه نجح في النهاية في أن يكسب معركته ضد داروين رسميا بحذف نظريته من مناهج الدراسة بعد أن رسخ نفسه متحديًا للنظرية وعرض عبر موقعه الإلكتروني اختصارا لجهوده تحت عنوان: "20 سؤالا تدحض نظرية داروين

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيقاف تدريس نظرية  داروين في المدارس الثانوية التركية إيقاف تدريس نظرية  داروين في المدارس الثانوية التركية



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 21:27 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 17:31 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

عملية قذف النساء أثناء العلاقة الجنسية تحير العلماء

GMT 04:40 2015 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

اختاري أفضل العطور في ليلة زفافكِ

GMT 00:04 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

هدف ثالث لفريق برشلونة عن طريق فيدال

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

لامبورجيني أوروس 2019 تنطلق بقوة 650 حصان ومواصفات آخرى مذهلة

GMT 20:46 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"الكتاب" يوجه التحية إلى سلطان لرعايته معرض الشارقة

GMT 14:58 2016 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

البصري يطالب "المركزي" العراقي بالحدّ من منح إجازات مصرفية

GMT 02:08 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

اختاري عطرك بحسب شخصيتك

GMT 10:38 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بروتوكول لإنشاء محطة لتحلية مياه البحر بقيمة 200 مليون جنيه

GMT 23:49 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تتويج السوري عمر خريبين كأفضل لاعب في آسيا لعام 2017

GMT 11:51 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يشيد بجهود شما المزروعي في دعم الشباب

GMT 03:12 2016 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

كعكات الموز والشوفان الصحية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates