الشارقة - صوت الامارات
التاريخ لا ينسى صانعيه، بل يخلدهم في الذاكرة، ويحفر إنجازاتهم في الصخر لتبقى ظاهرة للعيان دائماً، وتزداد بريقاً ووضوحاً مع تعاقب الأيام، ففي مثل هذا اليوم، الثاني من أكتوبر/تشرين الأول عام 2008، رحل المغفور له بإذن الله، أحمد بن محمد بورحيمة، عن عمر ناهز 82 عاماً، قضاها في خدمة الدولة على عدة صعد، ليترك بصمة واضحة لا تمحوها السنون في مسيرة التعليم في الشارقة، التي ولد فيها عام 1926، فضلاً عن براعته السياسية التي شكلت نقلة نوعية في العلاقات الدبلوماسية الإماراتية، حيث كان الراحل سفيراً للدولة لدى المملكة العربية السعودية وإيران.
وشارك أحمد بورحيمة في قيادة مسيرة التعليم في الإمارات، وأدخل أول مدرسة نظامية بالدولة في عام1953 وهي المدرسة القاسمية في الشارقة، حفظ القرآن الكريم وعلوم الدين في الكتّاب، ليصبح من رواد الحركة التعليمية، ومدرساً في مدرسة الإصلاح القاسمية، وعمل بالأسفار التجارية متنقلاً بين زنجبار على الساحل الإفريقي وجنوب اليمن أيام شبابه، وأضحى رمزاً لكل من ناضل وعانى وضحى في سبيل بلده وأبناء مجتمعه.
رجل المهام الصعبة
لعب الراحل أدواراً مختلفة ومتنوعة على الساحة المحلية من الدبلوماسية إلى الحركة الثقافية، وصولاً إلى دوره كأحد الوطنيين من رجالات الوطن الذين تفانوا في خدمة الإمارات وخلفوا وراءهم علامات فارقة في مسيرة العمل الوطني الرسمي والشعبي على السواء.
وبفضل حنكته السياسية استطاع أن يؤدي دوره ببراعة حينما كان سفيراً للدولة في إيران عام 1991 بناء على ترشيح من المغفور له بإذن الله، الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، واستمر بورحيمة في منصبه حتى تقاعده في عام 2000، وكانت تلك الفترة تتسم بحساسية شديدة ليثبت أنه رجل المهام الصعبة، فهو من رجالات الإمارات الذين أدوا دورهم بمنتهى الأمانة والإخلاص، ومواجهة المشاكل بفهم ووعي، وعين الراحل في عام 1974 سفيراً لدولة الإمارات في المملكة العربية السعودية، فكان مثالاً للدبلوماسي الناجح الذي خدم العلاقات بين الدولة والمملكة بصفة خاصة، فضلاً عن دوره بالنسبة لدول مجلس التعاون بصفة عامة.
مسيرة التعليم
كان المرحوم رائداً من رواد حركات التنوير في الدولة، التي أسهمت بدورها البارز في نشر الثقافة والفكر المتجدد، إذ يعتبر أحمد بورحيمة من الأساتذة الأوائل الذين تتلمذ على أيديهم نخبة من أبناء الإمارات عامة والشارقة خاصة الذين شغلوا في ما بعد مناصب قيادية مرموقة في الدولة، حفظ القرآن الكريم وتعلم في الكتّاب، وأكمل دراسته في مدرسة الإصلاح القاسمية في الشارقة.
وعمل المغفور له في سلك التعليم، فكان معلماً فاضلاً من الرعيل الأول الذي قدم خدمات جليلة للإمارات وأبنائها.
أرسل تعليقك