استذكر الفنان السوري القدير دريد لحام بدايته الفنية من خلال إطلالة إعلامية على إحدى الإذاعات السورية المحلية أول أمس، كاشفا أن دخوله للتمثيل كان صدفة، وذلك عن طريق الفرقة الموسيقية الجامعية في الخمسينيات من القرن الفائت عندما كان طالبا في إحدى الجامعات السورية، وعندما قرر الانضمام إلى الفرقة الموسيقية بدأ بالعمل كعازف إيقاع وانتقل بعدها إلى عزف الاوكورديون.
أما حول دخوله عالم التمثيل بشكل خاص، فأوضح لحام بأنه أثناء وجوده ضمن الفرقة الموسيقية عرض عليه دور تمثيلي مسرحي، لكن يجب أن يؤدي دور فتاة وقد وافق بالفعل، مبينا بأنه تم اختياره لهذا الدور؛ لأن في ذلك الوقت لم يكن لدى الفتيات الجرأة الكافية لخوض هذه التجارب، وأشار إلى أنه بعدما شارك في هذه المسرحية بدأ عشقه لمهنة التمثيل.
وحول الصعوبات الشخصية التي واجهت القدير دريد لحام في بدايته الفنية، أوضح لحام بأنه في أيام الستينيات وعندما تم افتتاح التلفزيون السوري تم التعاون فيما بينهما وتم عرض عمل "الإجازة السعيدة" لكن العمل لم يلق نجاحا، وذلك بسبب بعد دريد لحام عن الناس كونه قام بتقليد شخصية إسبانية تسمى" كارلوس"؛ ما جعل البرنامج يفشل على حد قوله، لكن هذا الفشل لم يقف عائقا في وجهه بل زاده إصرارا وقوة.
وأضاف لحام أنه بعد هذا الفشل الذي حصده عمل " الإجازة السعيدة " بدأ بالتفكير لتقديم شي مختلف، وحاول جاهدا بأن يقوم بتأدية شخصيات قريبة من الجمهور وقام بتقدمة أعمال مثل " سهرة دمشق" و" فقاقيع" وصولاً إلى "حمام الهنا" و" غوار الطوشة" وبالفعل كان لهذه الأعمال صدى واسع الانتشار.
أما حول صعوبة آلية التصوير ومحدودية القدرات الفنية في فترة الستينيات، فتحدث لحام عن أن الكاميرات في السابق كانت عبارة عن آلة يتم التصوير بها فقط ولا يمكن أن يتم عمل أي تعديل عليها، لذلك كان تصوير المشهد يستغرق في بعض الأحيان عدة ساعات، أما الآن فالكاميرات أصبحت متطورة جدا والتعديل والمونتاج عليها أصبح سلسا وأسهل بكثير.
واستذكر دريد لحام خلال الحلقة موقفا طريفا تعرض له أثناء بث حلقة مباشرة من أحد أعماله في الستينينات، وكان ذلك عندما تم عرض مشهد صامت بسبب عدم الانتباه بأن الكاميرا لم تكن تسجل الصوت؛ ما جعل المشاهد يعتقد بأنهم قاموا بهذا الأمر عن قصد فقاموا بوصفهم بالمبدعين.
أما سينمائيا فقد تحدث لحام بأن جمالية الأفلام القديمة تنبع من كونها تجمع بين نجوم الصف الأول في العالم العربي، والأعداد الكبيرة التي كانت تأتي لمشاهدة الفيلم هي بسبب إعجابهم بالنص وبالأداء التمثيلي، بالإضافة لحبهم للفنان المشارك.
وبين أن فيلم " الحدود" هو من أفضل الأفلام بالنسبة لديه سواء على صعيد التمثيل أو الإخراج، لأنه عاش تجربة هذا الفيلم شخصيا، عندما كان في إحدى المرات متجها نحو لبنان وتوقفت سيارته نتيجة عطل بها، ولم يستطع العودة إلى المنزل إلا بعد ساعات طويلة، وعندما وصل كانت والدته على علم بأنه هو، مؤكداً على أن إحساس الأم لا يخيب، لذلك طلب من كاتب العمل أن يكون هو المخرج لكي يستطيع نقل الأحاسيس بشكلها الصحيح.
أما مسرحيا فقد أشار دريد لحام إلى أن المسرحيات القديمة أمثال " كاسك يا وطن" ما زالت عالقة بذهن الجمهور حتى اليوم، نتيجة مخاطبتها لواقع الناس المعاش، كما أن نصوصها مأخوذة من وجدان الجمهور.
وحول الرقابة التي كانت تفرض على النقد اللاذع الذي كان حاضرا في المسرح من أيام " ضيعة تشرين"، بين لحام بأن هذا النقد يجب في البداية أن يكون صادقا، لذلك كان يصر هو وفريق العمل على حضور رئيس الجمهورية السورية في ذلك الوقت، وأكد على أن الرئيس قام بالحضور ونالت المسرحية إعجابه، ومن ثم هذا الأمر شكل للفريق المسرحي حماية وأمانا.
كما كشف دريد لحام بأنه والممثل عمر حجو قاما بصنع عمل مسرحي شديد اللهجة وتوقعا حينها بأنه لا يوجد رقيب قادر على إعطاء موافقة عليه كونه يتحدث عن أسباب الهزيمة في حرب الـ67، وأثناءها كان يشغل لحام منصب نقيب الفنانين وتم افتتاح " مهرجان دمشق المسرحي" وعرضت من خلاله المسرحية التي قسمت الحاضرين إلى مؤيد ومعارض لفكرة المسرحية في عام 1969.
من جانب آخر أشار الفنان دريد لحام إلى أنه لم يندم على أي عمل فني قام بالمشاركة به؛ لأنه يرى هذه المشاركات هي زيادة خبرات عملية له خلال مسيرته الفنية.
وعن رأيه بالأعمال الرمضانية التي عرضت في الموسم السابق، بين دريد لحام بأنه لم يقم بحضور أي عمل هذا العام.
كما قدم في النهاية نصيحة للممثلين الشباب وطلب منهم التروي في العمل وصعود السلم خطوة خطوة؛ لأن النجاح السريع يكون مثل فقاعة الصابون وينتهي بسرعة.
يشار إلى أن الفنان دريد لحام ظهر في مسلسل "شارع شيكاغو" تأليف وإخراج محمد عبد العزيز كضيف شرف في الحلقة الأولى حيث تبدأ حكاية الجريمة الغامضة منه عندما يشعر بعذاب الضمير ويتجه إلى مركز الشرطة للاعتراف بها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك