نظرة وداع على الممثل الفرنسي ميشال بيكولي صاحب التاريخ الفنّي الكبير
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أدواره حملت موهبة متعددة الوجوه وقدّم 232 عملًا على مدار سنوات

نظرة وداع على الممثل الفرنسي ميشال بيكولي صاحب التاريخ الفنّي الكبير

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نظرة وداع على الممثل الفرنسي ميشال بيكولي صاحب التاريخ الفنّي الكبير

الممثل ميشال بيكولي
واشنطن - صوت الإمارات

حسب بعض الصحف الفرنسية، توفي الممثل ميشال بيكولي يوم الأحد الماضي (السابع عشر من هذا الشهر) عن 94 سنة، لكن الإعلان رسميًا عن وفاته تأخر حتى يوم أول من أمس، الاثنين. وحسب مواقع أخرى، حفل تاريخه الفني بـ 194 فيلما سينمائيا ولديه عدد كبير من الأعمال التلفزيونية، لكن مواقع أخرى أكثر تحديدًا إذ تذكر أن عدد أفلامه السينمائية كممثل بلغ 171 وعدد أعماله التلفزيونية 41 عملًا ما يجعل مجموع أعماله المصوّرة 232 عملًا.

يستطيع المرء أن يُضيف إلى أن بيكولي أنتج تسعة أفلام وكتب وأخرج أربعة أفلام امتدت من العام 1991 حتى 2005.

ولم تكن سنة 2005 آخر سنوات نشاطه، فالممثل الذي كان بدأ مهنته التمثيلية سنة 1945 لم يتوقف عن التمثيل إلا قبل خمس سنوات لاعبًا بطولة فيلم لتوماس دي تايير عنوانه "طعم التوت" حول عجوز وزوجته فقدا ولدهما الوحيد وهما الآن يجوبان أحد الأحراش في رغبة للانعتاق من الماضي ومتاعبه.

ملامح فنية

بعد بداية متواضعة سنة 1945 وأدوار صغيرة متناثرة طوال الخمسينات، بدأ بيكولي لفت الاهتمام مع مطلع الستينات. أول فيلم بطولة كان "خطر في الشرق الأوسط" للمخرج المخضرم ميشال كليمنت. في تلك البدايات كان بيكولي يؤدي المطلوب منه حسبما نص عليه العمل الذي يؤديه. لم يكن لديه تلك القوّة المعنوية التي تجعله قادرًا على اختيار ما يقوم به بناء عن نوعية المعروض، لذلك نجد أن قائمته من الأفلام في السنوات الخمس الأولى من الستينات احتوت على 22 عملا لا يرجع المؤرخون إليها الا لمُامًا. ذلك أن الملامح الفنية للممثل بيكولي بدأت فعليًا في النصف الثاني من الستينات عندما ارتفعت مكانته لتواكب مكانة ممثلين مشهورين آخرين مثل ألان ديلون وجان - بول بلموندو وروبير أوسين وجان بيير كاسل من بين آخرين.

والفيلم الذي عزز مكانته أكثر وأكثر لم يكن سوى "ساحرة النهار" للوي بونيَل (أمام كاترين دينوف). وهو عاد للتمثيل تحت إدارة المخرج الإسباني الأصل كلما حقق ذاك فيلمًا جديدًا فظهر في "اللطف الخفي للبرجوازية" (1972) و"شبح الحرية (1974)".

حينما يأتي الحديث حول المخرجين الكبار الذين لعب بيكولي في أفلامهم أدوارًا رئيسية فإن أسماء أخرى غير لوي بونيَل تتوالى في سماء تاريخ بيكولي الفني: أنييس فاردا، جان - لوك غودار، ألفرد هيتشكوك، كلود سوتيه، كلود شابرول، ناني موريتي، يوسف شاهين، فيليب دو بركا وسواهم.

إذ نلاحظ أن لكل من هؤلاء المخرجين اهتماماته الخاصّة التي تتدخل في توجيه دفّة الممثل حسب معطياتهم فإن ذلك يقودنا إلى النسيج الواسع من القدرات التي تحلّى بها بيكولي نتيجة هذا التعاون.

بيكولي لم يكن وسيمًا لكنه كان جذّابًا. كان يستطيع أن يؤدي دور الرجل الذي يحتفظ في أعماقه بأسرار من الصعب استخراجها أو الرجل الذي ينظر بالريب لكل ما يحيط به ماديًا ووجدانيًا. هذا مبرهن من البداية خصوصًا في فيلم جان - لوك غودار "ازدراء" الذي ما زال من أبرز أدواره (لجانب أنه ما زال من أبرز أفلام غودار) علمًا بأنه لم يفتح الطريق أمامه بسهولة، لكنه حمل بصمة تعاون خلّاق بينه وبين غودار رغم هذا الفيلم الوحيد بينهما.

في ذلك الفيلم لعب بيكولي دور كاتب سيناريو يجد أن لديه فرصة لانتهاز وضع قائم يتقرّب به من أحد كبار المنتجين (جاك بالانس) وأحد كبار المخرجين (المخرج الفعلي فريتز لانغ)، مستغلًا جمال صديقته (بردجيت باردو). لكن، وكعادة أفلام غودار، لا يمضي الفيلم في مثل هذا النوع من ترتيب الأحداث بل يشغل مشاهديه بالاستماع للحوارات وقراءة الشخصيات مثل كتاب على الرغم من عمقها.

شاهدنا بيكولي تحت مظلة مخرج فرنسي كبير آخر هو جان - بيير ملفيل، وذلك في فيلم "الواشي" سنة 1962، كان مقنعًا في دور صاحب ملهى لديه ضغينة ضد بطل الفيلم بلموندو ويريد الإيقاع به للتخلص منه.

الحياة تبدأ من جديد

كان هذا الفيلم ضمن بضعة أفلام قدّمت الوجه غير الجاذب للشخصيات التي لعبها بيكولي حينها. حتى "ساحرة النهار" لبونيَل و"الوليمة الكبيرة" لماركو فيريري يندرجان في هذا الحيّز من الأعمال. لكن الجانب الجاذب كان دائمًا الأقوى. بيكولي النبيل والمحب والعاشق وذو الحس الشعري كان السبب الذي نال ثقة المشاهدين ودوام إعجابهم. وفي هذا النطاق وجد بيكولي نفسه يؤدي بطولة خمسة أفلام للمخرج الرقيق كلود سوتيه بداية من "بول والآخرون" (1974) لجانب "أشياء الحياة" (1970) و"سيزار وروزالي (1972) ".

وانتقل بيكولي من عقود كانت تتيح له الظهور في أدوار الرجال الناضجين إلى أخرى بات عليه أن يلتقي وإمارات وجهه المحكومة بسنوات عمر متقدم، وجد أن الطريق مفتوحة أمامه ليتأقلم. في العام 1985 ظهر تحت إدارة المخرج المصري يوسف شاهين في "وداعًا بونابرت". بصرف النظر عن النقد الذي واجهه الفيلم (والذي لا يخلو من وجهة نظر تستحق الاعتراف) كان بيكولي مناسبًا في دور الضابط كافاريللي. شاهين عاد إلى بيكولي بعد تسع سنوات ليؤدي دور آدم في "المهاجر".

لكن الفيلم الذي يعزز موقع بيكولي في مرحلة عمر متقدّمة، ورد سنة 2001 عندما قاد فيلم "أنا عائد للبيت" للإسباني مانويل دَ أوليفييرا. بيكولي يضع كل خبرته في دور ممثل في سبعينات عمره يُصدم بخبر موت زوجته وابنته وزوج ابنته في حادثة سيارة.

ربما من السهل على أي ممثل أن يُظهر الحزن ووقع المأساة على ملامح وجهه، لكن بيكولي ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك. بوجه لا يحمل أي إضافة درامية تمثيلية، يعكس جوّانيات شخص لم يعد لديه الكثير ليفقده بعد تلك الواقعة ورغم ذلك لا يمكن له أن يتوقف عن الحياة لأنه يحبها ولأن ذلك الموت ترك له حفيدًا عليه أن يعتني به كما لو أن سنوات الأمس عادت إليه من جديد.

بعد هذا الفيلم مثّل بيكولي 19 فيلمًا آخر وقبل تسع سنوات تم الاحتفاء بتاريخه بمنحه جائزة الشرف من قِبل "جوائز الاتحاد الأوروبي" وكان حصد 15 جائزة أخرى من مؤسسات ومهرجانات عدّة خلال سنوات مهنته.

قد يهمك ايضا 

أغنية لفريق "آبا" الغنائي الأفضل على الإطلاق في مسابقة "يوروفيجن"

ريهانا تقتحم قائمة أثرياء الموسيقيين وتحتل المرتبة الثالثة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة وداع على الممثل الفرنسي ميشال بيكولي صاحب التاريخ الفنّي الكبير نظرة وداع على الممثل الفرنسي ميشال بيكولي صاحب التاريخ الفنّي الكبير



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates