دعا وكيل وزارة الثقافة طاهرناصر الحمود، خلال كلمته التي ألقاها بافتتاح مهرجان المربد الشعري الذي يقام في البصرة، برعاية وزارة الثقافة والحكومة المحلية الأوساط المثقفة إلى المساهمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة، عبر اقتراح الحلول للمشاكل وتقديم البدائل بدلاً عن لغة النقد والتأشير على الأخطاء دون علاج.
وتابع الحمود، يطل علينا المربد هذا العام ونحن نعيش انتصارات قواتنا البطلة على قوى الإرهاب والتكفير، في وقت يتطلع فيه شعبنا إلى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل، مشيراً إلى مرحلة مابعد داعش ومسؤولية النخب المثقفة فيها، مؤكدا بوسعنا أن نجعل منها محطة جديدة لتاريخنا الحديث، وهو ما يتطلب من المثقفين وأصحاب الأقلام الحرة أن يكون لكم دور في رسم ملامح هذه المرحلة، يتجاوز النقد والتأشير على الأخطاء إلى اقتراح الحلول وتقديم البدائل، مستثمرين الحرية المفتوحة في التعبير، وتشكيل التنظيمات أو المؤسسات أو الجمعيات وفق القانون والدستور".
وعلق وكيل الوزارة على الحضور العربي في مهرجان المربد، وقال، كنا منذ البداية مفتوحي القلوب والعقول لاشقاءنا وأصدقاءنا المحبين للعراق، وحاولنا عبر التواصل معهم أن نشعرهم بهمنا المشترك في قضايا الثقافة والأمة عامة.
وأضاف، إذا كان لبعض أحبتنا رأي فيما كان يجري في العراق، فلقد اثبت الشعب العراقي نبله وأصالة معدنه، حين تصدى أصالة عن نفسه وحرصا على مصالحه أولا، ونيابة عن العالم، وفي مقدمتهم الأشقاء لعاصفة الإرهاب الهوجاء التي لم توفر عدوا لها ولا صديقا.
وهنأ الحمود في كلمته الشاعر البصري الكبير كاظم الحجاج الذي استحق أن يكون عنوانا للشخصية المحتفى بها في مهرجان المربد لهذا العام.
هذا وانطلقت فعاليات مهرجان المربد الشعري بدورته الثانية والثلاثين دورة الشاعر (كاظم الحجاج) على قاعة المركز الثقافي النفطي في البصرة، برعاية ودعم وزارة الثقافة والسياحة والآثار ممثلة بوزيرها فرياد رواندزي ومحافظ ألبصره اسعد العيداني.
افتتح المهرجان في حضور ممثل رئيس الوزراء حسين الهنداوي ووكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار طاهر ناصر الحمود ومحافظ البصرة اسعد العيداني ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة فلاح العاني ورئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ناجح المعموري والقنصل الامريكي تيمي ديفيس، ومشاركة عدد كبير من الشعراء العراقيين والعرب.
واستهل الحفل بعرض كلمة تسجيلية متلفزة لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم قال فيها، أن وجودكم هنا في البصره التي أنجبت أبو الأسود الدؤلي والأصمعي والجاحظ والفراهيدي وسيبويه والحسن البصري وبشار ابن بورد وصولا إلى بدر شاكر السياب ومن كان معه ومن جاء بعده من شعراء التجديد الشعري خلال القرن العشرين .
و من جانبه دعا وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود بكلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، المثقفين وأصحاب الأقلام الحرة أن يكون لهم دور في رسم ملامح هذه المرحلة دور تعززه حرية مفتوحة بالتعبير ولكن على الإعلاميين أن يستخدموا هذه الحريات بالشكل الصحيح في نقل المعلومة الصحيحة وعدم نقل الأخبار المغلوطة والمدسوسة بالمعلومة غير الصحيحة الهادفة إلى تضليل الحقائق بما يخدم المصالح الشخصية لأشخاص مجهولي الهوية والدين وأعداء للإنسانية.
بدوره قال الأمين العام للاتحاد والكتاب العرب حبيب الصائغ، أن المربد هو أحياء للشعر العربي الذي ظلم في الفترة الأخيرة، وان التاريخ العربي زاخر بالشعر، وأننا اليوم بإحياء المربد وحضورنا هذا هو دعم للعراق والعملية ألثقافية والسياسية، فانا لا افصل الثقافة عن السياسة، وأننا اليوم في البصرة هو استعادة لعواصمنا العربية الحواضر التي لطالما كانت حاضنه لجميع الأنشطة الأدبية والثقافية، واليوم عندما يقيم العراق هذه المهرجان ما هو إلا تخطي وكسر حاجز الخوف من العراق باعتباره بلد غير مستقر امنياً ونحن اليوم جئنا للعراق لنؤكد أن العراق وجميع مدنه هي آمنه، وان تكثيف الوفود سواء كانت سياسيه أو اقتصاديه أو أدبيه من كل بلدان العالم إلى العراق دليل على أن العراق تعافى وتغلب على قوى الظلام ،أن العراق مقبل على انتخابات التي ستمثل مفترقاً للطرق نحو عراق آمن، وان أمن الوطن العربي من أمن العراق فلا عافيه للوطن العربي من دون العراق، موضحاً أن الاجتماع الدائم للاتحاد والكتاب العرب الذي سيكون في بغداد المرة ألمقبله وانه كان من المفترض أن ينعقد قبل هذا الوقت في بغداد ولكن بسبب الحجج الواهية المتعلقة بالجانب الأمني وان عقدنا للاجتماع في بغداد هو استعادة لدور بغداد هذه ألمدينه التي لطالما احتضنت لمثل هذه الأنشطة.
هذا وقالت عضو اللجنة العليا ونائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عالية طالب، أن مهرجان المربد الشعري الذي اخذ هذه العام التسلسل 32جاء تأكيد على أن تأسيسه تابع لوزارة الثقافة العراقية وانتقل ما بعد 2003 إلى البصرة مثلما كان يرحل سابقاً قبل 2003 يوم إلى البصرة ويوم إلى الموصل ويوم في النجف، لكن هذه المهرجان من المهرجانات المعتمدة والمسجلة رسميا باسم وزارة الثقافة العراقية لذلك دائماً تسعى وزارة الثقافة إلى أن تكون راعي معنوي ومادي لدعم المهرجان وتسخر كافة الطاقات الإعلامية واللوجستية والإدارية لإنجاح المربد.
فالمربد لا يتعلق بمحافظة فهو للعراق ودائماً عندما يكون هنالك مهرجان يتعلق ويحمل اسم العراق كل الطاقات لا بد أن تسخر لإنجاحه وان الإخفاقات التي تحدث احياناً قد تحسب سلبا على المهرجان لكننا دائما نردم هذه الثغرات وصولا إلى الايجابيات ونتحمل بعضنا البعض، المربد هذا العام استضاف العديد من الأسماء المهمة من العرب كلهم في شوق لرؤية العراق الذي صغره البعض في البصرة، كلهم متلهفين لرؤية بغداد, الوفود اليوم عاتبتنا كلجنة عليا أنهم يريدون أن يروا بغداد وكيف هي بغداد بعد السنين العجاف التي مرت عليها من إرهاب ودمار.
الشاعر المحتفى به كاظم الحجاج قال، ان هذه الدورة اختلفت بالتنظيم عن الدورات الأخرى وان الدعوة للمشاركة بالمهرجان تكون مرة واحده ليفسح المجال أمام الشعراء الآخرين للمشاركة.
وقال محافظ البصرة، تضافرت كل الجهود من اجل أنجاح مهرجان المربد الشعري من مجلس محافظة ووزارة الثقافة، نأمل أن ينجح المربد وان يصل للعالم اجمع.
تضمن المهرجان عدة فقرات منها اوبريت غنائي كلمات الشاعر كريم العراقي والحان عمار مجيد العلي إضافة لعزف موسيقي للعازف علي مشاري وقراءات شعرية لكل من العراق اوات حسن امين و الشاعر البصري كاظم الحجاج والشاعرة الإماراتية حمده خميس ومن السعودية جاسم الصحيح ومن الكويت عبدالله الفليكاوي.
وعلى هامش المهرجان أقامت دار الشؤون الثقافية العامة معرضاً للكتاب, ومعرضاً لجمعية الفنانين التشكيلين العراقيين معرضاً حمل عنوان (المربد للفن التشكيلي)، كما شاركت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية بتقديم لوحتين فنية تمثلت بتقديم الاوبريت وعزف الخشابة البصرية.
وتضمنت قوائم المدعوين العرب 57 شاعر وأديبا من الأمارات والسعودية والكويت وعمان والبحرين ولبنان وسوريا واليمن ومصر والأردن وفلسطين والسودان والمغرب والجزائر وتونس وليبيا يتصدرهم جميعا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العرب حبيب الصائغ، ومن الأجانب دعي إلى المهرجان 18 شاعر وأديبا من إيران واليابان والدنمارك وطاجاكستان وفرنسا وتركيا، فيما شارك 16 من الشعراء والأدباء العراقيين ممن يعيشون في الخارج و 210 من الداخل.
أرسل تعليقك