يترقب محبو كرة القدم في القارة السمراء عموما، وجماهير الكرة العربية خصوصا حفل جوائز الأفضل لعام 2017، الذي يقيمه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) بالعاصمة الغانية أكرا غدا الخميس. حيث شهدت القوائم النهائية للجوائز، التي أعلن عنها "كاف" في 18 كانون أول ديسمبر/كانون الأول الماضي، بناء على اختيار مدربين وإعلاميين من القارة السمراء وكذلك قاد المنتخبات الأفريقية، حضورا قويا للكرة المصرية التي تتنافس للحصول على أربع جوائز، بينما تتنافس الكرة المغربية على نيل جائزتين.
ويتنافس النجم المصري محمد صلاح على جائزة أفضل لاعب أفريقي، بالإضافة للأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر، الذي يتنافس لنيل جائزة أفضل مدير فني، وكذلك الأهلي المصري، الذي دخل ضمن القائمة النهائية للمرشحين لجائزة أفضل فريق أفريقي، والمنتخب المصري الذي ينافس ضمن قائمة أفضل المنتخبات.
في المقابل، تمثل الحضور المغربي في حفل جوائز الأفضل في فريق الوداد البيضاوي، الذي ينافس للحصول على جائزة أفضل فريق، بينما دخل مدربه الحسين عموته ضمن قائمة المرشحين لنيل جائزة أفضل مدير فني.
جوائز "كاف" هي جوائز سنوية يمنحها الاتحاد الأفريقي لأفضل المنتمين للعبة في القارة السمراء، وتكون تصنيفها كالتالي (لاعب العام، لاعبة العام، ناشئ العام، مدرب العام، أفضل ناد للعام، أفضل منتخب رجال، أفضل منتخب سيدات). ونظم حفل تسليم هذه الجوائز لأول مرة في عام 1970 تحت مسمى جائزة الكرة الذهبية الأفريقية، وكانت تسلم من مجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية، التي استمرت في تنظيم هذا الحدث حتى عام 1994، عندما اندمجت هذه الجائزة مع مجموعة جوائز كاف التي كان يسلمها الاتحاد الأفريقي، بدءا من عام 1992 واستمرت لمدة عامين قبل الاندماج.
يعتبر محمد صلاح، الذي يلعب في صفوف فريق ليفربول الإنجليزي أبرز المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2017، التي يتنافس للحصول عليها مع الغابوني بيير إيميريك أوباميانج مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني، والسنغالي ساديو ماني زميل صلاح في فريق ليفربول.
حقق صلاح، الذي يسعى لأن يكون ثاني لاعب مصري يتوج بالجائزة بعد النجم السابق محمود الخطيب الذي نالها عام 1983، العديد من الإنجازات في عام 2017، سواء مع منتخب مصر أو مع فريقي روما الإيطالي وليفربول الإنجليزي اللذين دافع عن ألوانهما خلال العام الماضي.
قاد صلاح منتخب مصر للتأهل لنهائيات كأس العالم المقرر إقامتها بروسيا الصيف المقبل، وذلك للمرة الثالثة في تاريخ الفراعنة والأولى منذ عام 1990، كما لعب دورا مهما في حصول المنتخب المصري على المركز الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بالجابون مطلع العام الماضي.
فيما يتعلق بالمسيرة الاحترافية لصلاح العام الماضي، فقد لعب دورا مهما في حصول فريقه السابق روما على المركز الثاني في ترتيب الدوري الإيطالي موسم 2016 / 2017، المؤهل مباشرة لمرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا، وذلك عقب تسجيله 15 هدفا وقيامه بـ13 تمريرة حاسمة، خلال 31 مباراة خاضها مع الفريق في المسابقة.
انتقل صلاح لصفوف ليفربول في شهر حزيران/يونيو الماضي مقابل 42 مليون يورو بالإضافة لثمانية ملايين يورو كمكافآت، ليكون اللاعب الأغلى في تاريخ الفريق الإنجليزي حينها. وبات صلاح /25 عاما/ النجم الأبرز في صفوف ليفربول، في عودته للدوري الإنجليزي الممتاز، ليمحو الصورة الباهتة التي بدا عليها خلال تواجده مع فريق تشيلسي الإنجليزي عام 2014.
أحرز صلاح 23 هدفا في 29 مباراة خاضها مع ليفربول في جميع البطولات العام الماضي، حيث سجل 17 هدفا مع الفريق في بطولة الدوري، احتل بها المركز الثاني في قائمة ترتيب الهدافين، بفارق هدف واحد خلف النجم الدولي الإنجليزي هاري كين، كما أحرز 5 أهداف في دوري الأبطال وهدفا وحيدا خلال الأدوار التأهيلية لمرحلة المجموعات بالمسابقة القارية.
خلال عام 2017 ، نال محمد صلاح الكثير من الجوائز بعد المستوى اللافت الذي قدمه طوال العام، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب أفريقي من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، كما فاز بجائزة أفضل لاعب في شهر تشرين ثان/نوفمبر الماضي من رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا، ثم من اتحاد الكرة الإنجليزي.
يواجه صلاح مهمة ليست بالسهلة أمام أوباميانغ وماني، حيث يعتبر اللاعب الجابوني أحد أبرز نجوم الدوري الألماني (بوندسليغا) حاليا، بعدما توج بلقب هداف البطولة في الموسم الماضي برصيد 31 هدفا في 32 مباراة، ليسهم في حصول فريقه على المركز الثالث في ترتيب المسابقة. واصل اللاعب الغابوني تألقه مع دورتموند في الموسم الحالي، حيث يعد هو هداف الفريق في البطولة حتى الآن برصيد 13 هدفا، بفارق هدفين خلف المتصدر النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونخ.
تسببت نجومية أوباميانغ، الذي حصل على جائزة أفضل لاعب أفريقي من كاف عام 2015، في تهافت الأندية الأوروبية الكبرى للحصول على خدماته في مقدمتها ريال مدريد الإسباني. وعلى المستوى الدولي، أخفق أوباميانج في تحقيق أي إنجاز يذكر مع منتخب الغابون، حيث ودع الفريق مبكرا كأس الأمم الأفريقية من مرحلة المجموعات، رغم إقامة المسابقة على ملاعبه، كما عجز عن قيادة الفريق للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، بعدما حصل على المركز الثالث في مجموعته بالتصفيات الأفريقية التي ضمت منتخبات المغرب وكوت ديفوار ومالي.
في المقابل، يتمثل الإنجاز الأبرز لساديو ماني في تأهل منتخب السنغال لمونديال روسيا، وذلك للمرة الأولى بعد غياب دام 16 عاما، بعدما تصدر مجموعته بالتصفيات التي ضمت منتخبات جنوب أفريقيا والرأس الأخضر (كاب فيردي) وبوركينا فاسو. ولم يظهر ماني بالمستوى الذي كانت تأمله الجماهير السنغالية في نهائيات أمم أفريقيا، التي ودعها المنتخب الملقب بـ(أسود التيرانجا) من دور الثمانية، على عكس ظهوره اللافت مع ليفربول خاصة في الموسم الماضي.
ساهم ماني في حصول ليفربول على المركز الرابع في ترتيب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، المؤهل لبطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما أحرز 13 هدفا وقام بصناعة ستة أهداف خلال 27 مباراة لعبها مع الفريق. ويتم اختيار اللاعب الفائز بالجائزة بناء على تصويت مدربي جميع المنتخبات الأفريقية الـ54 بجانب قائدي تلك المنتخبات، حيث يحصل اللاعب الذي يحتل المركز الأول في كل بطاقة من بطاقات التصويت على ثلاث نقاط، والثاني على نقطتين، والثالث على نقطة واحدة، ثم يتم جمع النقاط لتحديد اللاعب الأفضل الذي سيتوج بالجائزة.
من جانبه، يأمل منتخب مصر في الحصول على جائزة أفضل منتخب أفريقي، بعدما تواجد ضمن القائمة النهائية للمرشحين لنيل الجائزة، حيث يتنافس مع منتخبي الكاميرون ونيجيريا. ويعتبر منتخب مصر في طليعة المرشحين للحصول على الجائزة، عقب تأهله لنهائيات كأس العالم في روسيا، وذلك بعدما تصدر مجموعته في التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال، على حساب منتخبات غانا وأوغندا والكونغو.
في مطلع العام الماضي، صعد منتخب مصر للمباراة النهائية في كأس الأمم الأفريقية التي جرت في الغابون، وذلك في ظهوره الأول في المسابقة القارية بعد غياب دام سبعة أعوام، لكنه خسر 1 / 2 أمام نظيره الكاميروني، ليخفق في تعزيز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات تتويجا بالبطولة التي حصل عليها في سبع مناسبات.
سيواجه منتخب مصر منافسة شرسة من المنتخب النيجيري، الذي صعد لكأس العالم أيضا بعد تصدره لمجموعته الصعبة في التصفيات، التي ضمت منتخبات الجزائر والكاميرون وزامبيا، بالإضافة للمنتخب الكاميروني، الذي توج ببطولة كأس الأمم للمرة الخامسة في تاريخه، محققا مفاجأة من العيار الثقيل، خاصة بعدما شارك في البطولة مفتقدا سبعة من عناصره الأساسية.
في جائزة أفضل فريق، يطمح الوداد البيضاوي المغربي في الحصول على الجائزة، متسلحا بتتويجه بلقب بطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية في تاريخه، بعد غياب دام 25 عاما.
لم يكن التتويج الأفريقي هو الوحيد للوداد في العام الماضي، حيث حصل على لقب الدوري المغربي موسم 2016 / 2017 للمرة التاسعة عشر في تاريخه، غير أن مشاركته الباهتة في بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت بالإمارات الشهر الماضي وشهدت حصوله على المركز السادس إثر خسارته في مباراتيه اللتين خاضهما بالبطولة، تسببت في إصابة جماهيره بالإحباط في ختام عام 2017.
ويواجه الوداد منافسة شرسة من الأهلي المصري، الذي خسر أمام الفريق المغربي في نهائي دوري الأبطال العام الماضي، حيث يدخل الفريق الملقب بـ(نادي القرن في أفريقيا) سباق الترشيحات وفي جعبته لقبا الثنائية المحلية (الدوري المصري وكأس مصر) في الموسم الماضي، لكن خسارة الفريق للقب الأفريقي ربما ستؤثر على حظوظه في الحصول على جائزة أفضل ناد، رغم تخطيه عددا من الفرق الكبرى خلال مسيرته بالمسابقة في مقدمتها فريقا الترجي والنجم الساحلي التونسيان.
في المقابل، احتفظ تي بي مازيمبي من الكونغو الديمقراطية، المرشح الثالث لنيل جائزة أفضل ناد، بلقب كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية الأفريقية) للعام الثاني على التوالي، ليعيد البسمة إلى جماهيره عقب خيبة الأمل التي لحقت بها بعد وداع الفريق المفاجيء لبطولة دوري الأبطال من دور الـ32، ليضطر للانتقال إلى اللعب في كأس الاتحاد.
في سباق الترشح لجائزة أفضل مدرب لعام 2017، دخل الأرجنتيني هيكتور كوبر، مدرب منتخب مصر، ضمن قائمة المرشحين لنيل الجائزة، حيث يواجه منافسة صعبة من الحسين عموته مدرب الوداد، والألماني جيرنوت روهر مدرب منتخب نيجيريا.
ويطمح المدرب الأرجنتيني المخضرم /62 عاما/، الذي سبق له تدريب العديد من الأندية الأوروبية الكبرى في مقدمتها إنتر الإيطالي بلنسيه الإسباني، في الحصول على ثاني جائزة له خلال أسبوع واحد، بعدما حصل على جائزة (غلوب سوكر) العالمية كأفضل مدير فني لمنتخب عربي يوم الخميس الماضي. ولن تنسى الجماهير المصرية لكوبر قيادته لمنتخب بلادها للصعود إلى كأس العالم، على حساب منتخبات غانا وأوغندا والكونغو، ليعيد الكرة المصرية للواجهة العالمية للمرة الأولى منذ 28 عاما.
قاد كوبر منتخب مصر للثأر من نظيره الغاني الذي تسبب في إقصاء الفراعنة من مونديال البرازيل عام 2014، وذلك عقب فوزه على المنتخب الملقب بـ(النجوم السوداء) في تصفيات المونديال وخلال مشواره بأمم أفريقيا. وحقق مدرب المنتخب المصري إنجازا لا يستهان به خلال بطولة أمم أفريقيا بعدما قاد الفريق للصعود إلى المباراة النهائية في البطولة التي غاب عنها الفريق خلال النسخ الثلاث السابقة.
من جانبه، ساهم روهر في إعادة الاتزان مرة أخرى للمنتخب النيجيري، الذي فشل في الصعود للأمم الأفريقية في النسختين الماضيتين، ليقوده للصعود إلى المونديال الروسي. أما عموتة، فنجح في قيادة فريقه الوداد البيضاوي لاعتلاء منصة التتويج الأفريقية بعد غياب دام 25 عاما، ليصعد بالفريق إلى بطولة كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخ الفريق المغربي.
ويتنافس على جائزة ناشئ العام كل من السنغالي كريبين دياتا والزامبي باتسون داكا والمالي سالام جيدو، بينما تتصارع النيجيرية أسيسات أوشوالا والجنوب أفريقية كريستينا كجاتلانا والكاميرونية غابرييل أبودي على جائزة أفضل لاعبة. أما جائزة أفضل منتخب للسيدات، فتتنافس عليها منتخب جنوب أفريقيا ومنتخبا غانا ونيجيريا (للآنسات تحت 20 عاما).
أرسل تعليقك