رام الله ـ ناصر الأسعد
يُعد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أكثر شخصية نجت من محاولات اغتيال عبر التاريخ، فأبو عمار الذي توفي في ظروف غامضة قد تكون ناتجة من عملية قتل من طريق السمّ أو ما شابه، حيث نجا من العديد من محاولات الاغتيال خلال حياته التي استمرت 75 عامًا.
ونجا عرفات من الموت للمرة الأولى في عام 1964 عندما قرر الموساد الإسرائيلي اقتحام مكتب تابع لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة فرانكفورت الألمانية، وقتل من في داخله ومن بينهم عرفات. إلّا أن العملية توقفت في اللحظات الأخيرة رغم نسبة نجاحها المرتفعة.
والمحاولة الثانية كانت عام 1967 عندما اقتحم جيش الاحتلال منزلاً يقطنه عرفات في الضفة الغربية، إلّا أن الأخير كان قد غادر قبل وصول الجيش الإسرائيلي بدقائق معدودة.
وبعد هذه المحاولة بعام واحد حاول جيش الاحتلال، تجنيد أسير فلسطيني من خلال عملية غسل دماغ على طريقة فيلم هوليودي يحمل اسم "مبعوث منشوريا" ليغتال عرفات. الّا أن العملية فشلت عندما قام الأسير، بعد 5 ساعات من إطلاق سراحه، بتسليم نفسه للشرطة المحلية، وروى لهم ما حاول الإسرائيليون فعله.
وفي عام 1981 كان عرفات الهدف الأول لوزير الأمن الصهيوني آنذاك أرييل شارون، وبحسب مجلة "النيويورك تايمز" فإن شارون أعطى الضوء الأخضر للقيام بعملية اغتيال كبيرة، من خلال زرع قنابل تحت مقاعد الشخصيات المهمة جداً في مبنى ملعب بيروت البلدي، والذي كان يفترض أن تجتمع فيه قيادة منظمة التحرير في الأول من كانون الثاني عام 1982، لاغتيال جميع قادة المنظمة بمن فيهم عرفات. إلّا أن هذه العملية توقفت بعد تخوف مجموعة من ضباط الاستخبارات الأميركية منها، فأوعز رئيس الحكومة الاسرائيلية حينها مناحيم بيغين بوقف العملية.
وفي حزيران من العام 1982 توجه صحافي يدعى يوري أفنيري إلى بيروت لإجراء مقابلة مع عرفات، عندها قررت الوحدة الخاصة استغلال وصول الصحافي لمقابلة عرفات من أجل إدخال مجموعة تغتاله مباشرة. الّا أن الرئيس الفلسطيني اشتبه فيهم والعملية باءت بالفشل كما فشل عناصر الوحدة في تتبع تحركاته لاغتياله.
وبعد هذه الحادثة بشهرين جرت محاولة جديدة لاغتيال عرفات جوًا، حيث قصفت مكاتبه الّا أن عملية القصف حصلت قبل وصوله. كما أن محاولات شارون الفاشلة لاغتيال عرفات لم تقف عند هذا الحد، فالقوات الاسرائيلية استمرت برصده عاماً كاملاً بعد حادثة القصف الجوية، إلّا أنها لم تتمكن من الوصول الى مبتغاها.
يذكر أن الرئيس عرفات قد نجا أيضاً من حادثة تحطم طائرته الخاصة في الصحراء الليبية.
قد يهمك أيضًا:
الرئيس الراحل ياسر عرفات أراد أن يكون "أوسلو" معبرًا مؤقتًا للدولة الفلسطينية
روبرت فيسك يروي وجهات نظر الصحافي الإسرائيلي الراحل أوري أفنيري
أرسل تعليقك