يكرّم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الثلاثاء 46 شخصية إماراتية رائدة ومتميزة في المجال الخيري والإنساني، في إطار الدورة الرابعة من مبادرة أوائل الإمارات، ويتم التكريم ضمن حفل وطني في أبوظبي، بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني 46، وذكرى تأسيس الاتحاد، وبهذه المناسبة، أبدى عدد من المكرّمين في دورات سابقة ضمن مبادرة أوائل الإمارات، فخرهم بهذه المكرمة العظيمة على نفوس أبناء الإمارات كونها تحتفي برواد العمل الوطني على مختلف الأصعدة، وتُعلي شأن ما قدموه بفكرهم وجهدهم.
وقالوا إن تكريمهم والاحتفاء بمنجزاتهم زادهم شرفًا ونجاحًا وتميزًا، كما عمق مفهوم القدوة الحسنة والمثال لدى الأجيال المتعاقبة التي من حقها معرفة تاريخها الحديث والتعرف إلى أشخاص كانوا يعملون بجد وإخلاص ومن دون انتظار أي مرود سوى رفعة هذا الوطن، مؤكدين أن هذه المبادرة تشكل حافزًا للشباب نحو مزيد من الإبداع والابتكار في شتى المجالات.
وقالت الدكتورة حصة لوتاه التي كانت من الأوائل المكرمين في دورة 2015، كأول مخرجة تلفزيونية في الإمارات بين الفترة 1983 و1990، وعملت صحافية في صحيفة الخليج عام 1980، وأستاذة جامعية لها الكثير من البحوث والدراسات، كما أن لديها دراسات باللغة الإنجليزيةعدة، إن الدولة لم تقصر يومًا في تعليم أبنائها وتقديم سبل الدعم كافة، كما توجت ذلك بالكثير من المبادرات التي تهدف إلى تكريم كل شخص أعطى ومازال يعطي بإخلاص ردًا لجميل هذا الوطن.
وأشارت الدكتورة حصة إلى أن جيلها تربى وتمتع بمساحات من الحرية، حيث كان الطفل يحضر كل ما يدور في جلسات الكبار من فنون الشعر وإلقاء الروايات والحكايات، ويشارك فيها، كما كان الأطفال يصنعون ألعابهم بأنفسهم، مما أدى إلى تنمية الجانب الإبداعي لديهم، داعية جميع المبدعين والمفكرين وكل من ساهم بالعطاء لهذا الوطن في التقدم لمبادرة أوائل الإمارات، ولفتت إلى أن تكريمها زادها شرفًا، كما عمق مفهوم القدوة الحسنة والمثال لدى الأجيال المتعاقبة التي من حقهم معرفة تاريخهم الحديث والتعرف إلى أشخاص كانوا يعملون بجد وإخلاص ومن دون انتظار أي مرود سوى رفعة هذا الوطن.
وعملت لوتاه في تلفزيون دبي عام 1983، وهي المرحلة التي أخرجت فيها الكثير من البرامج الاجتماعية الهادفة، قبل أن تتجه إلى مجال التدريس في جامعة الإمارات، فتخرج على يديها أجيال متعددة من الإعلاميات اللائي شققن طريقهن بنجاح، سواءً في الإذاعات أو القنوات التلفزيونية والصحف المحلية، ولاتزال لوتاه ترفد الساحة الإعلامية والأدبية والثقافية بآرائها وأبحاثها الكثيرة، إذ تعد أيضًا من أولى الإماراتيات اللائي اتجهن لإنجاز رسالة الدكتورة ودراسة فنون الإخراج والسينما في الولايات المتحدة الأميركية.
وترى لوتاه أن الحاضر يفرض تحديات كثيرة على الإعلامي أيًا كان موقعه، ليكون مشاركًا بفعالية في إثراء النسق الحضاري للمجتمع، عبر التصدي لأولويات المجتمع، بصيغة تحليلية واعية، تكون فيها المسؤولية والدور المنوط بالإعلامي المحركين لكل ممارسة مهنية، علمًا أن الدكتورة حصة لوتاه حصلت على جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي عن درجة الماجستير، وجائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي عن درجة الدكتوراه في الفلسفة - اتصال جماهيري فرع دراسات أنثوية وماجستير آداب - إعلام وتنمية فرعي دراسات الشرق الأوسط من مدرسة الدراسات الدولية من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة وبكالوريوس فنون جميلة - صناعة الفيلم، وبدأ عملها كمعيدة في الجامعة عام 1990 وأصبحت مدرسًا مساعدًا عام 2000، وهي صاحبة قلم متزن في تناول القضايا الخليجية والعربية، ولديها مجموعة قصص قصيرة بعنوان "الصحراء ورد".
وأوضحت أماني الحوسني أول مهندسة نووية في الإمارات، أنه كان لها عظيم الشرف لاختيارها من ضمن الدفعة الأولى من أوائل الإمارات، وأن ذلك أوجد مسؤولية كبيرة على عاتقها، بخاصة أن هذا المجال يحمل كثيرً من الطموحات والآمال للدولة، من خلال تأثيره المستقبلي، مشيرة إلى أنها تبارك للفائزين بجائزة أوائل الإمارات 2017 وتهنئهم على هذا الإنجاز، وأضافت أنه مع هذا الشرف تأتي مسؤولية خدمة هذه الأرض الطيبة وهذا الوطن المعطاء، من أجل بذل المزيد من الجهود لإلهام الأجيال الشابة للتميز في مجالاتهم، لتحقيق مستقبلٍ أجمل لدولة الإمارات العربية المتحدة، لافتة إلى أن قصص النجاح الإماراتية في مختلف المجالات، تنطلق من توجيهات ودعم القيادة الرشيدة، التي تصوغ الخطط والاستراتيجيات وتؤمن بقدرات الشباب على تنفيذها.
وكشفت أن مبادرة أوائل الإمارات تعتبر حاضنة للإبداعات الوطنية التي تصنع الفارق بمجهوداتها في جميع المجالات، وأن تكريمهم يعطي حافزًا كبيرًا لهم لاستكمال إسهاماتهم، فضلًا عن أنه يحفز ويعطي رسالة للباحثين على التميز لنهج خطاهم، والإصرار على نجاحهم حتى يتحقق وينعكس استفادة للإمارات ومشاريعها وخططها التنموية.
فخر
وعبر المهندس سالم حميد المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في "مركز محمد بن راشد للفضاء"، عن فخره أن يكون من بين المكرمين في مبادرة "أوائل الإمارات"، كأول مدير مشروع قمر صناعي أطلقته الدولة في العام 2009، مشددًا على أن "دبي سات-1"، له أهمية كبرى لقطاع الفضاء الإماراتي، إذ إنه الخطوة الأولى التي كرست صناعة الأقمار الصناعية في الدولة، وبداية اكتساب مهارات تكنولوجيا الفضاء من خلال برنامج نقل المعرفة مع الشريك الاستراتيجي في كوريا الجنوبية، حتى أصبحوا بعد 10 أعوام على أتم الاستعداد لتصنيع قمر صناعي على أرض الدولة بقدرات وخبرات إماراتية.
وأكد المري أن خدمة الوطن واجب على كل مواطن، خصوصًا أن الإمارات قدمت لنا الكثير، معتبرًا أنه يعتز أن يكون من الرعيل الأول في مجال الفضاء في الدولة، وجزءً من الفريق الذي يقود برامج الفضاء الوطنية حاليًا، مشددًا على أن قصة النجاح الإماراتية في مجال الفضاء، مصدرها توجيهات ودعم القيادة الرشيدة، التي تصوغ الخطط والاستراتيجيات وتؤمن بقدرات الشباب على تنفيذها وأنهم في مركز محمد بن راشد للفضاء خير مثال على الثقة الكبيرة بشباب الوطن.
ولفت المري إلى أن مبادرة أوائل الإمارات مهمة جدًا لتحفيز الشباب والأجيال على الإنجاز والإبداع والابتكار في شتى المجالات، معتبرًا أن المجتمع الإماراتي يزخر بالكفاءات التي لا تألو جهدًا في عكس الوجه المشرق لدولة الإمارات ورفع اسمها عاليًا في جميع المحافل على مستوى العالم.
وشدد أطباء أوائل كرُموا عام 2014 بجائزة أوائل الإمارات، على أهمية الاجتهاد والتميز في الدراسة والعمل، وعدم التفكير في الشهرة أو الجوائز، مؤكدين أن تكريمهم أحدث تغييرًا جذريًا في حياتهم المهنية والاجتماعية، وجعلهم أكثر إصرارًا على مواجهات التحديات وبذل المزيد من العطاء وطنهم والإنسانية جمعاء، كما أكدوا أن الإمارات موطن للنماذج الرائدة في العمل والتخصصات العلمية، وتزخر بأصحاب الإنجازات العظيمة الذين كتبوا قصص نجاح وتميز على الصعيدين المحلي والعالمي، فصاروا أمثلة وقدوة للمجتمع الذي يفخر بهم وبعطائهم وإنجازاتهم التي رفعت اسم الوطن عاليًا في جل المحافل الدولية، داعين أصحاب الإنجازات التي لم يسبق إليها أحد قبلهم، ومن كان لهم السبق في تخصص معين أو عمل معين، إلى إبراز تميزهم وإنجازاتهم، والتسجيل والترشح لجائزة أوائل الإمارات.
وقالت الدكتورة حواء المنصوري صاحبة براءة اختراع جهاز لتسهيل إدخال انبوب القسطرة عبر الوريد في عمليات القلب "أحث الناس على الاجتهاد في مجالاتهم، وعدم التفكير في الجوائز أو الشهرة، لأن التفوق في العمل يجب أن يكون الهدف الأسمى، ثم مساعدة الإنسانية، سواءً كان بتحديث علم معين أو بعمل خيري"، كما أن الشجاعة ودفع النفس واجتياز حدود القدرات التي يعتقد الشخص أنها لديه، هي أمور مطلوبة، فربما هذه ليست الحدود، ولن يكتشف الشخص قدراته الحقيقية إلا بالتغلب على مخاوفه وتحدي هذه الحدود.
وتعد والدكتورة حواء المنصوري حاصلة على براءة اختراع من الولايات المتحدة الأميركية على هذا الإنجاز في المجال الطبي، وهي أول طالبة غير أميركية تتخرج من كلية الطب في جامعة واشنطن، وحاصلة على البورد الأميركي في تخصص الباطنية، إذ ذهبت إلى الولايات المتحدة فور حصولها على شهادة الثانوية العامة، مبتعثة من ديوان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وكان الهدف حصولها على شهادة الطب، فكانت نموذجًا للمواطن الإماراتي المجتهد، وعادت من هناك حاملة خمس شهادات في الطب وعلم النفس وبيولوجيا الأعصاب، إلى جانب شهادة براءة اختراع لجهاز طبي ييسر جراحات القسطرة القلبية.
وأكدت الدكتورة حواء المنصوري أن تكريمها بجائزة أوائل الإمارات منحها دفعات للتقدم إلى الأمام، وزاد حبها للعمل، ومكّنها من مواجهة التحديات بثقة أكبر، مثلما عزز لديها قناعة بأن العمل والمجهود اللذين يبذلهما الإنسان المجتهد سيثمران تميزًا وتفوقًا وتكريمًا، وأضافت "لا يمكن وصف هذا الاحساس والفخر، وفرحتي بذاك التكريم لا حدود لها خصوصًا وأن القيادة الحكيمة أدركت مجهودي، ناهيك عن فرحة العائلة وفخرهم بهذا المجهود، حتى أن مرضاي أيضًا يفتخرون بوجودي وتكريمي وعملي، والحمد لله، عندنا الكثير من النماذج الإماراتية وقصص التفوق والنجاح التي يمكن الاقتداء بها والسير على نهجها للوصول إلى التميز والإبداع".
دعا الدكتور محمد عبد العزيز العلماء، أول جراح تمكّن من زرع جهاز مراقبة وقياس ضغط المخ ودرجاته عبر مستقبل لاسلكي، أصحاب الإنجازات التي لم يسبق إليها أحد قبلهم، ومن كان لهم السبق في تخصص معين أو عمل معين أن يرشحوا أنفسهم من دون تردد أو تأخير، وأكد أن تكريمه ضمن أوائل الإمارات وتحديدًا من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، كان له بالغ الأثر على حياته المهنية والاجتماعية، حيث أصبحت معروفًا للجميع والكل يشهد لي بالتفوق والتميز، ويعتبرونني قدوة، وكذلك حصولي على درع "بكم نفتخر" من هيئة الصحة في دبي وكذلك أبنائي يعتزون بمنزلة أبيهم ويتمنون أن يكونوا مثله.
تتويج
وأضاف "هذا التكريم تتويج لإنجازاتنا ودعم لجهودنا للعمل المتميز، وهو تأكيد على اهتمام الراعي برعيته، وترسيخ لمبادئه بأن نكون في الصدارة، مثلما يشجعنا على المضي قدمًا نحو المزيد من الإنجازات النادرة التي تصب في مصلحة الوطن، كما أن هذا التكريم شجع الكثير من أبناء الوطن كبارًا وصغارًا على أن يتنافسوا للتميز في تخصصات ومجالات نادرة ومهمة وبث روح الهمة والعزيمة والإرادة لعمل للسعي نحو القمة".
وقال "تكريم الأوائل، ونشر أسمائهم بين الحين والآخر، وإجراء مقابلات تلفزيونية وصحافية معهم عن كيفية استحقاقهم لهذا التكريم، يبعث روح الأمل والتفاؤل بين أفراد المجتمع ويحفزهم للاستفادة من خبرات المكرمين مع تطوير السبل والوسائل لتقديم إنجازات أكبر لم تكن بالحسبان".، علمًا أن الدكتور محمد العلماء درّس في جامعة جوثنبورغ ومستشفى ساهلغرينسكا في السويد، وهو من أكبر المستشفيات الجامعية في أوروبا، ونال فيها شهادة الطب البشري وشهادة البورد السويدي في جراحة المخ، وبعدها تخصص في جراحة مخ الأطفال، وتخصص الآلام العصبية، وقدّم الكثير من الدورات التدريبية في مجال جراحة الأعصاب في السويد والنرويج وألمانيا وسلوفينيا وكرواتيا وغيرها.
وحصل على شهادة في الإدارة للأطباء وكان أول طبيب أجنبي يُقبل لدخول الدورة التدريبية، حيث كانت مقتصرة على السويديين، علاوةً على قيامه بتقديم الكثير من الدورات المتعلقة بالدكتوراه في مجال الأبحاث المتعلقة بالحيوانات، والدكتور هو عضو مجلس علماء الإمارات، والسكرتير العام لجمعية الإمارات لجراحة الأعصاب، ورئيس الجمعية الخليجية لجراحة المخ، والسكرتير العام للجمعية العربية لجراحة مخ الأطفال.
أرسل تعليقك