رجحت مصادر في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمس، أن يقلد قطب العقارات رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني حقيبة وزارة الخارجية، بينما استمرت الاجتماعات في فريق العمل الذي كلفه ترامب تشكيلة الإدارة المقبلة وعملية الانتقال إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني المقبل 2017، وسط ترجيحات بتولي مسؤولين سابقين في إدارة جورج بوش الابن أيدوا اجتياح العراق في العام 2003.
وعقد ترامب أمس، لقاءات عدة مع نائبه مايك بنس في نيويورك لبحث تشكيلة الإدارة المقبلة، فيما قالت مستشارة مقربة منه، إن جولياني يبدو في موقع جيد لتولي حقيبة الخارجية. وقالت كيليان كونواي التي تولت إدارة حملة ترامب لشبكة "فوكس نيوز": لقد تم التداول باسمه بشكل جدي لتولي منصب وزير الخارجية، وهو مؤهل لهذه المهمة.
وبشأن احتمال تعيينه وزيراً للخارجية قالت كونواي: "هذا ممكن، لقد تحدثت مع جولياني بالأمس خلال مناسبة هنا في واشنطن، وقال أعلنا أنه لن يكون وزيرًا للعدل". وأضافت: ستكون هناك تعيينات جديدة هذا الأسبوع . وأشارت الى أن ترامب يعقد اجتماعات ويجري اتصالات، مشيرة إلى أن قسماً من الفريق الانتقالي يعمل انطلاقاً من واشنطن.
من جهته، قال جيسون ميلر المكلف بشؤون الإعلام في الفريق الانتقالي إن ترامب ونائبه مايك بنس سيتداولان عددًا من الأسماء لتشكيلة الحكومة المقبلة. وحسب شبكة "سي إن إن" نقلاً عن مصدر لم تكشف هويته فإن المداولات تجري في أجواء مشحونة. ورجحت مصادر أن تسلم وزارة الخزانة لستيف منوتشين المسؤول السابق في مصرف "غولدمان ساكس"، والمسؤول السابق في المصرف المذكور.
ويبدو أن الرئيس المنتخب يواجه صعوبة في التوفيق بين وعده الانتخابي بزعزعة المؤسسات القائمة في واشنطن، وضرورة الاستناد إلى فريق من المهنيين الذين لديهم علاقات جيدة بأعضاء الكونغرس. وكانت وسائل الإعلام الأميركية أشارت بين الأسماء المتداولة لتولي منصب وزير الخارجية، السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون الذي كان من أشد مناصري اجتياح العراق في العام 2003. وقال مستشار الرئيس المنتخب بريبوس أمس، إن ترامب يستعد لقيادة أميركا، وأضاف في حديث لشبكة "أي بي سي" أن الرئيس المنتخب سيعالج خلال المئة يوم الأولى في الرئاسة قضايا بينها مكافحة الهجرة غير الشرعية والتخفيضات الضريبية وفهم السياسة الخارجية ومكانة أميركا في العالم وتعديل قانون أوباما للرعاية الصحية (أوباماكير). معربًا عن اعتقاده بأن "لدينا فرصة للقيام بجميع هذه الأمور نظراً إلى أننا نسيطر على مجلسي النواب والشيوخ، ولدينا كونجرس مستعد ومتحمس لإنجاز المهمات".
وعقد الممثل الجمهوري عن ولاية "لويزيانا" ستيف سكاليس، والمتحدث باسم الحزب الجمهوري بول رايان، وزعيم الأغلبية الجمهورية وزعيم الأغلبية كيفن مكارثي مؤتمرا صحفيا أمس، في الكابيتول هيل وهم يدعون إلى "إعادة أميركا العظمى مرة أخرى"، بانتخاب ترامب.
وقال المسؤول الصحفي في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جوردون تروبريدج، إنه حتى بعد ظهر أمس، لم يتم أي تواصل حتى الآن. وخلال الأسبوع الماضي قال ممثل لوزارة الدفاع إن البنتاجون في انتظار تواصل من جانب فريق ترامب.
وأدلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إليزابيث ترودو، برد مشابه عندما سئلت خلال مؤتمر صحفي عما إذا كانت لديها أي أخبار تخص العملية الانتقالية، قائلة إن لا أحد من الطرفين قد تواصل مع الآخر بعد، مضيفة أن هذا ليس أمراً غير معتاد. وقالت إن الوزارة مستعدة لمساعدة الفريق الانتقالي وتقديم الدعم لهم بينما نمضي نحو يوم التنصيب، ولكن ليست لدي أي تحديثات.
وقال مسؤولون جمهوريون إنه رغم معارضة ترامب المعلنة للاجتياح الأميركي للعراق في 2003، فإنه يفكر في إسناد مناصب عليا في الأمن القومي في إدارته لمؤيدين بارزين لهذه الحرب. ومن بين الأشخاص الذين قد يجدون أماكن في فريق ترامب المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية الأميركية جون بولتون ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق جيمس وولسي.
من بين المشاركين أيضا في التخطيط الانتقالي لرئاسة ترامب، فريدريك فليتز وهو أحد كبار مساعدي بولتون، الذي عمل في وقت سابق في وحدة وكالة الاستخبارات الأميركية التي أيدت كثيرا من معلومات الاستخبارات غير الدقيقة بشأن برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية.
ورغم استحالة توقع كيف ستتشكل السياسة الخارجية لترامب، قال مسؤول أميركي عمل في العراق، إن المدافعين عن اجتياح 2003 ربما يكونون أكثر ميلاً لإرسال قوات أميركية إضافية لقتال تنظيم "داعش" رغم عدم وجود اتفاق بشأن وضع القوات يحمي الأميركيين من التعرض لمساءلة قضائية في العراق. وقال بول بيلار الذي كان كبير مسؤولي الاستخبارات الأميركية عن الشرق الأدنى من عام 2000 حتى عام 2005، إنه نظراً لأن ترامب ليس لديه خبرة في السياسة الخارجية، فإن ترشيحاته للمناصب الرفيعة ستكون مهمة.
وقال بيلار إن التفكير في بولتون، بالإضافة إلى وولسي وآخرين "دليل آخر على كيف أن هؤلاء الذين أيدوا أحد أكبر الأخطاء في السياسة الخارجية الأميركية، لم يتم فقد الثقة فيهم بشكل يكفي لاستبعادهم من حوار واشنطن للسياسة الخارجية."
إلى ذلك، دخلت مظاهرات الاحتجاج على فوز ترامب أسبوعها الثاني، وردد آلاف الطلاب عبارات مثل "ليس رئيسي" بعد الخروج من فصول الدراسة في أنحاء البلاد. وجاءت أحدث الاحتجاجات ضد اختيار ترامب لستيفن بانون وهو شخصية يمينية متشددة، مساعدا رئيسيا له في البيت الأبيض. وقدرت منطقة المدارس الموحدة في لوس أنجلوس أن نحو 4 آلاف طالب خرجوا من الفصول، وفي سياتل قال مسؤولون إن 5 آلاف طالب خرجوا من الفصول في 20 مدرسة عليا ومتوسطة. فيما قالت سلطات بورتلاند بولاية أوريجون ومقاطعة مونتجمري في ولاية "ميريلاند" وفي منطقة الخليج في "سان فرانسيسكو" إن مئات الشبان نظموا كذلك مسيرات احتجاج.
أرسل تعليقك