أكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن "دولة الإمارات حريصة على أن تكون دائماً في مصاف المتميزين محافظةً على موقعها في مقدمة الدول الداعمة للفكر المبدع الذي يمثل قاطرة التطوير وأساسًا مهمًا من أسس التنمية"، معرباً "عن سعادته وارتياحه للوتيرة التي تسير بها الإنجازات المتحققة ضمن شتى القطاعات والتي تبعث على الاطمئنان والثقة في امتلاك أبناء الإمارات لكافة المقومات التي تمكنهم من مواصلة إحراز نجاحات نوعية وإنجازات تدعم أهداف التنمية الشاملة".
وقال إن "عملية التطوير المستمرة للقدرات الاقتصادية المحلية تتطلب تشجيع الفكر المبدع وتهيئة البيئة الداعمة له وتستدعي النظر في كافة الأفكار المطروحة لاسيما من الشباب مهما كانت غير تقليدية أو تبدو في ظاهرها بعيدة عن إمكانية التطبيق، وإخضاع كافة الأفكار للبحث والدراسة نظراً لكون الإبداع هو نهج التفكير فيما وراء التقليدي وهو الذي يضع الخط الفاصل بالغ الدقة بين النجاح والتميز".
وأضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائلاً خلال تدشينه المرحلة الثانية والأخيرة من "قناة دبي المائية": إن "كل إنجاز نحتفل به وكل نجاح نحققه هو حافز لنا أن ننظر إلى الأمام بنظرة ملؤها الإصرار والعزيمة على الذهاب إلى مسافات أبعد في سباقنا نحو التميز، وأن نتحدى أنفسنا لإطلاق أفضل ما نملك من أفكار وأن نصل إلى الحدود القصوى من الإبداع وأن يكون الشباب حاضراً دائماً بقوة في قلب منظومة العمل بفكره المتطور وطموحاته الكبيرة وطاقته الإيجابية التي نراها محرك دفع رئيسياً لقاطرة التنمية لكي نصل إلى ما نأمله من درجات أسمى من الرفعة والتقدم وأن تكون إنجازاتنا دائماً سبباً في سعادة المواطن والمقيم والزائر على حد سواء".
وقد أشاد بهذا الإنجاز الطيب والسرعة والأسلوب النموذجي الذي تم تنفيذ المشروع به، وقال سموه إن القناة الجديدة تُعدُّ إضافة مهمة لمعالم دبي الحديثة تذكرنا بالأمجاد التي صنعها جيل المؤسسين لاسيما مع قيام المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، بإطلاق مشروع توّسعة الخور والذي يصنفه المؤرخون على أنه المحطة الأولى التي انطلقت منها مسيرة تطوير دبي وصولاً إلى ما أصبحت عليه اليوم من مكانة جعلتها محط إعجاب وتقدير العالم.
وقال سموه على "تويتر": دخلت دبي اليوم مرحلة جديدة معمارياً وتجارياً وجغرافياً عبر استكمال خور دبي ليصل لمياه الخليج العربي.. وليستكمل رحلة بدأت في 1959، متابعاً: وصول خور دبي للخليج العربي أكمل رحلة بدأها الشيخ راشد ليصبح قلب دبي اليوم محاط بمياه الخليج ودفء الخليج من كل الجوانب.
وحضر حفل التدشين الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي، والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد نائب حاكم دبي، يذكر أن تكلفة قناة دبي بلغت 3.7 مليار درهم للقناة الكاملة على امتدادها البالغ 12 كيلومتراً بدءاً من خور دبي وحتى مياه الخليج العربي.
وكانت دبي القابضة قد قامت بتنفيذ المرحلة الأولى من القناة المائية بتكلفة مليار درهم وامتداد تسعة كيلومترات بدءاً من منطقة رأس الخور مروراً بمنطقة الخليج التجاري وصولاً إلى طريق الشيخ زايد، ليعدُّ بذلك هذا الممر المائي شرياناً حيوياً جديداً وإضافة مهمة سيكون لها أثرها في تعزيز الحركة السياحية لكونها ستضم العديد من المنشآت والمرافق السياحية التي ستسهم في تطويرها أيضاً مجموعة دبي القابضة وذلك في إطار التزامها بتقديم مشاريع نوعية تدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإمارة.
وتتولى دبي القابضة عبر ذراعها العقارية مجموعة دبي للعقارات تنفيذ مشروع "مراسي الخليج التجاري" وهو المشروع الأكبر لتطوير امتداد قناة خور دبي ضمن "الخليج التجاري" وبكلفة تزيد على المليار درهم، ويتضمن المشروع بناء واجهة مائية على قناة الخور بطول 12 كيلومتراً تضم أطول متنزه سياحي على مياه دبي بالإضافة إلى بناء خمسة مراسي لليخوت والقوارب كما يضم المشروع وحدات سكنية ومرافق سياحية فريدة التصميم كونها عائمة على سطح مياه القناة، إضافة إلى نادٍ لليخوت والسياحة البحرية ومساحات للمنافذ التجارية والترفيهية على امتداد رصيف مائي جديد إلى جانب مجموعة من المرافق السكنية المتنوعة والحدائق والمساحات الخضراء على امتداد القناة.
واستمرت جولة الشيخ محمد بن راشد في القناة حيث عبر اليخت أسفل الشلال المائي على جسر شارع الشيخ زايد، ثم عاد مرة أخرى في الاتجاه المعاكس وصولاً إلى محطة حديقة الصفا للنقل البحري، بعدها ترجّل من المركب عابراً جسر المشاة الأول حيث التقى مجموعة من الأطفال الذين قدموا له الشكر على هذا الإنجاز الضخم الذي حوّل المنطقة إلى معلم حضاري عالمي.
بعد ذلك، توجّه في جولة في الممشى ليصل إلى مقر تدشين النصب التذكاري للقناة، حيث تسلّم من مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات لؤلؤة قام بوضعها على منصة التدشين ليظهر النصب التذكاري كمجسم أسطواني ضخم تندفع داخله مياه غزيرة على أشكال تمثل البيئة البحرية لدبي، لتنطلق الألعاب النارية في جسر القناة على شارع الشيخ زايد وفي حديقة الصفا، كما تمت إضاءة "برج خليفة" والإعلان عن افتتاح القناة.
وأعرب الشيخ محمد بن راشد عن سعادته بافتتاح قناة دبي المائية. وقال في تصريحات صحفية عقب تدشين القناة: إن مشروع خور دبي يمتد لحوالي 12 كيلومتراً، وهذه القناة تبلغ الطول نفسه، وفي الماضي كان خور دبي يمر بمنطقة غدير الطير منطقة برج خليفة حالياً، ثم يدخل إلى البحر الشمالي، ولكن دفن في السابق بسبب الرمال والآن أعدنا الخور إلى ما كان عليه. وأضاف: عندما أعلنا عن المشروع كان هنالك الكثير من المتشائمين والخبراء يقولون إن ذلك سيؤثر على البيئة، ولكن المشروع حسن البيئة، ويعد إنجازاً جديداً لدولة الإمارات، نحن لن نتوقف عندما يشك فينا الآخرون، وإن شاء الله هناك المزيد.
أرسل تعليقك