دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويقود إلى المزيد من تفاقم الانقسام
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد الإعلان عن قوّة من 30 ألف جندي وترحيب إسرائيلي سعودي

دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويقود إلى المزيد من تفاقم الانقسام

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويقود إلى المزيد من تفاقم الانقسام

دور واشنطن في سورية يقلق تركيا ويحبط اتفاق السلام
واشنطن - يوسف مكي

غابت الولايات المتحدة الأميركية أحد وسطاء القوى الرئيسين، عن حضور مؤتمر سوتشي في روسيا، والذي يعد خطوة أولى في محادثات السلام في سورية، وذلك مع دخول 1500 مندوب إلى المدينة الروسية، وانهارت محادثات سوتشي للسلام والتي توسطت فيها روسيا وتركيا وإيران، وبالتالي أخذ الصراع يتصاعد في سورية.

ويعتقد عدد قليل جدا في المعارضة السورية أنهم أو نظام الرئيس السوري بشار الأسد يمكنهم تقرير ما سيحدث في المرحلة المقبلة، ولكن حتى مع تفكير تلك القوى الثلاث التي لها وجود على الأرض السورية، اتخاذ خطوة مقبلة، قامت الولايات المتحدة بنشر قوات برية لها في شمال وشرق سورية، وهي قوة عسكرية عربية كردية تحارب بالوكالة عن واشنطن، وتعيد بناء الدولة في المناطق المحررة من تنظيم "داعش".

وأقاموا منطقة تمتد شرق الفرات إلى الجنوب باتجاه الحدود العراقية، تماما كما فعلت القوى الإقليمية الأخرى، وتسيطر تركيا ووكلائها الآن على المنطقة الواقعة شمال حلب، في حين أن الفارس الروسي وإيران يسيطران على وسط سورية، وعلى مقربة من الحدود الإسرائيلية، ولكن في الوقت الذي طمأن فيه الوجود الأميركي حلفائه مثل السعودية وإسرائيل، اللتين تدعمان هذا الوجود الطويل الأمد في المنطقة، إلا أنه يُشعر تركيا بالقلق، والتي تخشى من الاعتماد الأميركي على الميليشيات الكردية لقيادة مثل هذا الجهد الذي سيضر بأمن الحدود التركية، كما أنه يخاطر بتدعيم الانقسامات داخل سورية، مما يوجد مساحة خارجة عن سيطرة أي حكومة سورية مستقبلية وتحت مظلة أمنية أميركية، مما يجعل احتمال التوصل إلى تسوية سلمية وسورية موحدة أبعد من أي وقت مضى.

وفي هذا السياق، قال مصدر سوري يعمل مع الولايات المتحدة الأميركية في محافظة الرقة، عاصمة "داعش" في سورية "الخطوط العريضة موجودة هناك، كما أن الحل السياسي في سورية سيكون في شكل اتفاق بين الدول حيث يتفق الأميركيون مع الروس والأكراد والإيرانيين ودول الخليج على من سيحتفظ بالنفوذ في مختلف المناطق"، مضيفا "بمجرد تقسيم الكعكة، سيكون هناك حل سياسي في سورية".

وتحدث ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي، في الشهر الماضي، عن استراتيجية واشنطن ضمن خطاب ألقاه في كاليفورنيا، وأشار إلى أن الوجود الأميركي من شأنه أن يوازن الوجود الإيراني في سورية، ويواصل محاربة فلول "داعش"، في الوقت الذي يتراجعون فيه إلى المخابئ الصحراوية، بجانب استقرار المناطق المحررة من "داعش" ودعم الإدارات المدنية المحلية، ولفت إلى أن الوجود سيكون طويل الأجل لضمان أن الاخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق لن تتكرر، ومنع عودة ظهور "داعش".

وفي الأيام الأخيرة أعلن البنتاغون عن موازنته المقررة لعام 2019 التي تنص على وجود قوات من نحو 6 آلاف جندي أميركى كجزء من التحالف ضد "داعش" في العراق وسورية، وفي العراق، تراجع وجود واشنطن في الانتخابات البرلمانية في مايو/ آيار الماضي.

ولتحقيق هذه الأهداف، تحالفت الولايات المتحدة نفسها مع القوات الديموقراطية الكردية في سورية، وهو تحالف تقوده الميليشيات الكردية بقيادة وحدات حماية الشعب، وقد أغضبت هذه الشراكة تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة متطرفة كردية خاضت تمردا استمر عقودا ضد الدولة التركية

وتعتقد أنقرة أن وحدات حماية الشعب تستفيد من المظلة الأمنية الأميركية؛ لإقامة منطقة حكم ذاتي أو دولة مستقلة على طول الحدود مع تركيا، كما يساورها القلق من استمرار الولايات المتحدة في التحالف مع الأكراد، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة بناء واستقرار تلك الأجزاء من سورية الواقعة تحت سيطرة الأكراد، ومن ثم تسيطر على وحدات حماية الشعب، وتمنع التأثير الإيراني المتنامي في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول تركي رفيع المستوى "بالنسبة لكثير من المسؤولين الأميركيين وبعض دول الخليج، فإن القضية الرئيسية في الشرق الأوسط هي وقف إيران مهما كان الثمن، لذلك فإن التأكيد على إيران وهوسهم بها يدفعهم إلى هذا النوع من السياسة، وبالتالي الأراضي السورية أصبحت مجرد مسرح لهذه الحرب بالوكالة ". ولكن الولايات المتحدة الأميركية واصلت العمل مع قوات الدفاع الذاتي وإعادة بناء الجسور وتطهير الألغام وإصلاح البنية الأساسية مع وضع المسؤولين الأكراد في المناصب الإدارية المحلية الرئيسية، كما واصلت تقديم الدعم السياسي والعسكري للتحالف.

وقال سيبان هامو، القائد العام لوحدات حماية الشعب "إن تعاون قوات الدفاع الذاتي مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الشمال معروف، إنه نقطة انطلاق لمكافحة "داعش"، التي بدأت في كوباني، واستمرت في دير الزور، وهناك أيضا علاقات مع الإدارات السياسية، وهناك تنسيق وعمل مشترك في جهود التعمير والإدارة، وليس لدينا أي تطلعات أو مشاكل مع أهالي هذه المناطق ".

ويستمر هذا التعاون في إثارة انزعاج تركيا التي شنت عملية الشهر الماضي في مدينة عفرين السورية الكردية ضد وحدات حماية الشعب، وهددت بعد ذلك بمهاجمة منبج، وجاء هذا الزخم بعد الإعلان بأن الولايات المتحدة الأميركية ستبني قوة حدودية قوامها 30 ألف جندي للقيام بدوريات في الحدود السورية ضد "داعش"، وبما أن الولايات المتحدة تثبت وجودها في مغامرة شرق أوسطية أخرى، فإنها ترسخ نفسها كجزء من المشكلة والحل في سورية التي مزقها صراع كبير على السلطة.

وقال مسؤول تركي رفيع المستوى "عندما تكون في هذا النوع من المعارك مع القوى العظمى المختلفة التي تلعب هذه اللعبة على الأراضي السورية، لن تكون هناك نهاية للحرب في سورية، على الأقل لسنوات مقبلة".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويقود إلى المزيد من تفاقم الانقسام دور واشنطن في سورية يُقلق تركيا ويقود إلى المزيد من تفاقم الانقسام



GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى

GMT 18:49 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

28 موديلا مختلفا لقصات الجيبات

GMT 04:49 2020 السبت ,18 إبريل / نيسان

تسريحات رفع ناعمة للشعر الطويل للعروس

GMT 03:10 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مي عمر تنضم لمسلسل محمد رمضان "البرنس" رمضان المقبل

GMT 02:53 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

إطلاق مجموعة "لاكي موف"من دار "ميسيكا" باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates