واشنطن - يوسف مكي
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الخميس، وفقا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" انه يؤيد التشريعات التى من شأنها حماية المهاجرين الشباب غير الحاملين للوثائق اللازمة من الترحيل وستقدم خطوة إضافية كبيرة في أمن الحدود، من دون إقامة جدار على الحدود الجنوبية. وجاءت تصريحات ترامب، في كل من واشنطن وفلوريدا على حد سواء، بعد اتفاق أعلن عنه القادة الديمقراطيون من جانب واحد مساء الأربعاء بعد عشاء مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض.
وفي تصريحات للصحفيين أثناء مغادرته البيت الابيض يوم الخميس، قال ترامب: "اننا نعمل على خطة لتطبيق "داكا"، في اشارة الى حماية المهاجرين الذين هم جزء من برنامج العمل المؤجل لصالح الوافدين. واضاف ان "الجدار سيأتي لاحقا". ويبدو أن تعليقات ترامب تتناقض مع مشاركاته على "تويتر" في وقت مبكر من صباح الخميس عندما قال: "لم يتم التوصل إلى أي اتفاق الليلة الماضية على "داكا"، لكنها كانت تتماشى تماما مع تصريحات القادة الديمقراطيين.
ورفضت النائبة نانسى بيلوسي من كاليفورنيا، زعيمة الكتلة الديمقراطية فى مجلس النواب الأميركي أمس الخميس، الدعوة الى الاتفاق على "صفقة". الا انها قالت للصحافيين "اتفقنا على خطة لحماية المهاجرين من الترحيل"، مضيفا انه ستكون هناك "اجراءات امنية حدودية لا تشمل جدارًا يتضمنه قانون الهجرة. وتم الاتصال بالقادة الجمهوريين بعد ذلك. وفي بيان قاطع اكد السناتور ميتش ماكونيل من ولاية كنتاكي وزعيم الاغلبية ان الرئيس اتصل به صباح الخميس لبحث قضايا الهجرة. واشار الى أنه في الوقت الذي يناقش فيه الكونغرس أفضل السبل للتصدي للهجرة غير القانونية من خلال الأمن الحدودي القوي وإنفاذ القوانين الداخلية، ينبغي أن تكون الهيئة جزءا من تلك المناقشات. ونتطلع الى الحصول على اقتراح ترامب التشريعي لاننا نواصل عملنا فى هذه القضايا ".
وقال مسؤول ديمقراطي كبير مطلع على محادثة العشاء التي جرت يوم الاربعاء ان الاتفاق كان محددا، مستندا الى لغة من طلب الميزانية الخاصة للرئيس ترامب. وشمل ذلك الطلب أجهزة استشعار لتعزيز مراقبة الحدود، وإعادة بناء الطرق على طول الحدود، والطائرات بدون طيار، والدعم الجوي لإنفاذ الحدود. وقال المسؤول "انهم في الاساس طلبوا ميزانية الجدار"، مشيرا الى ان السيدة بيلوسي والسيناتور تشاك شومر الزعيم الديمقراطي دخلتا البيت الابيض وقدما عرضا بميزانية الجدار. حتى لو وافق الرئيس ترامب والقادة الديمقراطيون على دعم التشريعات لحماية المهاجرين الشباب غير الحاملين للوثائق اللازمة، فإن أي اقتراح يحتاج إلى دعم الجمهوريين، الذين يسيطرون على مجلس النواب ومجلس الشيوخ. ويقول الديمقراطيون انهم يريدون التوصل الى اتفاق محدد حول عنصر امن الحدود مع البيت الابيض قبل عرضه على الزعماء الجمهوريين، ولكن فى النهاية سيحدد السيد ماكونيل ورئيس البرلمان بول د. رايان ما يجرى للتصويت.
وقال عضو مجلس الشيوخ ثوم تيليس، الجمهوري عن ولاية كارولينا الشمالية، إن الرئيس ترامب لم يقدم أي شيء بعيدا، بل فتح محادثة تضع في نهاية المطاف عبئًا على الديمقراطيين. وقال السيد تيليس "أعتقد أن السؤال الحقيقي هو، هل يمكن للديمقراطيين الحصول على شيء محافظ أساسا، ويحلوا هذه المشكلة على المدى الطويل، وليس فقط على المدى القصير". واضاف "ان الرئيس يحاول قطع اتفاق اعتقد انه سيكون جيدا للبلاد ككل. وهو ليس رئيس 15 في المئة من السكان.
واشار السيناتور ليندسي غراهام، الجمهوري في ولاية كارولينا الجنوبية، والداعي بشكل ثابت إلى التشريع لإضفاء الشرعية على العديد من المهاجرين غير الشرعيين. واضاف "اذا كان بامكانه جلب الديمقراطيين والجمهوريين معا لايجاد مكان لهؤلاء الاطفال للبقاء في البلاد، وتأمين حدودنا، ستكون خطوة كبيرة الى الامام". وقال السناتور جيف فليك، الجمهوري في ولاية اريزونا أن الصفقة من الممكن ان تودي الي تنفير قاعدة الرئيس. وقال "اعتقد انه يجب ان يفعل الشيء الصحيح والشيء الصحيح لحماية هؤلاء المهاجرين هو اتفاق "داكا".
لكن المحافظين كانوا لا يصدقون.
وقال الرئيس انه سيعطي الكونغرس ستة اشهر للتوصل الى رد تشريعي قبل ان ينهى رسميا الامر التنفيذي لحزب الرئيس السابق اوباما الذي مد يد الحماية القانونية للمهاجرين الشباب الذين لا يحملون وثائق. وقال القادة الديموقراطيون ان "ما تبقى للتفاوض هو تفاصيل امن الحدود، بهدف مشترك وهو وضع اللمسات الاخيرة على كل التفاصيل في اقرب وقت ممكن". واضاف "في حين اتفق الجانبان على ان الجدار لن يكون جزءا من هذا الاتفاق، اوضح الرئيس انه يعتزم متابعته في وقت لاحق، وأوضحنا اننا سنواصل معارضته".
وجاءت مشاركات الرئيس ترامب على "تويتر" والتي يبدو أنها تسقط تقارير عن اتفاق "داكا" بعد أن انتقده بعض الجمهوريين بسبب صفقاته مع الديمقراطيين، وخاصة إذا كان الاتفاق يستثني الجدار الحدودي، وهي خطوة يمكن أن تعرض للخطر دعم قاعدته. وبدا أن ترامب يتكلم في رسالة لاحقة على موقع تويتر: "إن الجدار، الذي هو قيد الإنشاء حاليا في شكل تجديد جديد للأسوار والجدران القديمة والقائمة، سيظل قائما".
ثم قال للصحفيين، "سوف يأتي الجدار في وقت لاحق، ونحن الآن نعمل علي تجديد أجزاء كبيرة من الجدار." وتساءل السيد ترامب في تغريدات أخرى صباح يوم الخميس عما إذا كان أي شخص يريد فعلا ترحيل هؤلاء المهاجرين الشباب، مما يثير المزيد من الأسئلة حول نوايا الرئيس لهذا البرنامج. وفى 5 سبتمبر/ايلول، انتقل الرئيس لانهاء برنامج داكا ودعا الكونغرس الى تمرير بديل. وقد أخبر السيد ترامب الكونغرس بأن لديه ستة أشهر لإيجاد إصلاح تشريعي لحماية المهاجرين الشباب الذين أعطاهم الرئيس السابق باراك أوباما الحماية من خلال أمر تنفيذي.ولكن الكونغرس يكافح من اجل ايجاد طريقة لتمرير قانون لمنح المهاجرين الصغار حماية سريعة، ويبدو ان احتمالات تسريع عملية الاستبدال تبدو خافتة في وقت متأخر من يوم الاربعاء.
ويستفيد من البرنامج حوالي 800 ألف مهاجر اتوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني كأطفال. ويسمح لهم بالبقاء في البلد ويعطيهم الحق في العمل بصورة قانونية دون خوف من الترحيل الفوري. وقد أرسل ترامب رسائل مختلطة بشأن البرنامج. وقال انه سينهي ذلك، ثم أعطى الكونغرس الوقت للتوصل إلى حل تشريعي بعد أن انتقد على نطاق واسع في وسائل الإعلام قراره لإنهاء داكا.
كما قال ترامب إنه قال إنه سيعيد النظر في المسألة إذا فشل الكونغرس في التصرف، حتى وإن كان محاميه العام قد وصف البرنامج بأنه غير دستوري. وتناول عشاء يوم الاربعاء اجتماع المكتب البيضاوي الاسبوع الماضي مع القيادة الديمقراطية عندما وقف ترامب مع الديمقراطيين حول سقف الديون - على اعتراضات الجمهوريين ووزير الخزانة الخاص به. وكتب ستيف كينغ، الجمهوري في ولاية أيوا، على تويتر أنه إذا كانت التقارير صحيحة، "فإن ذلك سيعمل على تفجير قاعدة ترامب، ولا يمكن إصلاحه، وسيكون وعدًا غير موثوق بها".
أرسل تعليقك