طريق المهاجرين الأفارقة إلى ليبيا أصبح مسدودًا بتعاون حكومي دولي
آخر تحديث 13:50:28 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

عقب تكثيف الاتحاد الأوروبي جهوده لمنع تدفقهم مؤخرًا

طريق المهاجرين الأفارقة إلى ليبيا أصبح مسدودًا بتعاون حكومي دولي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - طريق المهاجرين الأفارقة إلى ليبيا أصبح مسدودًا بتعاون حكومي دولي

الهجرة غير الشرعية
طرابلس ـ فاطمة سعداوي

تحولت ليبيا التي كانت الطريق الأكثر استخدامًا من قبل المهاجرين غير الشرعيين الذي يتوقون إلى حياة جديدة في الدول الأوروبية، إلى طريق مسدود في وجه المهاجرين، إذ تتعاون حاليًا الحكومة الليبية مع الاتحاد الأوروبي لتوقيف ومنع تدفق المهاجرين إلى بلدانهم.

وفي ظل الرعب الإنساني الذي أصبحت تعيشه ليبيا، فإن مركز احتجاز المهاجرين في منطقة "أبو سليم" لا يعتبر الأسواء على الإطلاق، وتضم مراكز احتجاز المهاجرين في هذا البلد آلاف الأشخاص الذين تعرضوا للاستغلال عبر رحلات الاتجار بالبشر التي تعبر ليبيا، والمشهورة بالسخرة والضرب والتعذيب والاغتصاب.

 

طريق المهاجرين الأفارقة إلى ليبيا أصبح مسدودًا بتعاون حكومي دولي

 

ولكن في جنوب طرابلس، يقدم مقر أبوسليم شيئًا قريبًا من الراحة لأولئك الذين كانوا على الطريق لعدة أسابيع إن لم يكن لأشهر، وتديرها وزارة الداخلية، وهي واحدة من عدد قليل من مواقع الاحتجاز في ليبيا التي يمكن للصحافيين زيارتها بأمان، حيث يوجد عيادة صحية، ومطبخ، وصالات نوم مشتركة وفرشات، ومساحات للصلاة.

ومع أمل الكثيرين للتخلص من المعاناة لهؤلاء المحتجزين، فالمهاجرون العالقون هنا، والذين يصل عددهم إلى أكثر من150 شخصًا قاموا برحلات محفوفة بالمخاطر من مالي والنيجر ونيجيريا وكوت ديفوار وبوركينا فاسو وغامبيا وغينيا والسنغال، وكان مقر "أبو سليم" هو نهاية الطريق، ويعتبر النقطة الأقرب التي قد يعبرون منها إلى أوروبا، ولكنه سيكون أيضًا المرحلة النهائية التالية لرحلتهم في طريقهم للعودة وليس إلى أوروبا.

ومنذ تكثيف الاتحاد الأوروبي جهوده في وقت سابق من هذا العام لمنع المهاجرين الأفارقة من السفر شمالًا، أصبحت ليبيا، التي كانت يومًا ما مسار تحويل إلى أوروبا، إلى حد كبير إلى طريق مسدود في وجه المهاجرين، حيث اقتنعت السلطات بسلسلة من الصفقات الدبلوماسية لتعزيز جهودها.

وكان قد وافق علي، وهو نيجيري يبلغ من العمر 24 عامًا، احتجز هنا لعدة أسابيع، على العودة إلى وطنه طوعًا، ويقول خلال محادثة قصيرة في فناء "أبو سليم": "كان هناك الكثير من العمل في وطني ولكن كنا فقراء، توفيت والدتي وأردت الذهاب إلى إيطاليا أو أوروبا لضمان مستقبل أفضل لأبي وأخوتي الآخرين".  

وقد سافر علي وشقيقه مختار أولًا إلى أغاديز في النيجر، وهو مركز للهجرة السرية في أفريقيا والاتجار بالبشر في غرب أفريقيا، ودفعوا 300 يورو "267 جنيهًا إسترلينيًا" لكل واحد منهم لعبور الصحاري والجبال في مجموعات مختلفة، وهو طريق متعرج نحو وجهة غير مؤكدة، وتوقفوا أخيرًا في مصراتة، ودفعوا 300 يورو أخرى لركوب قارب صيني الصنع كان من المفترض أن يغادروا به من غارابولي، في شرق طرابلس.

ولكن رحلة القارب لم تتم قط، فقبل الصعود إلى الطائرة، اعتقلتهم الميليشيات المحلية وجلبتهم إلى أبو سليم، حيث يظل المعتقلون عادة في المخيم لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر قبل إعادتهم إلى بلدهم الأصلي.

 

طريق المهاجرين الأفارقة إلى ليبيا أصبح مسدودًا بتعاون حكومي دولي

 

وتقدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن هناك نحو 30 مركز احتجاز تديرها الحكومة في ليبيا، ولكن هذا لا يشمل المرافق السرية التي يديرها المتاجرون والميليشيات، ويُعتقد أن مئات الآلاف من المهاجرين موجودون في البلد.

وكشف روبرتو مينيون، رئيس المفوضية العليا للاجئين في ليبيا: "بشكل عام، الظروف سيئة جدًا في مراكز الاحتجاز "، مضيفًا "في أفضل الأحوال فانهم يعملون بشكل أو بآخر، لكن هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وارتكاب اعتداءات جنسية هناك".

وتحاول المفوضية مساعدة المهاجرين على الخروج من مراكز الاحتجاز غير المشروعة إلى المرافق التي تديرها،  وأوضح مينون: "إن الوضع الأمني معقد للغاية ومن المحبط عدم الوصول إلى جميع المحتاجين، فليس لدينا نظرة عامة على مراكز احتجاز الميليشيات أو المتاجرين بها أو السجون".

ومنذ إطاحة معمر القذافي في عام 2011، عملت ليبيا كمغناطيس لجذب للمهاجرين اليائسين لبدء حياة جديدة في أوروبا، وبعد تسجيل أرقام قياسية للقادمين إلى إيطاليا في عام 2016 وأعدادًا لم يسبق لها مثيل يموتون في البحر الأبيض المتوسط ​​على مدى العامين الماضيين، أشار الاتحاد الأوروبي إلى تصميم جديد على رأس مشكلة الهجرة أقرب إلى المصدر مع سلسلة من الصفقات مع ليبيا في وقت سابق من هذا العام.

وكان جزء من الإستراتيجية يشمل جنوب البلاد -حيث توفر أكثر من 2500 كم "1،550 ميل" من الحدود الصحراوية مع الجزائر وتشاد والنيجر والسودان قنوات متعددة شمالًا، حيث قد عقدت سلسلة من المشاورات بين وزير الداخلية الإيطالي ماركو منيتي وعمدة جنوب ليبيا الذين يمثلون المجموعات المحلية والقبائل، وحددت الصفقة سبعة "عناصر" لتهدئة الفصائل المختلفة، للقيام بالتزام مشترك بوقف الاتجار بالمهاجرين.

وحظي هذا المشروع بتأييد كبير من قبل أحمد مايتيج، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، واستقبله بحرارة في جنوب ليبيا رئيس بلدية سبها حامد الخيالي، فيما قال خيالي: "إن المشروع الذي نقوم به حاليًا مع إيطاليا يتضمن تطوير جنوب ليبيا في إطار مكافحة الهجرة غير المشروعة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق المهاجرين الأفارقة إلى ليبيا أصبح مسدودًا بتعاون حكومي دولي طريق المهاجرين الأفارقة إلى ليبيا أصبح مسدودًا بتعاون حكومي دولي



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates