طهران - مهدي موسوي
أكّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، الأربعاء، أنَّ هناك فرصة لتدخّل بعض الأفراد، في الانتخابات الرئاسية التي تجرى يوم الجمعة المقبل، وأدّت مزاعم التزوير واسعة النطاق في عام 2009، إلى نشوب احتجاجات في الشوارع هزت البلاد لمدة 6 أشهر.
ودعا خامنئي، في بيان نُشر على موقعه على الإنترنت، مؤسسات الدولة التي تنظّم الانتخابات إلى "توخّي اليقظة لحماية وتأمين الأصوات الشعبية"، مشيرًا إلى أنّ "بعض الأفراد قد يرغبون في ارتكاب انتهاكات"، على الرغم من أنَّه لم يُحدد ما إذا كان يشير إلى الأشخاص في مؤسسات الدولة.
وأضاف خامنئي أنّ "هذه الهيئات، سواء كانت إشرافية أو تنفيذية أو أمنية، والحمد لله جديرة بالثقة وبالتأكيد يجب أن تكون يقظة"، ويبرز هذا التحذير، التوتر المتزايد على التصويت، الذي يجمع بين اثنين من المرشحين ذوى الأيديولوجيات المتعارضة تمامًا، ويعد الرئيس الحالي، حسن روحاني، بتحقيق قدر أكبر من الحرية والتفاعل مع العالم، في حين أن منافسه الرئيسي إبراهيم رايسي وهو رجل دين متشدّد يدافع بالاكتفاء الذاتي كوسيلة لإصلاح الاقتصاد الإيراني الضعيف.
وتزداد الانقسامات في مدن المحافظات وكذلك في العاصمة طهران، ففي كل ليلة، يأتي عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد، ويلوحون بملصقات المرشحين المفضلين لديهم، ويردّد أنصار رايسي أن روحاني سيكون خارج العمل بعد يوم السبت، عندما يُعلن عن النتائج، وفي الوقت نفسه، فإن الإيرانيين في المناطق الحضرية يتوقعون تمامًا فوز روحاني، ومن المرجّح أن يشككون في عملية تزوير، إذا لم يحقق الفوز المطلوب.
وفي عام 2009، جرت محاولة إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في جو متوتّر مماثل، وعندما أعلنت السلطات عن فوزه، اندلعت احتجاجات ضخمة، مما أدى إلى أشهر من الاضطرابات، ويقول بعض المحللين إن تحذير خامنئي يظهر أن هناك مخاوف داخل المؤسسة الإيرانية من أن مجموعات معينة قد تحاول تغيير نتيجة التصويت، ويقول آخرون إن ذلك قد يستهدف أيضًا الحصول على أقصى قدر من الإقبال على الناخبين، وهو مقياس هام لمصداقية الحكومة، ومع ذلك، فإنَّ العديد من الإيرانيين، وخاصة في طهران، يقولون إنَّهم يصوتون فقط لمنع مرشح متشدّد من تولي السلطة.
وانتقد المرشد الأعلى أيضًا بعض جوانب الحملة الانتخابية، مضيفًا أنّه "كانت في المناقشات الانتخابية تصريحات في بعض الأحيان لا تتناسب مع كرامة الأمة الإيرانية، لكن الأقبال الكبير للامة الإيرانية سيتغلب على كل هذه المشاكل".
أرسل تعليقك