دبي ـ صوت الإمارات
بدأت مساء أمس الأول فعاليات ملتقى رواية الشباب في الإمارات، في مقر مؤسسة العويس الثقافية بدبي، وقال الأديب والإعلامي عبد الحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة العويس الثقافية لـ «الاتحاد»: «الندوة هي الثانية لأدب الشباب وتحديداً الرواية، وهدفنا تكريم وتقدير الذين يجتهدون ويرفدون المشهد، من خلال تقديمنا لمراجعات نقدية لأعمالهم، لتساهم في تطويرها في زمن النت والسرعة، والاحتفال بأعمالهم حرصاً منا على تشجيعهم، وحرصاً منهم على مسؤولية القراءة والكتابة والتطور».
وأضاف متسائلاً: «الرواية في الإمارات، ما مرجعيتها الفنية؟ هل الشخصية فقط تصنع رواية؟ أم لا بد من سرد، وثقافة عامة، وجماليات، وعناصر أخرى؟ هل ستصمد هذه الأعمال أم لا؟». وشهد الملتقى في يومه الأول جلستين: قدّم الجلسة الأولى وأدارها الكاتب والمسرحي د. حبيب غلوم الذي افتتح الملتقى متفائلاً بالمشهد الأدبي الإماراتي المتنوع، الحافل بالرعاية والاهتمام، مؤكداً أن الرواية لا ترتبط بمكان محدد، وغير منتمية لأي طبقة وسطى أو برجوازية، ثم تحدث الكاتب عبد الفتاح صبري عن الرواية وبدايتها التي انطلقت من خارج الإمارات لعدم توافر التعليم في الداخل، إلى أن بدأت تنمو ببطء، وتتراكم كميّاً في صراع مع الماء، كما في زمن البحارة والنواخذة، وصراع مع القسوة المستمدة من الصحراء، وبالتدريج، أصبحت الرواية بوحاً ذاتياً إنسانياً. وبدوره، تساءل الشاعر إبراهيم الهاشمي: هل الرواية موجودة حقيقة؟ أم أنها مجموعة غوايات: غواية النشر كتجارة، غواية المؤلف كشهرة، غواية الناقد واستسهال النقد، غواية الإعلام المهتم بأسماء غير معدة لنفسها، غواية الجوائز الممنوحة لأعمال مملوءة بأخطاء على المستويات كافة، غواية عامة: الركض وراء كتاب ما ساهمتْ في حضوره الغوايات السابقة؟
أما الجلسة الثانية، فقدمها وأدارها الشاعر محمود نور، لافتاً إلى ضرورة البحث عن الإيجابية في جميع نواحي الحياة، وتناولت الجلسة محورين: الأول حضور المرأة والذي نمذج فيه د. صالح هويدي أعمال فتحية النمر، وشخصياتها النسائية الظاهرات بصورة غير اعتيادية، منوهاً بأن موقف المرأة ثابت فهي المتسلطة، المحركة للأحداث، والرجل، دائماً، ضعيف ومهمش، وسرعان ما يموت في بداية الرواية؟ وتساءل: هل تريد المرأة أن تكون نداً؟ أم أنها تنتزع حقوقها؟ بينما أكد الكاتب عزت عمر الوعي بالحداثة، وأهمية دور الدولة التي تفاعلت مع التكنولوجيا مبكراً، مما أتاح ثقافة المعلومة والانفتاح على الآخر، فاستجابت الكتابة للحداثة، وطرحتْ هموم الشباب كما يرونها ويعيشونها، كما طرحت أسئلة عدة، منها: هل منهج الحداثة متّبع في هذه الرواية أم لا؟ هل فرضت السرعة الحياتية ما يسمى (الأدب السياحي)؟ هل تفاعل الشباب مع الانفتاح العالمي لدرجة القفزة النوعية أم لا؟
واللافت أن الحضور اتفقوا في ختام الأمسية على: ضرورة تبنّي النقد الفاعل من أجل إنتاج أعمال أفضل، وجود لجنة قراءة ومحرر إبداعي في دور النشر، الالتفات إلى الصناعة الأدبية، وأن يقوم الإعلام بدوره السليم.
أرسل تعليقك