اهتمت افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم بمهمة إعادة البناء في الدول التي ابتليت بالصراعات إلى جانب المواجهات بين جيش النظام السوري والمنظمات المسلحة الأخرى المختلفة الاتجاهات والولاءات فضلا عن سياسات الشر الإيراني وتغذيتها في المنطقة العربية .
فتحت عنوان " ما بعد الصراعات " أكدت صحيفة البيان أن العالم العربي يواجه اليوم مهمة إعادة البناء في الدول التي ابتليت بالصراعات وهي مهمة معقدة لا تقف عند المتطلبات المالية بل تمتد إلى إعادة توحيد البنى الداخلية التي تشظت سياسيا واجتماعيا ودينيا ومذهبيا.
وقالت انه لا يمكن هنا أن تتواصل هذه الصراعات الى ما لا نهاية فلا بد أن تتوقف في نهاية المطاف بحيث تجد شعوب هذه الدول نفسها أمام مهمة إعادة بناء بلادها بعد الخراب الذي استوطنها جراء الصراع على السلطة وتفشي الإرهاب والأذى الكبير جدا الذي وقع على كاهل المدنيين والأبرياء.
وأشارت إلى أنه اقتصاديا تبدو أحدث التقديرات العالمية لخسائر العالم العربي جراء انفلات الفوضى في عدة دول تقديرات خطيرة جدا حين تصل إلى أكثر من 1225 مليار دولار في كل هذه الدول بمتوسط سنوي يبلغ 245 مليار دولار وهو رقم مذهل وقابل للارتفاع عاما بعد عام مما يؤشر من جهة أخرى إلى صعوبة المهمة في ظل فقر بعض الدول وعدم قدرة العالم على المساهمة في إعادة الإعمار بشكل كبير مما يعني فعليا أن الخراب الذي حل في هذه الدول يحتاج إلى عقود من أجل أن تتبدد آخر آثاره في المنطقة.
وأضافت الصحيفة في ختام افتتاحيتها " إننا نأمل أن يسترد العالم العربي قدرته على الحياة وان يعود الأمن والاستقرار إلى دول كثيرة بدلا من هدر الحياة وإمكاناتها على صراعات لم تبق ولم تذر للشعوب أي أمل ".
من جانبها أكدت صحيفة الخليج أن تقدم جيش النظام السوري في حلب على رغم أهميته من الناحية الاستراتيجية إلا أنه انتصار جزئي في حرب طويلة ومؤلمة ودامية قد تطول كثيرا..فهناك إدلب والباب والرقة ودير الزور والبوكمال ودرعا ومحيط الجولان المحتل وكلها مناطق تخضع لسيطرة داعش و جيش فتح الشام /جبهة النصرة سابقا/ والعشرات من المنظمات المسلحة الأخرى المختلفة الاتجاهات والولاءات.
وقالت الصحيفة تحت عنوان " أبعد من حلب! " تختلف الحرب في العراق على الإرهاب عنها في سوريا.. ففي العراق هناك تنظيم داعش فقط فإذا هزم في الموصل وتلعفر وبعض مناطق الأنبار ونينوى لا يتبقى إلا خلايا نائمة يمكن التعامل معها أمنيا بشكل منفصل ويمكن بالتالي للعراق أن يستعيد جزءا كبيرا من أمنه وبسط سيطرته وسلطته على الأرض.
وأضافت : أما في سوريا فالمعركة أصعب إذ هناك العشرات من الفصائل المسلحة المنتشرة على امتداد الجغرافيا السورية وهذا يحتاج إلى وقت أطول بكثير وإلى جهد استثنائي وإلى قدرات بشرية قادرة على ملء كل الجبهات وتستطيع التعامل مع حرب عصابات داخل المدن وخارجها خصوصا إذا ما تواصل المدد والدعم المالي والعسكري للمنظمات المسلحة.
ونوهت إلى أنه بهذا المعنى لا يمكن المقارنة بين الحرب في العراق بالحرب في سوريا لا من حيث القوى المشاركة فيهما ولا من حيث التدخلات الإقليمية والدولية ولا من حيث الإمكانات وبالتالي الأهداف الموضوعة للقوى المنخرطة فيهما.
وخلصت الصحيفة الى ان النظام السوري يعتقد أن تحقيق المزيد من الانتصارات الاستراتيجية سوف يجبر المعارضة على القبول بالأمر الواقع طالما أن الدول الكبرى الداعمة لها تخلت عن شرط تخلي الأسد كشرط للحل..
لافتة إلى أنه بالتوازي مع هذه الحرب لم تقفل الأبواب الدبلوماسية بين الدول المعنية بحثا عن مخرج لاستئناف المفاوضات.. لكن من الواضح أن الأمر يحتاج إلى معارك أخرى، أي إلى مزيد من الدم والدمار.
وتحت عنوان " المعولون على الشر " قالت صحيفة الوطن ان إيران تنتهج منذ عقود وبالتحديد منذ العام 1979 كل سياسات الشر وتواصل تغذيتها والرهان عليها في كل مكان تجد إليه منفذا ورغم جميع تدخلاتها في عدد من الدول العربية عن طريق أدواتها من لبنان إلى العراق وسورية وانتهاء باليمن إلا أنها في نهاية الأمر لن تقطف إلا الخذلان والهزيمة وها هي شعوب تلك الدول تزداد ثباتا وقوة في مواجهة أجندات طهران السامة ومراميها الخبيثة رغم تجنيدها للمليشيات وارتكاب أفظع المجازر.
وأضافت : لاشك أن الهزيمة المضاعفة ستكون لمن قبلوا على أنفسهم لعب رأس حربة في هذه المخططات والعمل وفق ما تمليه عليهم طهران واعتقادهم أن التعويل على الإرهاب والبطش قد يحقق لهم أوهامهم بالسيطرة والاستحواذ على قرارات دول انتفضت شعوبها ضد الهيمنة وضد إيران ونواياها التي لم تعد خافية على أحد.
وأكدت "الوطن " أن الشعوب برمتها ترفض أطماع إيران ونواياها في جميع الدول وتقوم بواجب تاريخي في سبيل قطع يد الشر الإيرانية وردها على أعقابها .. مشيرة إلى أن التاريخ يؤكد أن إيران لا تتوانى عن التدخل والنفخ في سم الطائفية البغيضة واعتماد الإرهاب وشراء ضعاف النفوس وإن لمجرد إلحاق الضرر والأذى.
وطالبت الصحيفة في ختام افتتاحيتها العالم الذي يرى هكذا تنظيمات إرهابية مليشياوية وفي القرن الواحد والعشرين أن يتحرك وأن يتدخل كما يجب دفاعا عن حرمة الشعوب وعن قرارات الأمم المتحدة لأنه لن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط دون وضع حد لأسلوب إيران المتبع .. فالعالم الذي يجهد لتحقيق أهداف الألفية والتطلع للغد لا يمكن أن ينجح دون لجم سياسات الموت المتبعة من إيران وذات الحال لمن يتبعونها فهم جميعا وجوه متعددة لعملة واحدة تقوم على الغدر والتدخل والتعدي وسترتد كل مراميهم على أعقابها وسيقطفون الخيبة لأنهم مهما اعتقدوا أنهم قادرون على الوصول إلى مراميهم تبقى إرادة الشعوب الرافضة لهم والنابذة لسياساتهم والتي تصمد في وجه مخططاتها "أقوى".
أرسل تعليقك