اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالمباحثات الروسية - الأميركية بشأن الملف السوري .. إضافة إلى المشهد اللبناني واستمرار حالة عدم التوافق بين أطيافه لانتخاب رئيس الجمهورية بجانب محاولة إيران التدخل في تنظيم شؤون الحج.
وتحت عنوان " صراع مكلف " دعت صحيفة " البيان " عواصم العالم لوضع حد نهائي لما يجري في سوريا .. محذرة من أن عدم التوصل لاتفاق نهائي تقبله كل الأطراف يفسح المجال لتزايد حدة الإرهاب وتحول سوريا لمحطة لتجميع الإرهابيين ما يهدد أمن واستقرار كل المنطقة.
وقالت إن إعلان الرئيس الأميركي بعد مغادرته قمة العشرين في الصين فشل المباحثات مع الرئيس الروسي بخصوص الملف السوري إعلان .. يؤشر على أن الصراع في سوريا سيستمر فترة أطول في ظل وجود تباينات في الموقف بين الروس والأميركان.
وأكدت أن استمرار الصراع دون الوصول إلى تسويات سياسية.. استمرار مكلف ويدفع المدنيون الثمن فرادى وسط هذا المشهد من خلال تشريد الملايين وقتل وجرح أعداد كبيرة وتدمير البنية التحتية في سوريا إضافة إلى تدمير كل البنية الاقتصادية والاجتماعية دون الوصول إلى حلول نهائية تضع حدا لهذا الصراع الذي بات مسرحا لنزاع العالم في هذا البلد العربي المبتلى.
وخلصت " البيان " في ختام إفتتاحيتها إلى أن الصراع في سوريا أثبت أن كل الحلول العسكرية والسياسية تتعرض إلى معاندات على مستويات مختلفة ما يجعل كل الشرفاء في العالم يتخوفون من عام سادس جديد يغرق فيه الشعب السوري في بحار الدم دون أن يبذل أي طرف جهدا فاعلا لوقف هذا النزيف المؤلم.
وحول المشهد اللبناني وتحت عنوان " لبنان وحوار الطرشان " كتبت صحيفة " الخليج " .. أن آخر شعرة للحوار بين القوى السياسية اللبنانية انقطعت بعد أن انفجرت طاولة الحوار التي كان صممها رئيس مجلس النواب نبيه بري للقاء المتخاصمين عند الحد الأدنى ولو لمجرد السلام والكلام من أجل المحافظة على ما تبقى من حفظ ماء وجه الدولة التي تترنح تحت الفراغ الرئاسي منذ مايو 2014 وفي ظل حكومة ع لا تقوى على اتخاذ قرارات أساسية تهم المواطن اللبناني ومجلس نواب ممدد له عاجز هو الآخر عن التشريع وخصوصا وضع قانون جديد للانتخابات غير طائفي وعلى قاعدة النسبية والدائرة الواحدة إضافة إلى عجزه عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد / 43 / جلسة عقدها لم يتوفر فيها نصاب الثلثين وفقا للدستور.
وقالت إنه كان مأمولا أن تحافظ طاولة الحوار التي تعقد برئاسة رئيس مجلس النواب على بعض الأمل والإبقاء على خطوط التواصل ممدودة بين الأطراف المتصارعة إلى حين تنضج الظروف الإقليمية التي تسهل الحلول الداخلية اللبنانية.
وأشارت إلى أن هذا الحد الأدنى من التواصل بات مستحيلا بسبب تضخم الخلافات واشتداد الصراعات وتضارب الحسابات والمصالح بين الفرقاء .
وأوضحت أن واقع الحال يشير إلى أن هناك أزمة سياسية مستفحلة منذ زمن طويل وهي تزداد استفحالا يوما بعد يوم مع انسداد أفق الحلول جراء النظام السياسي القائم الذي يعتمد على المحاصصة الطائفية وهو النظام الذي تستغله مختلف الأحزاب والقوى السياسية لتحقيق مصالحها من خلال ادعائها بتمثيل طوائفها واتخاذ هذا الادعاء "شماعة" للإبقاء على التجاذبات السياسية وإثارة النوازع الطائفية والمذهبية للإيحاء بأنها حامية لطوائفها ومذاهبها وإذا ما اتفقت على شيء فعلى حلول ترقيعية تحافظ فيها على مصالحها.
وأضافت أنه لذلك هي عرقلت تنفيذ اتفاق الطائف للعام 1989 الذي أكد عددا من القضايا من بينها وضع قانون انتخاب على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي واستحداث مجلس شيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية.
ولفتت إلى أن هذه القوى السياسية والطائفية هي نفسها التي ما زالت ترفض وضع قانون للانتخابات على أساس غير طائفي وهي نفسها التي تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية الذي يعتبر وفقا لاتفاق الطائف " رمز وحدة الوطن ويسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه ".
وقالت إن كل ذلك بقي حبرا على ورق رغم أنه صار جزءا من الدستور وفي صلبه لأن النظام الطائفي تحول إلى نظام مصفح بأحزاب ومجموعات طائفية.
وأكدت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها أن لبنان لن يخرج من أزماته التي تتفاقم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا - وسيظل " حوار الطرشان " هو سيد الموقف - ما لم يتم نسف نظامه الطائفي من أساسه مع حماته والقائمين عليه.
من جانب آخر وتحت عنوان " تدخلات إيران القديمة – الجديدة " قالت صحيفة " الوطن " إن تاريخا طويلا من الأذى كان دائما عنوان السياسة الإيرانية امنذ عقود طويلة مشيرة إلى أن تدخلاتها تعتمد دائما النفخ في سم الطائفية البغيضة وتحاول إشعال الفتن ولم تدع محاولة لذلك إلا وحاولت القيام بها وللتاريخ الإيراني محطات كثيرة حول هذه الأعمال العدائية للبشرية والقيم والواجبة في التعامل مع دول العالم.
وأضافت أنه على غرار كل عام تحاول إيران جاهدة التدخل في الشعائر الدينية وخاصة الحج وفي الوقت الذي يتقاطر مئات الآلاف إلى الأراضي المقدسة وتهفو قلوب مئات الملايين خلال هذه الأيام المباركة وتعيش الطمأنينة النفسية والسعادة الروحية وتغمر المحبة ودعوات السلام الجميع يخرج شيطان الفتنة من قمقم طهران محاولا التنغيص والتقليل من فرحة عباد الله في كل مكان من العالم.
وقالت إن الوعي والحرص اللذين تبديهما المملكة العربية السعودية الشقيقة ومواقفها الحازمة إضافة إلى الإدراك العالمي بخبايا ونوايا السياسة الإيرانية كفيل بإفشال جميع المحاولات التي تعمل طهران على تحقيقها.. مشيرة إلى أن آخر تدخلات إيران هي محاولتها التدخل في تنظيم شؤون الحج وهي محاولة مثيرة للسخرية ومرفوضة ولا يحق لها التدخل في ما لا يعنيها ومحاولتها اكتساب دور فيه دون وجه حق.
وأكدت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها أن السعودية أثبت طوال تاريخها قدرتها على تنظيم الشعائر المقدسة للحجيج بسهولة ويسر وترحاب كبير واستقبال منظم لضيوف الرحمن.
خلا - دنا ــ زاا ــ
أرسل تعليقك