اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بـمحاولات العبث بالتركيبة السكانية لسورية وتغير الهوية الديموغرافيه لهذا البلد المنكوب إلى جانب العدالة المزيفه في اسرائيل وانخداع الغرب بها ..إضافة الى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب.
فتحت عنوان " ديموغرافيا سورية مهددة " أكدت صحيفة البيان ان رفض مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية أي محاولات لإجراء تغييرات ديموغرافية في سوريا مهم جداً خصوصاً ونحن نرى محاولات العبث بالهوية السكانية لسوريا على صعيد تنوع المكونات دينياً ومذهبياً وطائفياً وعرقياً.
و أضحت الصحيفة ان هذا العبث يجري عبر أمرين أولهما تفريغ سوريا من مكون سوري محدد عبر دفعه إلى اللجوء خارج بلاده كلياً من أجل الإخلال بالمعادلة الديموغرافية وثانيها ترحيل مئات الآلاف من مناطقهم إلى مناطق جديدة داخل سوريا في سياقات تغيير الهوية الديموغرافية خصوصاً في حلب ومناطق أخرى.
و أضافت ان الدول العربية الواعية لما يجري كانت تجدد رفضها دوماً لتقسيم سوريا أو تشظيتها سياسياً أو تركها تحت وطأة مشاريع التقسيم إلى دويلات كما أن هذه الدول كانت ترفض دوماً أي عبث بالهوية الوطنية السورية الجامعة لكل المكونات لكن المشهد اليوم يكشف عن خطط لفصل المكونات السورية عن بعضها البعض وتغيير المعادلة السكانية عبر التخلص من ملايين السوريين بتهجيرهم خارج بلادهم كلياً أو تشريدهم داخل سوريا.
واكدت صحيفة البيان في ختام افتتاحيتها انه وبهذا المعنى يتحول التقسيم إلى مخطط من نوع آخر عبر العبث الديموغرافي والرفض العربي لهذا التوجه يعلن أمام الجميع أن سوريا مهددة بعد حربها الدموية بتقسيم من نوع آخر.
ومن جانبها قالت صحيفة الخليج بافتتاحيتها بعنوان " العدالة في الكيان الصهيوني" انه في كل يوم يشهد العالم مثالاً قبيحاً على العدالة في الكيان الذي لم يتوقف الغرب عن اعتباره واحة للديمقراطية.. الكلام عن العدالة في الكيان مفارقة ساخرة لأنه كيف يمكن الحديث عن عدالة في بناء أسس ابتداء على الظلم ويتواصل وجوده بارتكاب المظالم والجرائم.. لكن الغرب استطاع أن يخفي بعض هذه الحقيقة عن العالم ويتحدث عن العدالة في الكيان ممثلةً في بعض الأحيان بما يصدر عن محاكمها.. وكأن الالتزام بالقوانين التي قامت على الخطيئة الأولى تصبح عدالة.
وأضافت الصحيفة ان هناك أمثلة كثيرة على هذه العدالة في شتى مجالات الحياة في فلسطين المحتلة.. ولكن أحدثها ما يختص بالمستوطنات فبناء المستوطنات بدأ في الأرض الفلسطينية منذ بداية احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة ولم يستطع المجتمع الدولي أن يبلع فكرة السكوت عن الاستهتار الفاضح بالقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة اللذين يحرّمان التغيير في واقع الأراضي المحتلة.. وبالرغم من الإدانات المتواصلة للجمعية العامة وحتى لمجلس الأمن أحياناً فإن الكيان لم يعرها أي اهتمام بل مضى قدماً في بناء المستوطنات.. ولو تعلق الأمر ببلدان لا تحظى بمحاباة البلدان الغربية لكان ممكناً استخدام الفصل السابع في قرارات مجلس الأمن.. لكن البلدان الغربية كانت تمحض الكيان كل الحماية وفي نفس الوقت تحاول أن تظهر بأنها حريصة على عدم انتهاك القوانين الدولية.
وولفتت الصحيفة الى انه حينما واجه الكيان عاصفة التنديد بسياساته الاستيطانية لجأ إلى الخداع حينما أصبح يسمي بعض المستوطنات التي لا يصدر بها أمر حكومي "غير شرعية" وهو بهذه الطريقة استطاع أن يمرر خدعتين الأولى أنه أوهم العالم الذي لا يتابع أن هناك مستوطنات "شرعية" لأن حكومة الكيان أقرّتها وبالتالي جعل من الجريمة الأولى أي الاستيلاء على فلسطين أمراً شرعياً.. أما الثانية فأوهم العالم الغافل عنها أن الكيان لا يرضى بقيام تلك المستوطنات التي أسماها "غير شرعية"..وهو الآن يمضي في مخادعته حينما أصدرت محاكمه قراراً بإخلاء مستوطنة غير شرعية وإعادتها إلى أصحابها.. ولكن المحكمة سارعت إلى تعويض المستوطنين بأرض جديدة في نفس المنطقة تعود إلى مالكين فلسطينيين وهو حكم يكشف المخادعة من تسمية بعض المستوطنات بكونها "غير شرعية".
و شددت الصحيفة في اختام افتتاحيتها على ان الكيان يتبع طريقة لجعل الاستيطان شرعياً حينما تقرره الحكومة وغير شرعي حينما لا يصدر به قرار..و بهذه الطريقة ينقل المرجعية لما يجري في الأرض المحتلة من القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة إلى حكومة الكيان الصهيوني وهي خدعة مكشوفة لا تجري في ميدان الاستيطان وإنما في كل سياساته.
وبدورها أكدت صحيفة الوطن في افتتاحيتها بعنوان " المقتدون بالوحوش" ان العالم أجمع يغلي غضباً وحزناً وألماً من وحشية الجرائم الإرهابية التي يتم ارتكابها في عدد من دول العالم ويقوم بها ضالون آثمون تأثروا بأفكار الموت والقتل والإجرام فارتكبوا العمليات الإرهابية ونفذوا الاعتداءات وسببوا الويلات للضحايا الذين لا ذنب لهم وقد بينت الكثير من الاعتداءات أن مرتكبيها يقومون بها بعد أن تأثروا بأفكار إجرامية وجماعات تكفيرية أو انتموا إليها وقاموا بما يسبب أكبر المآسي.
و أضافت انه لا يمكن لأي إنسان طبيعي يمتلك الحد الأدنى من الإدراك القويم والتفكير السوي إلا أن ينبذ ما يجري ويشجب ويدين بأشد العبارات ما يقع من هجمات وفي الوقت نفسه يعي أن الحاجة للمواقف الدولية التي يجب أن تكثف تعاونها وتتعاضد لمواجهة الإرهاب وحملة هذا الفكر تتزايد وتبدو الحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى.
و تابعت صحيفة الوطن ان الحرب على الإرهاب واجب دولي لأنه لا أحد في منأى عن الخطر الكامن الذي ينتظر أي فرصة ليضرب وبأي شكل كان خاصة أن الأداة قد لا تكون متوقعة وما يهدف إليه المنفذون هو إلحاق الضرر فجريمة اغتيال السفير الروسي في تركيا على سبيل المثال نفذها شرطي تمكن من الوصول إلى مكان وجوده والجاني في هجوم برلين استولى بالقوة على شاحنة واقتحم فيها سوقاً ليوقع العشرات وفي الأردن استهدفت مجموعة من الجرمين الإرهابيين عناصر الشرطة غدراً هذا فيما يتعلق فقط بالهجمات التي تابعها العالم في الأيام الأخيرة.
و شددت صحيفة الوطن على ان المعركة يجب أن تكون فكرية ووفق خطط واضحة يشارك فيها الخبراء والمحللون وعلماء النفس ويجب أن تستهدف تعرية هذا الفكر الضال الذي يعتمر في عقول الإرهابيين وتعرية قناعاتهم وتبيان زيفها وانفصالها عن كافة الأديان وما هي إلا جموح يحاول التلطي بأي دين ليبرر أفعاله المشينة.
أرسل تعليقك