الشارقة - سعيد المهيري
الحديقة النباتية افتتحت مؤخرا داخل متحف التاريخ الطبيعي والنباتي بهيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة تضم ما يزيد على 3 آلاف نبتة تنحدر من 87 نوعا من النباتات المحلية، وموزعة في أحواض تمثل البيئات المختلفة في الإمارة، والهدف من إنشائها تعريف الزوار والباحثين بالبيئات المتنوعة والنباتات التي تنتشر فيها، والحديقة مثال مصغر جميل لطبيعة الشارقة وما تحتويه من كنوز نباتية .
تقول رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة هنا سيف السويدي "الحديقة تمثل البيئات المختلفة في إمارة الشارقة، وترجع أهمية إنشائها لتعريف الزوار بالبيئات النباتية المختلفة الموجودة في الإمارة وخاصة الجيل الجديد من طلاب المدارس الذين يجهلون الكثير عن النباتات المحلية، وتوجه إليهم الدعوة لزيارة الحديقة وتقوم المرشدات بإقامة المسابقات العلمية لهم لشد انتباههم ليتعرفوا إلى هذه النباتات الموجودة فيها في إطار ترفيهي، وكذلك تسهيل عمل الباحثين في الجامعات ومراكز الأبحاث الذين يهتمون بدراسة النباتات الموجودة داخل الإمارة، وتتاح لهم فرصة التجول في الحديقة والتعرف إلى البيئات المختلفة، ويسمح لهم باصطحاب بعض من البذور والأوراق لتسهيل إجراء الأبحاث عليها، وتتنوع النباتات منها ما ينمو في بيئة واحدة وأخرى تنمو في أكثر من بيئة" .
تضيف السويدي "النباتات موزعة على عشرة أحواض تمثل البيئات المختلفة في الإمارة، وتختلف الأحواض في أعداد النباتات الموجودة فيها بعضها تضم 20 نبتة وأخرى 31 نبتة، وأكثر البيئات التي توجد فيها نباتات هي الحوض رقم 9 ويمثل بيئة الكثبان الرملية في ساحل الحمرية والخامس ويمثل مناطق الطمي ذات التربة الجيرية في مسند، وتمثل النباتات 87 نوعاً أي أكثر من 3 آلاف نبتة وتزيد خاصة في هذا الموسم الذي يمثل انتهاء الشتاء وبداية فصل الربيع، ووضعت جداول أمام كل حوض بأسماء النباتات الموجودة فيه مع الاسم العلمي والمحلي وعلامة ترقيم ليسهل على الزائرين التعرف إلى اسمه عند قراءة الاسم الموجود في الجدول" .
وخلال جولة في صحبة الباحثة العلمية في الهيئة مريم جمعة تعرفنا إلى الحديقة وتقسيماتها والتي تعتبر مطابقة تماما للبيئة الأصلية ومأخوذة عنها تقول: "جمعت أنواع التربة المختلفة من بيئات متعددة وهي المالحة ذات الكثبان الرملية في خور كلباء، والكثبان الرملية غير الكلسية أيضا في خور كلباء، والمنطقة الرملية الصخرية في خورفكان، والمنطقة الرملية في الذيد، ومناطق الطمي التي تحتوي على القليل من الحجر الجيري في الذيد، والكثبان الرملية التي تحتوي على الحديد والكثبان الرملية في الذيد، والكثبان الرملية الكلسية في الحمرية، والسهل الساحلي (السبخة) في ساحل الحمرية، وتوجد في كل حوض نباتات تلائم بيئته رقمت لسهولة التعرف إليها بعد ذلك" .
وفي مواسم البذور نأخذها من الحديقة ونحتفظ بها في بنك البذور الموجود في الهيئة، هكذا تستطرد مريم جمعة مضيفة "فالحديقة تجلب المزيد من البذور للبنك، كما تضيف أيضا للمعشبة وتضم أوراق النباتات المحلية المجففة والتي ربما تعود إلى عشرات السنوات، ويتم تجفيفها ووضعها في أوراق خاصة وإعداد خريطة لا تتضمن أماكن تواجد هذه النبتة في جميع إمارات الدولة، ويمكن أيضاً الاستفادة منها في دعم المعشبة" .
تضيف "النباتات الموجودة في الأقسام المختلفة في الحديقة لديها استخدامات مهمة كعلف للبهائم أو في المجال الطبي، مثل اللبيد الذي يستخدم كعلف والعشرج يستخدم كمسهل إما عن طريق الأوراق الجافة وإما بأكل البذور قبل جفافها، وكذلك يستخدم مسحوق الأوراق الخضراء لعلاج القروح والجروح التي يصعب اندمالها وتعد أوراقه مفيدة لأوجاع الظهر والصداع والشقيقة، والشوع يستخدم زيت بذوره في علاج أمراض المفاصل وعصير الساق والأوراق في علاج أمراض الأذن، والظفرة أوراقه تدخل في علاج الكسور ومسهل قوي ومنبه ومنعش ومنقٍ للدم ومضاد للسموم" .
أرسل تعليقك