حقق ماراثون زايد الخيري في نسخته الثالثة، التي أقيمت أمس الجمعة في العاصمة المصرية القاهرة كل أهدافه الاجتماعية والإنسانية والخيرية التي يقام من أجلها، وذلك من أجل تأكيد عمق العلاقة بين الإمارات ومصر، ورحلة العطاء والخير التي بدأها المغفور له بإذن الله تعالى زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتستمر تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
وحقق الماراثون الخيري، الذي يقام بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أهدافه، وأكمل نجاحه الذي بدأ العام 2014، ليدعم أعمال الخير والمساهمة في التخفيف عن المرضى، وليؤكد أن الرياضة في إمكانها أن تسهم في رسم البسمة على شفاه كل من يعاني الألم، وهو الهدف الأسمى من الماراثون الخيري الكبير، وتحولت منطقة التجمع الخامس في القاهرة أمس الجمعة إلى مهرجان رياضي اجتماعي في حب زايد الخير الذي يحمل الماراثون اسمه، وفي حب إمارات الخير، التي تدعم وتقف وتساند، وتطبق النموذج الأمثل في العلاقات الراسخة والمتينة، وذلك في ظل مشاركة قياسية من أبناء الإمارات ومصر، من الجنسين ومن مختلف الأعمار والفئات، ليصل العدد الإجمالي في المشاركة إلى ما يقارب 75 ألف مشارك.
وتنافس الجميع ليس من أجل الفوز بمراكز المقدمة فقط، ولكن من أجل نقل رسالة الماراثون إلى العالم أجمع، والتأكيد على الوقوف ضد التطرف، ومقاومة كل قوى الشر، من خلال روح الرياضة، حيث تنافس الجميع على الفوز، لكنهم اتفقوا على تقدير الدور الكبير الذي يقوم به الماراثون، والذي يخصص عائده المالي لدعم علاج مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي، برغبة صادقة في معاونة المرضى ومد يد العون إليهم ليتحقق الشفاء.
وشهد الماراثون إقبالًا كبيرًا من كل الأعمار، حيث حضر المتسابقون من كل محافظات مصر، وتجمعوا بأعداد كبيرة منذ الثالثة فجر أمس من أجل نيل فرصة المشاركة في السباق الذي انطلق بفئة متحديي الإعاقة، وأعقبه السباق الرئيس الذي بلغت مسافته 10 كيلو متر، لينتهي داخل ستاد 30 يونيو في التجمع الخامس.
لم يكن مهمًا لدى اللجنة المنظمة للماراثون برئاسة الفريق الركن محمد هلال الكعبي هوية الأبطال الذين يقفون على منصة التتويج، أو الأرقام التي يمكن أن يحققها كل متسابق يصل إلى خط النهاية، وكان الاهتمام كله في أن يكمل السباق مسيرته، ويواصل نجاحه ورحلة العطاء التي بدأها، وخصوصًا في ظل الظروف الأمنية التي مرت بها مصر خلال الفترة الماضية، وآخرها الحادث الإرهابي الأسبوع الماضي، والذي أصر القائمون على الماراثون ألا يحول دون إقامة الحدث الكبير.
وبعد انتهاء منافسات الماراثون بكل فئاته للرجال والسيدات متحدي الإعاقة، والرجال والسيدات في السباق الرئيس، قام المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة المصري، والمهندس جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، والفريق الركن محمد هلال الكعبي رئيس اللجنة العليا المنظمة لماراثون زايد، وأمل بوشلاخ رئيس النسخة المصرية للماراثون، بتتويج الأبطال على منصة التكريم في أرض ملعب ستاد الدفاع الجوي.
وحصلت لطيفة الصاروخ عضو فريق سكاي دايف على المركز الأول في سباق السيدات، وجاءت أسماء محمود محمد من مصر في المركز الثاني، ومواطنتها نسمة عمار سعد في المركز الثالث.
وفي منافسات الرجال، فاز إسلام فرج أبو العباس من مصر بالمركز الأول، وجاء مواطناه كريم حسام الدين وأحمد عابدين أحمد في المركزين الثاني والثالث على الترتيب، وذلك بعد منافسات مثيرة شهدت ندية كبيرة من أجل نيل شرف الفوز بالماراثون الكبير، والذي أصبح حدثًا سنويًا ينتظره المصريون بشغف كبير بعدما حقق النجاح منذ انطلاقته الأولى.
وفي منافسات ذوي الاحتياجات الخاصة، جاء وليد صابر إبراهيم في المركز الأول لفئة الرجال، ثم محمود سمير سواح في المركز الثاني، وأحمد فتحي سعد في المركز الثالث، وفي منافسات السيدات، جاءت إيمان حسن محمود في المركز الأول، وشيماء سامي جابر في المركز الثاني، ونعمة نوح أحمد في المركز الثالث.
وجاءت المشاركة القياسية الكبيرة من معظم الأندية المصرية ومراكز الشباب وأندية المؤسسات، ومن اللجنة الأولمبية الوطنية المصرية، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة، ولم تقتصر المشاركة على القاهرة فقط، بل شملت الشباب والفتيات من عدد كبير من المحافظات الأخرى.
وعلى هامش الماراثون ومراسم التتويج أقيمت بعض الاحتفالات المبسطة، على أنغام بعض الأغاني الوطنية، وذلك في أجواء من السعادة بوصول الحدث إلى الختام المميز في النسخة الثالثة، وقدرة اللجنة المنظمة على توصيل رسالته، بأن الهدف الخيري والإنساني للماراثون أهم وأبقى من التنافس على مراكز المقدمة، أو الجوائز المالية للفائزين، والتي تبلغ مليون جنيه مصري.
أرسل تعليقك